ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : هل يسوغ لبعض الناس إذا سمع مسألة التوبة
أن يجعلها حاملاً له على ارتكاب بعض المحرمات ؛ لأنه
يرى أن التوبة أمرها يسير ، ففي هــذه المسألة كالغش
يرى أن مسألتها أمر يسير، فإذا كان مجرد توبة يقول :
إذاً .. أتوب فهل يكون هذا مسوغاً له ؟
الجواب : هذا من باب التسويف وتسويل الشيطان، كما
قال الله تعالى (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) محمد25
فنقول لهـذا الـذي يريد أن يفعل الذنب ويدعي أن التوبة
أمامه نقـول لـــه : من يضمن أن تتوب قبل أن تموت ؟
هل أحد يضمن أنه يتمكن من التوبة قبل أن يموت ؟
الجواب: لا أحد يضمن أنه يتمكن من التوبة قبل الموت،
ربمـــا يأتيه الموت وهو متلبس بالمعصية قبــل أن يقلع
عنها فمن الذي يضمن له ؟ ثــم إن الإنسان إذا استهان
بالذنب قد يزيغ قلبه والعياذ بالله ؛ لأن الله تعــالى قال :
( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) الصــــف 5 ، فلا يوفق
للتوبة ، يحاول أن يتوب ولا يستطيع ، ثــم إن الـتـوبة
ليست بالأمر الهين ، التوبة تحتاج إلى شروط لا بـد أن
تتحقق، منها: أن يكون الحامل على التوبة الإخلاص لله
وأن يقع في قلبه الندم الشديد والتحسر علــى ما وقع ،
وأن يقلع عن الذنب ، وأن يعزم عـلـى ألا يعود ، وأن
تكون التوبة قبل أن ينزل به الموت ،
ولهذا نقول: لا أحد يضمن أن يتوب ، فلا يجوز للإنسان
أن يقــول : التوبة سهلة والتوبة يسيرة ويسوف ويفعل
الذنب ، الواجب أن يتقي الذنب ما استطاع ، وإذا قـــدر
أنه وقع منه الذنب فقد قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ
فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران : 135.
اللقاء الشهري ( الشريط 16- الوجه الأول ) للشيخ محمد العثيمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ