تخطى إلى المحتوى

الاصرار والعزيمة وفقدان البصر 2024.

  • بواسطة

في اول يوم من حياتي الجامعيه بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، دخلت قاعة المحاضرات وبدأت
الاطلاع في أول كتاب سأدرسه.. كان مرعباً بالنسبة لي فعدد صفحاته حوالي 600 صفحة كانت كفيلة باثارة ضيقي
واحساسي بالنفور منه، وأخذت أحدث نفسي: ماالذي أدخلني الجامعه؟؟
ألم يكن من الأفضل لو أني جلست في البيت وتعلمت الخياطة أو أي شئ اخر يفيدني بدلاً من هذا الهم؟؟
والكارثه ان الكتاب الثاني كانت عدد صفحاته 750 صفحة، وهنا فكرت جدياً في الذهاب للبيت وعدم العودة للجامعة
مرة اخرى مهما كانت الظروف…
أثناء ذلك دخلت الاستاذة، عفواً، الدكتورة، وبدأت تتكلم بهدوء وكان كلامها حلواً وشيقاً، والأحلى طريقة تعاملها
التي كانت أفضل من زملائها الاخرين، وفي نهاية حديثها أعطتنا بريدها الالكتروني ورقم هاتف مكتبها، ثم فاجأتنا
بهذا السؤال.. احد عارف عني شئ؟!
كان بالقاعة حوالي 200 طالبة اغلبهن اجبن: لااا، فقالت بهدوء: انا فاقدة البصر، يعني عمياء، وهنا لف القاعة صمت
رهيب، وقليلاً بدأت أحس أن دقات قلبي توقفت من شدة الصدمة، وكأني أخذت أصيح بداخلي ( ما تشوف، ماتشوف)،
ولكن سريعاً ما استعدت توزاني وسألت البنات حولي لاتأكد فقد تكون إحداهن لديها المعلومة، ولكن الدكتورة عادت
للكلام وبدأت تحكي قصتها، وأنا غير مصدقه لوجود دكتورة عمياء في الجامعة، لأني لأول مره اقابل شخصية كهذه..
قالت الدكتورة: لما كنت في الابتدائي بدأ نظري يضعف، وفي المتوسط ضعف اكثر ،كنت أدخل الاختبار ولازم يكون
في ضوء قوي على الكلام عشان اشوفه، وفي الثانوي اختفى تماماً…
إلى هنا وتوقفت وانتهت محاضرتها وبدأت الأسئلة تمطر في ذهني..
كيف و كيف؟؟ كيف ذاكرت؟؟ كيف عايشة؟؟ كيف تمشي؟؟… ونزلت من القاعة وانا مهزوزة، وقلبي الضعيف انفجع
بسرعة واتأثر لحالها…
ومع مرور الأيام، وعند كل محاضرة تقول لنا شيئاً عن حياتها، وكان اسمها غريباً، الدكتورة ( وحي لقمان )…
وفي إحدى محاضراتها سألت: يا بنات ايش العضو اللي تقدرون تعيشون من دونه؟؟..
_ في نظري كان سؤالاً غريباً ولكني أخذت أفكر… ايش الشئ الممكن استغنى عنه؟!. ووجدت أن كل عضو مكمل
لثاني ولكن البنات اختلفن في إجاباتهن فمنهن من قالت العين، والتي قالت الرجل، وأثناء تلك الإجابات قالت هي:
مرة رحت شركة للمعاقين، لقيت انه المشلول، واللي مايسمع ومايتكلم له وظيفة اللي مايشوف…
كان الكلام مؤثراً جداً.. كل البنات كن خائفات من سؤالها ولكني تجرأت وأخذت أسألها سؤال ( ورا ) سؤال،،
أريد اكتشاف هذه الشخصية القويه..
سألتها: كيف كنت تذاكرين؟؟ وكيف وصلت لهذه المرحلة؟؟ والمزيد من الاسئله عن دراستها وحياتها الشخصية..
وبدأت حكايتها..!!
قالت الدكتورة: بقلكم يابنات، انه لما انا فقدت بصري وخلصت الثانوي قلت انا مالي وظيفة، فقررت أن أكمل الجامعة،،
وأهلي كانوا يساعدوني.. كانوا يقرولي الدروس ويفهموني، لكن الحمد لله.. الله عوضني بشئ ثاني، إني لما اسمع
الدرس مرة واحدة احفظه صم..!!
( طبعاً كل البنات وبصوت واحد صحن: واااو، وااو )، وواصلت الدكتورة: لما خلصت الجامعة وأنا فاقدة البصر، والوظيفة
الوحيدة اني اوقف احاضر هنا قدامكم، وأصريت إني اكمل الماجستير وأخذته في سنتين بدل اربعة، الين ماصرت
مستشارة قانونية.. ( على فكرة هي تدرسني قانون )..
تصدقون يابنات… قالت الدكتورة وواصلت: أنا لفيت العالم، رحت أمريكا وبريطانيا وأوربا.. ولكن الحمد لله على كل
حاااااااااال….
إحدى البنات ذكرت التلفزيون أثناء حديثها، فالتقطت الدكتورة ذلك وقالت: ماشفتوا المقابله اللي سوتها معايا قناة
العربية؟؟ ( البنات صاحوا وقالوا: ايش، ايش )
فتابعة حديثها: العربية سوت معايه مقابلة لمدة ثلاثة ساعات وصوروا بيتي، وكمان قناة المجد اتصلوا علي، وكلام
نواعم اتصلوا علي، ولكن انا ما يعجبني لأنوا حتى بسرعه يعني كلمتين وخلاص..
وهنا قلت لنفسي (وطلعت مشهورة كمان)..
وفي أخر أيامي بالجامعة وجدت إحدى زميلاتي تقرأ في مجلة وفيها مقابلة مع الدكتورة وبالصور، فقلت للبنت
بصورها ورجعلك إياها، وفعلاً صورتها عشرين نسخة وجلست اوزع على البنات وبدورهن راحوا صوروا أجمل قصة
واقعية أعطتنا الدافع عشان نمشي الدنيا مو الدنيا تمشينا،ونتعلم انوا الفلوس مو كل شي، لأن هذه الدكتورة غنية
ولفت العالم ولكن ايش سوتلها.. هل ارجعت لها الفلوس بصرها.. ؟
!

منقووووووووووووول

ماشاء الله تبارك الله
كذا العزيمه والاصرار والا بلاش

اللهم متعنا بأبصارنا واسماعنا ابداً مااحيتتنا

الله يعطيك العافيه على النقل

أشكرك لنقل هذه القصة الرائعة لامرأة كافحت حتى حققت حلمها وهدفها رغم الصعاب..

وهنا تقرير نُشر عنها في جريدة الرياض:

جدة – منى الحيدري:

ولدت الدكتورة وحي القمان أستاذ القانون بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بمرض في شبكية العين يتسبب في تدهور خلايا الإبصار إلى أن يؤدي إلى العمى.

ففي مرحلة المتوسطة بدأت لا تميز الألوان ولا ترى الأشياء البعيدة.. إلى أن شعرت بعتمة تلف الكون من حولها.

تقول الدكتورة وحي: "يعتقد البعض بأن الإنسان يصعب عليه أن يفقد تذكر الأشياء من حوله بعد أن يكون قد اعتاد على رؤيتها، ولكنني أرى أن الأصعب أن تكون حرمت من رؤيته منذ البداية".

وتضيف: "بالنسبة لي فإنني أعرف لون البحر والسماء وتدرج الألوان وشكل الحروف والكلمات".

لم تشعر باليأس للحظة في حياتها، لذلك أصرت أن تكمل دراستها الثانوية في مدارس ربما يندر وجود كفيفة في فصولها، فطرقت أبواباً أقفلت أمام رغبتها في إكمال تعليمها رغم أن أهلها عزموا على إرسالها لبريطانيا إلا أنها فضلت أن يكبر الحلم داخلها فوق أرض رعت خطواتها المتباعدة وكللتها بالنجاح.

لتأتي موافقة الأستاذة بهية لفادي مديرة الثانوية الأولى لتدفعها بهدوء وثقة إلى حلمها كطالبة منازل. لتجتاز التحدي بتفوق وتضع قدمها في بداية الطريق الجامعي بين جامعات الكويت وعمان ومصر وتحصد درجة الدكتوراه في القانون والذي يماثل شخصيتها التي تسعى للنقاش والتحليل كونه يسمى – الطب البديل -.

عام 1999ميلادي ولد داخلها تحد من نوع آخر وهو رغبتها العمل، فتقدمت بأوراقها إلى العمادة بالجامعة، وتتذكر الدكتورة مي كلمات العميدة هيفاء جمل الليل والتي التقت بها لإجراء مقابلة شخصية معها، قالت: لقد التقيتك كإجراء روتيني اعتقدت أنه سينتهي بدون نتيجة ولكنك جديرة بأن تكوني إحدى عضوات هيئة التدريس بالجامعة.

واعتبرت الدكتورة وحي التجربة العملية منعطفاً هاماً في حياتها وأكثر ما يميزها تلك العلاقة الرائعة بينها وبين طالباتها المبنية على الاحترام والثقة في التعامل، فإذا أخطأت طالبة أثناء المحاضرة عن قصد دون أن أشعر ذلك، تأتي في اليوم التالي لمكتبي لتعترف بخطئها وتعتذر.

أحد أهم ركائز الدعم اللامتناهي الذي تشيد به الدكتورة وحي هو ذلك الذي يأتي من نبع أسرتها التي صمدت معها أمام العثرات المؤلمة والمحزنة في مشوار حياتها لتشعر بدفء أناملهم التي كانت تشد على يديها فتمدها بالعزيمة والإصرار وتصبح المستشارة الأولى لهم.

ولا تغيب تفاصيل العالم المتجدد من حولنا عن عيون الدكتورة وحي وذلك من خلال عيون – رحيمة – رفيقتها وسكرتيرتها والتي لازمتها لأكثر من عشرين عاماً تنقلت معها في سفرها وعانت تبعات الغربة خلال دراستها في الخارج وتصفها بالقريبة جداً لنفسها.

لم تكن طفولتها كطفولة باقي الفتيات في مثل عمرها، فقد هجرت عالم اللعب بالعرائس إلى رفوف المكتبات، لأنها تصف نفسها بالعاشقة للقراءة رغم أنها كانت تحتاج لإضاءة قوية وتقترب بعينيها المتعبة إلى سطور الكتب مما جعل والدها يقوم بتصوير الكتب بالبنط الكبير والغامق ليشبع رغبتها في القراءة.. وتقول الدكتورة وحي: "أذكر أنني كنت أجلس لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة لأقرأ".

تسعد الدكتورة وحي بعبارة كتبت عنها تضمنت الآتي: (عندما تلتقي د.وحي لا تشعر أنها فاقدة للبصر).

وأكثر ما يحزنها عدم التقدير لفاقدي البصر في العالم العربي بشكل عام، لأنه يحتاج الدعم من أسرته ومجتمعه لأننا في أمس الحاجة بأن يكون لدينا عدد كبير من فاقدي البصر داخل أفراد المجتمع لإثبات وجودهم بعد أن يكونوا قد نالوا الثقة والتشجيع.

وتحلم بأن تنهي أبحاثها للحصول على درجة علمية تضاف لرصيدها الأكاديمي.

مشكورين اخواتى على الردود الجميلة

ماشاء الله
فعلا كل شئ يأتي من العزيمة والاصرار
اللهم متعنا بأبصارنا واسماعنا ابداً مااحيتتنا

جزاكي الله كل خير على الموضوع

الله يعطيك العافية على الموضوع الرائع

الغنى غنى النفس مش غنى المال

الله ياخذ الله يعطي

سبحان الله
موضوع يعمق ما تعني العزيمة والاصرار..
وكيف يعوض الكريم للانسان..
نحن فعلا في نعم لا يدركها من لم يفقدها
اللهم احفظها علينا ياالله

بارك الباري فيكِ اختي
وجزاكِ الرحمن خيرا

واسعد اخيتي ومشرفتي الغدير
للزيادة الرائعة

لاكي

ماشاء الله
لزم كل واحد يضع له هدف ويحاول الصول ايليها
وهكذا بتكون عنده عزيمه وكمان بتفوق ان شاء الله
ما شاء الله عليها.,.

ربنا موفقها وميسر لها..

ماشاء الله تبارك الله
طمووووووووووووووووحه مره
الله يوفقها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.