"مرحبا"
"أهلا سيدتي"
"تفضلي بالجلوس"
"شكرا"
"عرفي بنفسك"
"حسنا , اسمي.. سني.. أقطن ب.. حصلت على الإجازة في علوم الأحياء السنة الماضية..و أنا الآن بصدد البحث عن عمل.."
"هل لديك خبرة"
"ما درسته بالجامعة و بعض المعلومات مما طالعته و أطمح لتعلم المزيد"
حسنا ساقبلك كمتدربة و إن رقت لي سأوظفك لدي ما رأيك"
لم يكن لدي خيار آخر سوى القبول فالبحث عن عمل أمر شاق و الحصول عليه أصعب منه.
قالت: اعلمي أنك أولا ستقومين بأعمال السكرتارية بدلا عن زميلة لك ستضع مولودها قريبا ثم بعدها ستنتقلين إلى المختبر لتزاولي تخصصك..سأعطيك مائة دولار كراتب مبدئي..
البداية دائما صعبة لكنها ستؤهلني لأجد الأفضل…
جلست أمام الحاسوب لأول مرة..تعلمت الكثير في زمن قياسي لشخص لا يعرف شيئا عن الحواسيب سوى أنه ..حاسوب…
تعرفت خلال هذه المدة على ثلاث فتيات: خديجة المخبرية و أمينة عاملة التنظيف و رابعة السكرتيرة التي أدين لها بالكثير…
تقاسمنا وجبات الغذاء مرارا .. تحدثنا طويلا و بدأت أكلم رابعة الجميلة الأنيقة و أمينة عن الحجاب و عن إلزاميته و أنه فرض على كل مسلمة…..
اقترب شهر رمضان الفضيل يحمل البركة.. لهذا الشهر مكانة خاصة في نفسي..أحس خلاله بأدراني تتساقط من على كاهلي لأحس بالطهر و النقاء و الصفاء…
و في العشر الأواخر منه.. صباح الإثنين رأيت رابعة تدخل المختبر و هي مرتدية اللباس الشرعي .. أحسست حينها برعشة تسري في أوصالي ..هنأتها على فرارها الحكيم.. و ها هي أمينة في نفس اليوم تدخل مرتدية الحجاب…
كانت الفرحة عارمة لا تضاهيها أية فرحة…
ما إن أقبلت صاحبة المختبر و رأت رابعة ترتدي الحجاب حتى اكفهر وجهها و استشاطت غيظا و سالتها هل سترتدين هذه الخرقة فوق رأسك دائما…
أجابتها بالإيجاب فقالت لها "تبدين كجدتي"و ذهبت إلى مكتبها تلعن و تسب..
قلت لرابعة ألا إن سلعة الله غالية اثبتي على الحق ينصرك الحق
جاءت إحدى قريبات صاحبة المختبر لزيارتها..فأخذت تشكو لها سوء تصرفها حين قبلت أن تعمل لديها في السكرتارية فتاة ترتدي الحجاب أفسدت عقل زميلتها……
علمت حينها أن لا مكان لدي هنا و أن مهمتي في هذا المكان انتهت و كل ميسر لما خلق له….
بعد أسبوع استدعتني و بدأت تمهد للكلام فوفرت عليها الطريق ….و استقلت….
وفي صباح اليوم التالي..
ارتشفت آخر جرعة من فنجان القهوة و أنا أتفحص جريدة الصباح…ارتديت معطفي و توجهت نحو الباب ممنية النفس بيوم جميل…
لازمـ نظحي ..
و لو كان ايش ..؟!
يسلموو يالغلا ..
لا عدمناكـ ..
ألا إن سلعة الله غالية اثبتي على الحق ينصرك الحق
اسلوب سلس وقصة واقعية تحكي الكثير مما يدور في عالمنا
حياك الله
أن الله غفور يؤتمن من مكره قلوبنا يجب أن تظل بين الخوف و الرجاء دائما
أسعدني رأيك
مشكورات سلفا
صدقتِ..
على كل منا وضع الهدف الأسمى في كل مكان يذهب إليه…
وقصتك هذه تذكير لنا جميعا…
دمت في حفظ الرحمن..