تخطى إلى المحتوى

أصدقاء الشدة / قصة للأطفال 2024.

أصدقاء الشدة

قصة للأطفال

تأليف : أيمن دراوشة / الدوحة قطر /

*************************************
كان عادل يفتخر بأصدقائه ، وإنَّهم يفتدونه بحياتهم ، أمَّا والد عادل فيعرف أنَّ هذا غير صحيح ، وأصدقاء عادل لا يحبونه إلا لنقوده فقط.

فكان دوماً ينصح ابنه عادل ويقول له : " يجب عليك يا عادل أنْ تُحْسنَ اختيار أصدقائك ، والصديق هو مَنْ نفع صديقه وقت الشدة.

وفي يوم من الأيام دخل عادلٌ على والده ، فوجده كئيباً حزيناً ، فسأله عن سبب حزنه وهمِّه ، فقال له : " لقد وقعت اليوم في خطأ فادح أثناء عملي في البنك فبدلا أنْ أصرف للعميل مبلغ ( مائة دينار ) صرفت له ( ألف دينار ) ، وبعد اكتشاف النقص تمَّ استدعائي كوني مَنْ قام بصرف المبلغ ، وخلال التحقيق اتهمني مدير البنك بالسرقة ، وأمهلني فرصة ثلاثة أيام لاسترجاع المبلغ ولا أخبر الشرطة ، وأنت تعلم يا ولدي بأني لا أملك هذا المبلغ ، ولا أدري ماذا أفعل ؟ قال عادل بثقة : لا تخف يا أبي ، فإنَّ لدي عشرين صديقاً يحبونني ، وسنتدبر الأمر سوية في أسرع وقت ممكن.

وذهب عادل إلى أصدقائه واحداً واحداً كان أولهم سميراً ، وعندما أخبره عادل بقصة والده اعتذر سمير عن مساعدته بحجة سفر والده ولعدم حمله أي مبلغ من النقود في الوقت الحاضر فطلب منه عادل أنْ يكتم السر ولا يخبر به أحداً… ثم ذهب عادل إلى صديقه زيد ثم أحمد ثم إيهاب… فكان كل واحد منهم يعتذر بحجة مختلفة ، وشاع الخبر بين أرجاء الحي ، واتهموا أبا عادل بالسرقة وهو منها براء ، وليتهم اكتفوا بذلك بل إنَّ أحدهم ذهب وأخبر الشرطة.

في الصباح قامت الشرطة بمداهمة منزل والد عادل وقالوا له : إننا نعرف أنك رجل حسن السمعة والسلوك ، ونود مساعدتك إذا أرشدتنا إلى مكان النقود ، فقال لهم أبو عادل : أنا لم أسرق شيئاً ، فقالوا له : إنَّ الناس تعرف الحقيقة وقد أبلغ عنك فلان وابنه ، فردَّ عليهم أبو عادل قائلا : إذا كنتم تصدقون ما نقله الناس بأنني سارق ، فإنَّ النقود موجودة تحت غطاء هذه المائدة… حينئذ ٍ أصيب عادل بحالة من الذهول والاندهاش مما سمع ، لأنَّ ذلك يعني أنَّ والده سارق… ثم قام الشرطي بكشف الغطاء عن المائدة .. فأصيب الجميع بالدهشة والاستغراب حينما شاهدوا تحت الغطاء وليمة كبيرة تحتوي على ما لذ وطاب من الأطعمة… وقتئذ ٍ قال أبو عادل للحضور.. لم يكن هناك أية سرقة ، ولكنني أردت اختبار أصدقاء ابني عادل ؛ ليتأكد من صدق نواياهم ومن إخلاصهم له.. واعتذر أبو عادل من الحضور ودعاهم لتناول الطعام بعد أنْ رأى اللعاب يسيل من أفواههم.. ثم ضحك الجميع وأقبلوا بشهية على الطعام ، أما عادل فقد أدرك أنَّ الصديق وقت الضيق ، وتنبه إلى ضرورة اختيار الصديق المخلص الذي يعين وقت الشدة ، وليس الصديق ذو المصالح الشخصية…
-=-=-=-==-=-=-=-=-=-===-=-=-=-=-=-=-=-==-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.