آخر ما سطرته ذكرى ..
تسند ظهرها على خزانة اخوتها الصغار …
بينما صيحات امها وحروفها القهرية تدعوا عليها بقلب مثقل
واختها تحاول تخفيف التوتر بينما الوالد جالس وسط هذا الضجيج بلا كلام…
وفجأة استوقف سمعي قطرة ماء … قطرة ماء مالحة ..
هوت على الأرض … وقبل ارتطامها نادت يا الله …إلى متى؟
حملتني نفسي بتأمل طويل عن ذكرى شاردة الروح تتردد في
أُذُنيها همسات كل تاريخ يحضن ذكرى سوداء
وبعض التواريخ التي خَنَقتها القسوة …..
وذكريات أخرى.. تملئ حروفها السعادة والفرح ها هي الآن
تحشرج على كتفها بالقرب من قرطها اللامع …
وتكبح حبات الألماس بمحجر عينيها وتمسح ما تدحرج على خدي التفاح ..
والأسئلة تثقل خطواتها أاستحق هذا فعلاً!!!
لازلت رقيقة العود صغيرة فلماذا لست مثل غيري من الفتيات اللات هن بعمري؟
وبعد أن جهزت ملابس المدرسة والحقائب المدرسية لإخوانها ..
وصلت للمطبخ وبدأت بتحضير نوع من الفطائر المحلاة من اجلهم
فغداً دورها بالاستيقاظ باكراً لتجهيزهم للمدرسة …
وبعد انتهائها غسلت يديها .. وعَلَقت أمالها بغدٍ أفضل ..
إلا أن ملاك الموت كان ينتظرها عند باب غرفتها …
فما أن وصلت حتى أخذ روحها بأمرٍ من الله تعالى وبينما هي في سكرات الموت …
وروحها تغرغر وكأنها ترتشف بحار من المرّ والعلقم …
ألهمها الله نطق الشهادة وهمست لأهلها اللذين اجتمعوا حولها لا حول لهم ولا قوة أمام مشيئة الله
همست والدمع يغرق ما تبقى من روحها بأخر نفسٍ لها طلبت أن يسامحوها …
ورحلت ………..
تكسرت حواجز الصمت بعلو صيحاتها … ولهيب دمعها …
حملها والدها للسرير .. وأمها وأختها لا يزال أملهم يرسم صباح غد بإفطار من صنعها
وضحكات على ثغرها … وهم مدركين تماماً ((( أن هذا لن يحدث)))
جلست أمها على الأرض بجانب السرير تمرر أصابعها بشعرها الطويل …
تروي لها حكاية قبل النوم .. كانت ترويها لها كثيراً عندما كانت صغيرة ..
..والأخت الكبيرة تهذي ..ذكرى ..ذكرى ..ذكرى
ولم يدري الوالد ما العمل ؟؟؟ الساعة الثانية عشر ..وسبع دقائق ..منتصف الليل
أين يذهب بجثمان ذكرى؟…
فقرر أن يأخذها للمستشفى .. حتى يضعوها بالثلاجة بينما يجهزون مراسم التعزية ..وحفر القبر وما شابه
ولا يزال عقله يكذب ما تراه عيناه ..دخل الغرفة وأخر الأم بما يريد فعله …
فردت الأم بصوتٍ حازم لن تأخذ ابنتي لأي مكان .. حاول معها .. ألا أن ردها كان واحد ..لن تأخذوها
وبين دموع تروي مرارة الأمر ..وضحكات تستبشر بعودتها تروي الأم حكايتها لذكرى ..
وتنهيها بنهاية بات حدوثها مستحيل برحيل ذكرى … بات حدوثها مستحيل منذ اليوم …
وبعد ساعات مرة للمرة الأولى وكأنها ثواني …سمعوا آذان الفجر لم ينم أحد منهم ..
دخل الأب للحمام من اجل الوضوء
وبدأت الأم بهز يد ابنتها وهي توقظها هيا يا ذكرى آذان الفجر ينادي ..
وتهز يدها الضعيفة ,,, تقبل أصابعها الباردة..أرجوكِ يا ابنتي سأصلي معكِ
أليست هذه أمنيتك!!
هيا انهضي لتحقيقها ………. وفي نهوض ذكرى أمنية للأم لن تتحقق…
تكمل الأم هيا يا ابنتي سأمشط شعرك واجدله لكِ كما تحبينه …
وتعود الأم لتمرير أصابعها مجدداً بشعر ذكرى …
تهز كتفها هيا يا ابنتي تنطق الأم بصوتٍ خنقته غصة مرة ولا تريد التصديق الواقع حتى الآن ..
وانهارت تبكي مجدداً ضمتها إلى صدرها والدموع تلسع خديها
… وكم هو مؤلم أن ترى ذكرى هامدة إلى هذا الحد ..
رحلت ولم يبقى منها الا ذكرى..
فارجوكم احبتي لا تنتظروا فوات الاوان لتخبروا من امامكم كم تحبونه
او لتحقيق اماني بسيطه..
ها هي ذكرى رحلت دون ان تتذوق طعم السعاده
بتحقيق امنيه .. او لمسه حنونه من راحه كف امها ..
والان اترك التعليق لكم..
اعتذر على غيابي الطويل ..
ظروف .. فاعذروني
جميلة رائعة يا غالية
ما خطته الأنامل هنا ..
..
العطاء لا يتوقف برحيلهم بل نملك دُعاءٍ يعانق السماء
العطاء نبض لقلوبهم إن ما زالوا على قيد الحياة ..
ما أجمل القلوب حين تمنح المحبة والصفاء بلا توقف ..!
هي رحلت ونفسي معها راحلة
فبإي زاد حصدناه معاً وأي أثر تركنها ..!
ربي أحسن خاتمتنا ووفقنا لأحسن الأخلاق
لحروفكم معاني جما .. وأراها أعمق ..
فسامحيني لقصر حديثي..
رعاك الله لما يحبه ويرضاه
سلام …
الاخت الكريمة … الاديبة الراقية …
الحياة قصيرة … وما أحوجنا للحظات الصدق فيها بشفافية الحرف والتعبير عن المشاعر … وما أروع لو كان ( لذكرى ) اطار في حياتها … اطار من ينابيع الحب والحنان في حياتها بدلا من ينابيع الدموع تبلل الكفن …
احترامي لطرحك الراقي بكل التقدير .
الاخت الكريمة … الاديبة الراقية …
الحياة قصيرة … وما أحوجنا للحظات الصدق فيها بشفافية الحرف والتعبير عن المشاعر … وما أروع لو كان ( لذكرى ) اطار في حياتها … اطار من ينابيع الحب والحنان في حياتها بدلا من ينابيع الدموع تبلل الكفن …
احترامي لطرحك الراقي بكل التقدير .
وبرحيل ذكرى لم يبقى لهم منها الا ذكرى
ابدعتي يارائعة
في سرد هذه القصة المؤثرة
سلمت اناملك
واتمنى ان اكون دائما عند حسن ظنكم بي…
استودعكم الله..^^
في امان الله..