بقلم / ربيع بن المدني السملالي
عندما أفقدُ حاسّةَ الزّمان والمكان
تجتَاحُنِي عواصِفُ من السُّرور والحُبُور
وأجدُ السّعادَةَ تنتظرُني بفارغ الصّبر
وينتابُني شعورٌ بالمرَح والهدوء
ويهجمُ عليّ الفرحُ وأحسّه يهفو بين الحنايا كالنّسيم
وتتملّكُنِي الرّغبةُ في الابتسام والضّحك
وَتتبدّدُ الغيومُ القاتمةُ في سمائي المكفهرّة
ويَشِعُّ نورُ الحبّ بين جوانحي المضطربة
وأكاد أخرجُ من جُثتي جذلاً
وينشبُ الاطمئنانُ مخالبَه في قلبي الكسير
وتهبُّ رياحُ الرّضَا بما تشتهي نفسي وغريزتي
وتظَلُّ آمالي تُدَاعب أحلامي بلا ملل ولا كَلَل
وكأنّني ظمآن يَكْرَعُ من جَدول
وتنجلي ظُلمات اليأس والتّعاسة والاكتئاب
وتخرّ صرعى الأحزانُ والهمومُ والآلامُ
ويُذبَحُ التّفكيرُ المضْني بسكّين الصّبر الجميل
والذّكريات المؤلمةُ التي تطارِدُني تصبحُ كالرّيشة في مهبّ الرّيح
والفقرُ المزري الذي يعترضُ سبيلي يَستسلمُ في قنوط وعذاب مريرين !
………………………………………….. …….
ولعلّ القارئ الكريم قد هجم عليه هذا السؤالُ :
ومتى يفقدُ أخونا ( ربيع ) حاسّة الزمان والمكان ؟
فأجيبه :
أفقدها ( يرعاكَ الله ) حينما أكونُ مُنهمِكاً منغمساً مع الذي وصفه المتنبي بقوله :
(( وخيرُ جليسٍ في الزّمانِ كتابُ ))
في ليلة 23 رمضان 1445 هـ
و لا يتأتى ذلك إلا لعاشقٍ ولهان !!
في ليلة 23 رمضان 2016
و كان للتأريخِ نصيبٌ من شطرِ هذا الفقد ، فالزمانُ غيرُ الزمانِ !!
بوركتَ أخي الكريم
وشكرا أخي الحبيب ( المفرّد ) على التنبيه