طفلة في عمر الزهور كما يقولون عنها غير أني لا أسميها أنا إلا زهرة في عمر الطفولة
غنى لميلادها الفرح ..ورقصت لمقدمها الألوان..وأنشد الصباح لإطلالتها أهازيج أمل
ذاتُ قلبٍ مثقوب..!!
هكذا قال الطبيب ليقتل نصف الفرحة التي ارتدت من ذلك اليوم رداءً أسود!!
مثقوب قلب ليلى الصغيرة..وملايين البشر يعيشون بقلوب مفتوحة تماماً..لا مجرد ثقب!!!
إذن لا مشكلة..ستعيش مادام في العمر فسحة
ستحيى مادام في القلب حجرات تنقل منها وإليها تدفق الحياة..
حين كنت أسألها عن أمانيها البريئة كانت تذهلني بإجاباتها الكبيرة
أتمنى أن تسمح لي أمي أن أستخدم المسجل..لدي شريط قران!!!!
عظيمة أنتِ ياليلى كعظمة القران الذي كان أكبر أمانيكِ
وسخفاء هم البشر أولئك الذين يلونون الطفولة بالسواد..يمنعون الأمل من الاشعاع والامتداد
يصرون أن يستخدمون المسجل من أجل غناء ولهو وفساد..
نحيلةُ الجسم قالت لي أيامها..( أنا متأكدة كلنا راح نموت)!
استغرق مني يوم كامل حتى استطعت أن أنطق..ليلي مـــــــاتت!!!
* * *
غريبة أحوال الدنيا..لكن الأغرب منها تناقضات ساكنيها!!
تأملت أكوام الأقمشة الموجودة في ذلك المشغل.
.وسرحت في دهاء الدنيا التي جعلتنا نبني مشاغل..نستقدم عاملات..نختار أقمشة وموديلات
بآلاف الريالات..
ليتغمدنا في آخر الأمر بياض بأرخص الأثمان وبدون مقاسات
تنبهت فجأة لوجود تلك الطفلة الصغيرة التي تجلس بجواري
في يدها فستانٌ جميل لم أشك للحظة أنه كان فستان العيد منذ أعوام
جاءت لتصلح خرقاً أصابه..لعله استنفذ من قلبها خروقاً أكبر..
سألتها: ما اسمك يا حبيبتي..فلم تجب..
لا أذكر كم من طريقة أغريتها بها لتجيبني..لكنني أذكر جيداً ابتسامات الألم في مقلتيها
علمتُ بعد ذلك أنها لا تتكلم..وأن حركات اليدين وإشارات الأصابع هي لغتها الوحيدة
وأذكر جيداً كيف عُوملت بازدراء..كيف رمي الفستان تحت الأقدام
طلبت منها العاملة أن تعود لتأخذ الفستان الخامسة فجراً..فغداً عيد!!!
كل هذا أذكره
هبت ذلك المساء ريحُ باردة مؤلمة..أخبروني بعدها عن ذلك الجدار الذي سقط على علياء
وصفوا بمرارة ( المرجيحة) التي صنعتها علياء احتفالاً بالعيد قرب جدار أنهكه الإعياء
قالوا أنها يتيمة..وقالوا أنها فقيرة..وقالوا أنها لم تعرف ( الملاهي) يوماً..
وقالوا أن الجدار سقط على رأسها ظلماً وغيلة..
وأخيراً قالوا أنها كانت ( صماء بكماء)..ولهذا السبب لم تستطع الصراخ والنداء
لكنني لم أقل لهم أن دموع الألم في عينيها صرخت بأعلى صوت ولم تملك غير البكاء
ماتت ليلة العيد طفلة صماء بكماء اسمها علياء!!!
لا أحد يعرف عن حكاية الفستان الذي لم يمهلها القدر أن تنجزه ذات مساء!!
* * *
السيارات أشكال وألوان..لكن ما أجزم به هو أن المصائب هي الأكثر أشكالا وألوان
والبياض والسواد هو مثال التضاد بين الأشياء…لكن الفرح والحزن هو قمة التضاد في حياة
الإنسان!!
سنسميه ( محمد)..الأنسب والأقرب إلى اسم أخيه( مهند)..
كم من الأحلام داعبت منى هذه الأم؟؟ وكم من الطموحات ارتسمت في خيال ذلك الأب؟؟
بحجم كل الأشياء..لا بل كمساحات الفضاء..كالفرق بين الربيع والشتاء
ككل هذا كان الأمل..كان الفرح..كان الطموح والرجاء..
ساعتان كانت هي الحد الفاصل بين عاطفة الأبوان وبين أنين المفجوع والثكلاء..
إلى الآن لم نعرف كيف لم يلحظ وجود مهند خلف السيارة البيضاء
بعد دقائق فقط كان مهند أشلاء..أشلاء!!
من صدمة الأب المفجوع..و ألم القلب الولوع..ذهب عقل الأب وسط زحمة الدموع
حمل أشلاء دمٍ وبقايا ثوب مقطوع..وركض نحوها: هذا مهند ..مهند ..صدمته بالسيارة
فصرخت وأسقطت وليدها من يدها ليموت محمد بعد دقائق من موت مهند ..
ألم أقل لكم المصائب أشكال وألوان..!!!
والتناقض يتجسد في أقصى حالاته بين الفرح والحزن..
حين يفقد أب وأم مرة واحدة و في دقائق معدودة…طفلان!!!!
* * *
انتظروا البقية من مجموعة
( أطفال..بموتهم علموني الحياة!!!)
لا أستطيع أن أزيد حرفا على ما ذكرت
شكر الله لك يا أخيتي / ألق الفجر
و السلام عليكم
أختكم
صبح
لمسة أمل
صبح
إشراقة قلب
أعز الحبايب
ياملحي
أسعدتني ردودكن وأبهجت مهجتي..لا حرمت من هذا التواصل..
وانتظرن المزيد
قرأت ما سطرتِه هنا يا رائعة فجرفني شوقٌ نحو البقية من مجموعتك المتميزة
أتُراها في طريقها إلينا ياعزيزتي؟!
دمتِ ودام إبداعكِ
محبتكِ // فجر اللقاء
كلمات لها معنى
بوركتي ودمتي
تحياتي