قررت أن تتجاهلها في بداية الأمر، ولكنها شعرت بالانزعاج عندما كانت تأكل الحلوى وتنظر في الساعة، بينما كانت هذه الشابة تشاركها في الأكل من الكيس أيضاً.
حينها بدأت بالغضب فعلاً ثم فكرت في نفسها قائلة: (لو لم أكن امرأة متعلمة وجيدة الأخلاق لمنحت هذه المتجاسرة عيناً سوداء في الحال).. وهكذا في كل مرة كانت تأكل قطعة من الحلوى كانت الشابة تأكل واحدة أيضاً.
و تستمر المحادثة المستنكرة بين أعينهما وهي متعجبة بما تفعله، ثم إن الفتاة وبهدوء وبابتسامة خفيفة قامت باختطاف آخر قطعة من الحلوى وقسمتها إلى نصفين، فأعطت السيدة نصفاً بينما أكلت هي النصف الآخر.
أخذت السيدة القطعة بسرعة وفكرت قائلة: (يا لها من وقحة كما أنها غير مؤدبة، حتى إنها لم تشكرني).
بعد ذلك بلحظات سمعت الإعلان عن حلول موعد الرحلة فجمعت أمتعتها وذهبت إلى بوابة صعود الطائرة وبعدما صعدت إلى الطائرة ونعمت بجلسة جميلة هادئة أرادت وضع كتابها الذي قاربت على إنهائه في الحقيبة، وهنا صعقت بالكامل حيث وجدت كيس الحلوى الذي اشترته موجوداً في تلك الحقيبة. بدأت تفكر: (يا إلهي لقد كان كيس الحلوى ذاك ملكاً للشابة، وقد جعلتني أشاركها به)، حينها أدركت وهي متألمة بأنها هي التي كانت وقحة، غير مؤدبة، و متطفلة.
كم مرة في حياتنا كنا نظن بكل ثقة ويقين بأن شيئاً ما يحصل بالطريقة الصحيحة التي حكمنا عليها به، ولكننا نكتشف (متأخرين) أن ذلك لم يكن صحيحاً.
وكم مرة فقدنا الثقة بالآخرين بسبب التمسك بآرائنا، فكنا نحكم على الآخرين بغير عدل، ومن وجهة نظر واحدة، ولم نكن نعطي لأنفسنا الفرصة للتأكد من أن حكمنا صائب، وأن تصرفنا مع الآخرين كان صحيحاً وسليماً من عدة وجهات نظر وليس من وجهة نظر واحدة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك في فيضنا الطيب .. وشكرا لك على نقلك لهذه القصة ..
أتمني أن نري ابداعك قريبا ………
رعاك الله ..
الله يعطيك العافيه
شكرا لك عليها
دمتى بخير