ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد..
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
ثم أما بعد أحبتى فى الله سنقف اليوم على حكم جلى من الاحكام الفقهيه وهو من اشد الاحكام تخويفاً ومن اشدها
تشويقاً لمعرفةالاضرار التى نرتكبها عافانا الله واياكم منها ومن الوقوع فيها وجعلنا من المحافظين ألا وهو
الأمر بحفظ اللسان
قال الله تعالى : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }
الخاطئه التى تقودكالى عالم النيران وتكون لك من مسببات حفر النيران يوم ان تُحشر ولا يكون لك إلا الديان الذى
يناديك ويقول عبدى
فهل اصغيت اليه حفظك الله هل بادرت بالرد وقلت لبيك ربى
هل تعجلت التوبة من إثم المعصية وجرم الذنب وهرولت لمن يناديك
أم انك ماذلت مصراً على الكبرياء والعظمة الذان سيوردانك المهالك
وأنت لست مع الطائعين فى الدرب سالك
وماذلت فى غيك وعنادك مع الرحمن سالك
هل علمت ساعة موتك الم تعلم ان قبرك يناديك
يابن آدم أنا بيت الدود أنا بيت الظلمه أنا بيت الوحشه
لاحول ولا قوة إلا بالله أجب داعى الله أم ماذلت مصراً على الهروب من طاعة الرحمن وما يجدى لك الهروب يوم العرض
على الجبار
إستمع معى عفاك الله يامن لاتمسك لسانك عن الفاحش من الكلام الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟
قال: "من سلم المسلمون من
لسانه ويده"
وفى هذا بيان جلى واضح وضوح القمر ليلة بدره أن الذى يتلفظ بالسوء لايجنى من وراء ذلك إلا الاثم ومن حافظ على
نفسه من الوقوع فى الخطيئة اللفظيه حفظ نفسه واسلامه والمسلمين من غيه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن العبد ليتكلم
بالكلمة ما يتبين فيها يزل
بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب"
وهنا دلالة واضحه تجعلك اخى اختى بارك الله لكما لابد أن نفكرأهي خير أم لافإن كانت خير تلفظ بها ليثاب وإن كانت
غير ذلك أمسك عليها لكى لاينال من التلفظ الاثم والذنب والعقابوللنستمع ونعى قول رسولنا صلى الله عليه وسلم
والاجابه البالغه الشافيه الكافيه التى فيها بيان وتصريح منه صلى الله عليه وسلم الينا جميعا وهنا الاجابه لاتخص
الموقف
ولكنها للعموم لان ما جاء عن سيدا رسول الله صلىالله عليه وسلم تشريع لنا نلتزم به ولا نحيد عنه لانه من تمسك به نجا
ومن تركه ظن انه ناج ولكن اعلم ان ربك يمهل ولا يهمل حتى اذا اخذ الظالم اخذه اخذ عزيز مقتدر فللنظر ما جاء فى
سياق ردة صلى الله عليه وسلم
عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به،
قال: "قل: آمنت بالله ثم استقم،
قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا"
وأنظر اخى اختىبارك الله لكمإلى بلاغته صلى الله عليه وسلم فى ما جاء عن
عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك
وليسعك بيتك وابك على
خطيئتك"
فاعلمو حفظكم الله أن
في حفظ اللسان من الوقوع في المحارم والكلام فيما لا يعني خير عظيم ونجاة في الدنيا والآخرة، فلذلك حث عليه
الرسول صلى الله عليه وسلم وأرشد إلى أنه من أعظم سبل النجاة والفوز برضوان سبحانه والنجاة من شر يوم الحرور.
فليكن نصب عينيكم وقاكم الله شر الفتن هذه الثلاث
– أن تمام إسلام المرء أن يكف لسانه عن المسلمين.
– أن إمساك اللسان سبب للنجاة.
– أن الرجل قد يدخل النار بكلمة لا يهتم لها.
نسأل المولى جل فى علاه أن يرنا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرنا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه وأن يطهر قلوبنا من
جرم المعصيه والسنتنا من سوء الكلم وأن يجعل السنتكم فى ذكر الله ناطقه وعن المسئ من القول ممسكه ولايجعل لنا
سفاهةفى القول والعمل وأن يطهرنا من الغى والذلل وأن ينجينا من الوقوع فى المهالك ومن شر فتن اللسان يقينا وأن
يبصرنا بعيوبنا ما حيينا وأن ينير لنا السبيل وأن يجعل خير أعمالنا الخواتم وخير أيام عمرنا آخرها وأن يوردنا حوض
نبيه وأن يجعل الرحمة نصيبنا والجنة لنا دار الخلد هذا والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على رسول الله
" مامن شىء أحوج إلى طول سجن من اللسان ."
وقال أيضاً :
" يالسان قل خيراً تغنم , واسكت عن شر تسلم , من قبل أن تندم ."
جزاك الله خير