:
أخواتي الغاليات ..
أسعد الله صباحكن / مسآئكن بكل خير ..
حديثي اليومـ سيكون عن أعظمـ كتب الأرض ..
عن دستورنا .. ومنهجنا ..
حديثي اليومـ عن القرآن ..
لن أسألك اليومـ كمـ جزءا قرأت ..
ولا كمـ مرة ختمت القرآن ..
بل سأسألك ..
كمـ آية تدبرت … ؟
كمـ آية استشعرت معانيها ..
تأثرت بها .. وأحسست بها ..
هذا هو سؤالي لك اليومـ ..
تأملي معي حال هاتين الفتاتين …
مريمـ : السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته .. كيف حالك يا سارة .. ؟
سارة : وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته .. أنا بخير والحمدلله .. ها .. ماذا أعددت لرمضان يا مريمـ .. ؟
مريمـ بابتسامة واسعة : لقد نويت هذا العامـ أن أختمـ القرآن ثلاث مرات ..
سارة : ماشاء الله .. هذا رائع .. وفقك الله وأثابك غاليتي
مريمـ : وماذا عنك يا سارة ؟
سارة : في الحقيقة .. أنوي أن أختمه مرة واحدة .. وسأحاول الزيادة بإذن الله ..
مريمـ : جيد عزيزتي .. بارك الله فيك وأعانك
سارة : آمييييين
——————
مريمـ : هاقد أعددت الجدول لقراءة القرآن ..
والآن سأبدأ بالقراءة .. بسمـ الله الرحمن الرحيمـ ..
وبعد قراءتها لبضعة آيات ..
( أممـ كمـ الساعة الآن .. إنها الرابعة .. يااه يجب أن أذهب لمساعدة أمي في إعداد الطعامـ .. ماذا سنعد ياترى على الإفطار لهذا اليومـ .. ربما سنعد دجاجا .. يااه علي أن أغسل الصحون .. وعلي أن أرتب الغرفة .. علي أن أسرع قليلا في القراءة لأستطيع القيامـ بهذه المهامـ .. اممـ .. بقيت صفحتان فقط جيد .. غدا ستأتي خالتي .. وسألتقي مع بناتها .. سيكون هذا رائعا …)
و على هذا المنوال .. انتهت مريمـ بسرعة من قراءة وردها اليومي ..
————————
سارة : أنه موعد قراءة وردي اليومي .. ما أحلى قراءة القرآن .. لقد انتهيت من جميع أغمالي .. وصليت العشاء والتراويح .. إنني متفرغة تماما الآن ..
وبدأت سارة بالقراءة بتأني .. وبعد أن انتهت من قراءتها .. فتحت كتاب تفسير القرآن .. وأخذت تقرأ تفسير ما قرأته لليومـ ..
أختي في الله
لقد رأيتِ حال كل منهما ..
فمن تختارين .. ؟
أتودين أن تكوني مريمـ .. تختمين القرآن مرات كثيرة .. ولكنك تقرأينه بسرعة .. وذهنك في عالمـ آخر .. دون تدبر .. أو تفكر .. ؟
أمـ ترغبين في أن تكوني كـ سارة .. تختمينه مرة واحدة .. ولكنك تستمتعين به .. وتستشعرين حلاوته ولذته .. وتفهمين معانيه .. وتتفكرين في آياته .. ؟
إن الخيار أمامك غاليتي ..
إنني هنا لا أنهاك أبدا عن ختمـ القرآن عدة مرات ..
بالعكس .. فهو عمل عظيمـ ورائع .. أشجعك عليه ..
ولكنني أريد منك أن تستمتعي بقراءتك للقرآن ..
فتشتاقي إليه .. وتحني لقراءته .. وتسعدي بذلك ..
فإن كنت ستقرأينه بدون تدبر .. فلن تستفيدي أبدا ولو ختمته عشرات المرات ..
غاليتي .. أخبريني ..
ما الفائدة من قراءة القرآن مرات عديدة .. وإعادة قراءته مرارا وتكرارا ..
دون أن نستوعب ما نقرأه ..
نقرأ ونحن نفكر في أشياء أخرى ..
ما الفائدة .. ؟
غاليتي ..
إن العبرة بالكيف وليس بالكمـ ..
وقليل دائمـ .. خير من كثير منقطع ..
إن الأمر كمن يعلمـ بعظمـ أجر قيامـ الليل ..
فيقومـ الليل كله .. ويصلي ..
ولكنه لا يحقق مبتغاه .. لماذا .. ؟
لأنه كان يصلي بجوارحه .. وليس بقلبه ..
جسده وجوارحه تتحرك .. ولكن قلبه ليس كذلك ..
بينما آخر .. يستيقظ يوميا قبل الفجر بفترة يسيرة .. فيصلي ركعتين .. أو ماقدر الله له ..
فيدخل بهما الجنة .. لماذا .. ؟
لأنه فعل ذلك بقلبه .. وليس بجوارحه فقط ..
تأملن معي أخواتي في الله ماذا قال الوليد بن المغيرة في هذا القرآن العظيمـ ..
وهو الكافر الفاجر ..
فقد سمع القرآن و وصفه بأحسن الأوصاف في نادي قومه : إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه .
ورغمـ كفره بذلك كله .. ولكنه وجد تلك الحلاوة واللذة .. واستشعرها في القرآن ..
و هو الكافر .. قال تعالى فيه في سورة المدثر : " سأصليه سقر " .
فما بالك بالمسلمة المؤمنة التي هي أنت ..
ألست أحق بأن تستشعري تلك الحلوة .. وتتمتعي بها ..
وتعملي بما في هذا القرآن .. ؟