لقد كثر في الآونة الأخيرة إرسال رسائل على الموبايل تحتوي على بعض الجمل الغريبة مثل
( صلي على النبي عشر مرات وانشر إلى خمس غيرك وهذه أمانة في ذمتك إلى يوم القيامة ) وتتكرر هذه الرسائل بأساليب مختلفة مثل إذا فعلت هذا الشيء أو أرسلت الرسالة لعشرة فسيحل الله مشاكلك ، أرجو توضيح إذا ما كان هذا العمل جائز أم لا فأنا أخشى أن يقع الناس في بدع هم في غنى عنها ، وجزاكم الله خيرا
…………………
أخي السائل سلام الله عليك ورحمته وبركاته ، وبعد
كنت أحسب أن الذين يتعاملون مع الأجهزة الإلكترونية الحديثة قد استطاعوا أن ينفلتوا من أسار الخرافة ، وأن ينطلقوا إلى عالم أرحب لا مكان فيه للكسالى والعاطلين، الذين يهربون من حل مشاكلهم عن طريق مواجهتها ويتحولون إلى نوع من التواكل المذموم لا يرضاه الله ولا يقره رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكني حين تمعنت في الأمر قليلا تبينت خطأ مذهبي، ووجدت أن أكثر العقول البشرية اتقادا وذكاء والذين بهروا العالم بمخترعاتهم لا زال العديد منهم مأسورا تحت قدمي صنم يعبده ويتقرب إليه .
أخي السائل إن ما تحكي عنه ما هو إلا تغيير في الوسيلة لبدعة قديمة شاعت بين المسلمين ردحا من الزمان ، تحكي عن أحمد الحامل حامل مفاتيح الكعبة المشرفة ، والذي ظل يحملها منذ أن وعت أبصارنا الدنيا ولا زال يحملها إلى اليوم، ولا أدري متى سيضعها ويرحل عنا بخرافاته وبدعه ، بالطبع لم يكن لهذه الخرافات في عالم حقيقة نصيب ولم يكن هناك من حامل ولا واضع ، ولكنه عالم البدع الذي لا ينتهي إلى حد .
أخي السائل لي على سؤالك تعليق صغير وهو قولك : " تحتوي على بعض الجمل الغريبة مثل ( صلي على النبي عشر مرات وانشر إلى خمس غيرك وهذه أمانة في ذمتك إلى يوم القيامة ) " فالصلاة على النبي والأمر بها ليس من الأمور الغريبة قد يكون مقصدك أن الغرابة فيها نابعة من كونهم يرتبون عليها حل المشاكل ، وهذا جد غريب ، ومقصدك فيه صحيح .
والأمر بالطبع لا يرتب تكليفا ولا أمانة في حق أحد لأنه لاتكليف بعد تكليف الله وتكليف رسوله لنا جميعا بالصلاة على النبي " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا " [ الأحزاب : 56 ] .
نصيحتي إلى كل هؤلاء أن يلتفتوا إلى الأدواء التي استشرت في مجتمعاتنا فيحاولوا إصلاحها ولا مانع من استخداام الوسائل الحديثة في هذا ونحذرهم جميعا بتحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ " وبقوله صلى الله عليه وسلم " مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ " .
وا أسفاه على هؤلاء الذين يحملون أنفسهم من الذنوب ما لم تجنه يداهم يتحملون أوزارهم ومن أوزار الذين اتبعوهم بغير علم خطايا ما لهم بحملها طاقة وما لهم عليها من صبر .
نسأل الله لنا ولهم الهداية، ويسعدا تواصلك الدائم معنا .
اللجنة الدائمة