أخواتي في الله:
هذه الزهرة التي قطفتها من كتاب " حدائق ذات بهجة " للشيخ : عائض القرني حفظه الله .
قطفتها لأهديها إلى جميع الشباب الذين يقضون على أوقاتهم في المنتديات وكثيراً من المواقع والساحات ،فتجد أن وقتهم قد مات ،وكل ما لديهم خذ وهات، بلا حساب أو مقدمات ،وتصفح بغير فائدة ترجى ،ومطالعة ليس لأجل المنفعة ،فيعود عليه بالمضرة ، أهديه هذه الزهرة الفواحة.
احرص على ماينفعك
قوله صلى الله عليه وسلم " احرص على ماينفعك " أعظم دليل على بذل الجهد في حصوله المطلوب ،وترك التخاذل والتكاسل بحجة القدر ،فإن هذا دليل القاعدين الفاشلين بل على العبد أن يحرص غاية الحرص على في كسب ما ينفعه من الأقوال والأعمال والرزق الحلال ،فاستفرغ الجهد في تحصيل المنفعة الدينية والدنيوية بأحسن السبل الشرعية ،فإن الحرص : تحك الإرادة ،وانبعث العزيمة ،واقتناص الفرصة المناسبة ، والمسارعة إلى قطف ثمار المنافع، وحصد سنابل الفؤائد ، وتقييد شارد المصالح ، فلا يزال مراقباً للمناسبات ،ملاحظاً للأوقات حتى يهجم ببصيرته على مايصلح دينه ودنياه ،والحرص على ماينفع دليل على صدق النية وقوة العزيمة ، وسلامة الطبع واعتدال المزاج ، وغزارة الفهم ، لأن كل عاقل سوي يجتهد في جلب الخير لنفسه ودفع الضر عنها.
وما يهمل مصالحه إلى غافل بليد ،ولايفرط في مكاسبه إلا أبله رعديد ، فإن الوحي باستثارة المهم، ومناداة العزائم، وتحريك الإرادات لتنبعث طالبة فاعله مؤثرة تجني الخير وتجمع الفضائل ، وتحصل القيم ،وحرصالعبد على ما ينفعه أول أبواب الفضائل، لأنه من عمل النية ثم يتبعه الحركة الراشدة ،والتوثب الصادق، واليقظة التامة، فيسعى جاهداً في إصلاح نيته ،واحسان عمله ، وتعمير مستقبله ، وحيازة رزقه الحلال ، والقيام بمن يمونه ،وتهذيب نفسه ،وتقويم إعوجاجه ، ولاتلقى مفرطاً أضاع نصيبه من الخير إلالتركه الحرص على نفع نفسه ، ولا تجد محروماً من السعادة إلاومن أهمل إرادته ،وعطل عزيمته ، فأنفق عمره في الأماني الكاذبة والخيالات الفاسدة ،والوساوس الخادعة ، حتى تبدد العمر في سوق الغبن ، ومزق ثوب الأيام بكف التفريط ، وأحرق شجرة الهمة بنار الخذلان ، وحرص العبد على ماينفعه واجب شرعي، وضرورة عقلية، بها يصل العبد إلى مصاف الناجحين، ومراقي الصاعدين في سلم القبول، ومعارج التفوق، وبها يطوي بروج الفضائل، ويقطع مسارات الخيرات، فهو سباق لكل عمل نبيل، وثاب لكل فعل جميل، ومسارع لكل مقصد جليل، في قلبه نور الهمة منقدح، وفي نفسه زند الحرص الصادق محترق، فهنيئاً له سموه وتقدمه وتميزه.
منقول
أختكم في الله:
أمة الرحمن
أخيتي :هل لديك هذا الكتاب .. ..؛ مارأيك بما يحتويه. . . . ؟؟
وتسلمين أختي "أمة الرحمن"
وبارك الله فيك أخيه …