لعلنا كلنا عندما نمسك القرآن الكريم لنقرأ آيه العظيم قد انتبهنا إلى تقسيمه و ترتيبه الفريدين و الذين يختلفان عن أي كتاب آخر أمسكناه في حياتنا.. و تساءلنا ما سر هذا الترتيب لسوره و ما أساس هذا التقسيم لآياته و هل نزل مرتباً على هذه الصورة موقوفاً من عند الشارع أم كان ترتيبه باجتهاد الصحابه الذين قاموا بجمعه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ربما يعرف بعضنا كيف تم ترتيب السور والآيات ولمن لا يعرف_ مثلي قبل أن أعد هذا البحث_ دعوة للقراءة والتعرف على هذا المبحث الجليل من مباحث علوم القرآن من خلال موضوعي الموجز هذا داعية الله العزيز الكريم أن ينفعكن به أخواتي الكريمات ولا تبخلن علي بآرائكن التي أتشرف بها..
ترتيب سور القرآن الكريم وآياته
لقد أولى العلماء هذا المبحث الجليل اهتمامهم و زادت عنايتهم به عندما ظهر الاتجاه الحديث في الدراسات القرآنية بتناول السور القرآنية مستقلة بناءً على الوحدة الموضوعية, و أن كل سورة ذات هدف معين و غرض أساس أنزلت لأجله. و تقسيم القرآن الكريم إلى سور و آيات من خصائصه التي لا يشاركه فيها كتاب آخر.. قال الجاحظ: (سمى الله كتابه اسماً مخالفاً لما سمّى العرب كلامهم على الجمل و التفصيل. سمى جملته قرآناً, كما سموا ديواناً, و بعضه سورة كقصيدة, و بعضها آية كالبيت, وآخرها فاصلة كقافية)الإتقان للسيوطي, ج 1, ص50
آيات القرآن الكريم
معنى الآية:
تطلق الآية في اللغةعلى معانٍ عدة:
أولها : المعجزة ومنها قوله تعالى : ( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ)سورة البقرة : الآية211
ثانيها : العلامة و منه قوله تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ) سورة البقرة: الآية248
ثالثها:العبرة ومنه قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
سورة البقرة: الآية248
رابعها: الأمر العجيب و منه قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً)
سورة المؤمنون: الآية50
خامسها: البرهان و الدليل ومنه قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)
سورة الروم: الآية22
أما في المعنى الاصطلاحي فهي طائفة ذات مطلع و مقطع مندرجة في سورة من القرآن.
أين اللقاء بين المعنى اللغوي و المعنى الاصطلاحي ؟
يقول الزرقاني رحمه الله في كتابه (مناهل العرفان): المناسبة بين المعنى اللغوي و الاصطلاحي واضحة لأن الآية القرآنية معجزة و لو باعتبار انضمام غيرها اليها وهي علامة على صدق من جاء بها و فيها عبرة و ذكرى و هي من الأمور العجيبة لمكانها من السمو و الإعجاز و فيها معنى البرهان و الدليل على ما تضمنته من هداية و علم و على قدرة الله و علمه و حكمته و صدق رسوله في رسالته.
عدد آيات القرآن الكريم:
لايقل عدد آيات القرآن الكريم بإجماع العلماء عن ستة آلاف و مئتي آية ثم اختلفوا في الزيادة :
منهم من لم يزد ومنهم من قال 6404 و من قال 6214 ومن قال 6217 .. وغير ذلك و لكن ما سبب الاختلاف و ما تأثيره؟
السبب : أن النبي عليه الصلاة و السلام كان يقف على رؤوس الآيات للتوقيف ليعلم أصحابه أنها رأس آية حتى إذا علم ذلك صار يصل الآية بما بعدها لتمام المعنى, فيحسب من لم يسمع النبي عليه الصلاة و السلام أنها ليست فاصلة فيعد الآيتين آية واحدة, ولذا اختلف العدد..
التأثير: ليس لهذا أثر يذكر ما دام القرآن سالماً من الزيادة أو النقصان.
ترتيب الآيات في القرآن الكريم:
يقول السيوطي رحمه الله: الإجماع و النصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك.
و الإجماع يقصد به هنا ما نقله العلماء و أجمعوا عليه من رأي..
أما النصوص فيقصد بها ما نقل من الأحاديث و الآثار عن الرسول صلى الله عليه و سلم يشهد على ذلك..فقد كان جبريل عليه السلام ينزل بالآيات على الرسول صلى الله عليه و سلم و يخبره بموضعها من السورة, ثم يقرؤها الرسول عليه الصلاة و السلام على أصحابه و يأمر كتاب الوحي بكتابتها بعد أن يبين لهم موضعها من السورة.
و للعلماء آراء في معرفة بداية الآيات و نهاياتها فمنهم من يقول إنه توقيفي لا مجال للقياس فيه و منهم من يقول إن منها ما هو سماعي و منها ما هو قياسي و لكن الزركشي في كتاب (البرهان) يقول: الصحيح أنها إنما تعلم بتوقيف الشارع لا مجال للقياس فيه.
الحكمة من تقسيم سور القرآن الكريم إلى آيات:
* علمنا بأن كل ثلاث آيات قصار معجزة للنبي صلى الله عليه و سلم و في حكمها الآية الطويلة, فالله تعالى تحدى الناس أن يأتوا بسورة من مثل القرآن و أقصر سورة في القرآن هي سورة الكوثر و هي ثلاث آيات قصار فدل أن كل ثلاث آيات قصار معجزة..
* يرى بعض العلماء أن الوقف على رأس الآية سنة و تحديد رأس الآية معين على إتباع السنة.
* و هناك بعض الأحكام الفقهية المترتبة على معرفة الآيات, ذكرها السيوطي في كتابه ( الإتقان).
سور القرآن الكريم:
معنى السورة:
جمع السورة سور و في اللغة تعني المنزلة و الشرف وما طال من البناء و حسن و العلامة. وسميت السورة في القرآن سورة لارتفاعها وشرفها وهي علامة على صدق من جاء بها وهي تشبه السور من وجهين:
أن السور يتم بناؤه بلبنات بعضها فوق بعض و السورة يقوم بناؤها على آيات يتبع بعضها بعضاً..
و الثاني أن السور له علو حسي والسورة لها علو معنوي.
و اصطلاحاً: السورة طائفة مستقلة من آيات القرآن ذات مطلع و مقطع.
عدد سور القرآن الكريم:
قال الزركشي رحمه الله: (اعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل و العقد مئة و أربع عشرة سورة كما هي في المصحف العثماني, أولها الفاتحة و آخرها الناس)
و بداية كل سورة و نهايتها توقيفية و لا مجال للاجتهاد في هذا المجال..
أسماء السور:
بعض السور لها اسم واحد و هو حال أكثر السور. وسور أخرى لها أكثر من اسم فسور لها اسمان و سور لها ثلاثة أسماء و سور لها أكثر من ثلاثة أسماء..و هناك عدة سور تسمى باسم واحد..
ولكن ما مصدر التسمية؟
هنا خلاف, من العلماء من قال إنها اجتهادية و آخرون قالوا أنها توقيفية و هو الرأي الراجح لدى الزركشي و السيوطي.
أقسام السور:
روى الإمام أحمد في مسنده حديث واثلة بن الأسفع أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (أعطيت مكان التوراة السبع, و أعطيت مكان الزبور المئين, و أعطيت مكان الإنجيل المثاني, وفضلت بالمفصل)..
فالطوال هي السور من البقرة حتى التوبة و هي السبع المذكورة في الحديث.
و المئون هي ما يلي الطوال و سميت بذلك لأن كل آية تزيد على مئة آية أو تقاربها.
و المثاني هي ما يلي المئون من السور و سميت بذلك لأنها تثَّنى في الصلاة و تكرر أكثر من الطوال و المئين.
أما المفصل فهو ما يلي المثاني من قصار السور إلى آخر القرآن, و سمي بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة. واختلف العلماء في أول المفصل فمنهم من قال من أول سورة (ق), وقيل من أول الحجرات, و غير ذلك من الأقوال..
أما سورة الفاتحة فقد قيل إنها من المفصل و قيل إنها من أول القرآن..
ترتيب السور:
و للعلماء في ترتيب السور أقوال .. فمنهم من قال هو ترتيب توقيفي و لم توضع سورة في مكانها إلا بأمر من الرسول صلى الله عليه و سلم عن جبريل عليه السلام عن ربه تعالى.
و جمهور آخر من العلماء قالوا إنه ترتيب اجتهادي من فعل الصحابة عليهم رضوان الله.
و قول ثالث بأن بعضه ترتيب اجتهادي و بعضه الآخر ترتيب توقيفي..
ولكل جماعة من هؤلاء العلماء أدلتهم على ما يرون ولكن الرأي الراجح و الذي رأيت أن أغلب المراجع التي قرأت بها تراه هو أن التوقيف هو الأساس لترتيب أكثر السور في القرآن الكريم كترتيب آياته.ولكن يجب أن نذكر أنه مهما كان الأساس لترتيب سور القرآن الكريم فعلينا التمسك به و الإعراض عن الدعوات الزائفة لإعادة ترتيب القرآن الكريم حسب النزول أو غير ذلك .
الحكمة من تقسيم القرآن الكريم إلى سور:
* التيسير و التشويق لمدارسة القرآن الكريم و حفظه.
* الدلالة على موضوع السورة و أهدافها.
* التنبيه إلى أن الطول ليس شرطاً من شروط الإعجاز و التحدي.
* أن القارئ إذا ختم سورة أو جزءاً كان أنشط و أبعث على التحصيل و الاستمرار في التلاوة.
فوائد:
ترتيب السور في التلاوة ليس واجباً لكنه مندوب.
قراءة السورة من آخرها إلى أولها ممنوع منعاً مؤكداً لأنه يذهب ببعض ضروب الإعجاز و ينفي الحكمة من ترتيب الآيات.
تعليم الأطفال المصحف من آخره إلى أوله فيه تسهيل عليهم .
وأطول سورة في القرآن هي " البقرة " ، وأقصرها " الكوثر".
وأطول آية فيه آية الدين سورة البقرة : الآية 286 وأقصر آية( وَالضُّحَى) و(وَالْفَجْرِ).
وأطول كلمة فيه لفظا وكتابة بلا زيادة( فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ)سورة الحجر:آية 22
القرآن مقسم إلى ثلاثين جزءاً وفي كل جزء حزبان وفي كل حزب أربعة أرباع.
و هنا سأقول لكن أخياتي خلاصة الكلام أنه يمكننا أن نقول إجمالاً أن كل ما يتعلق بالسور و الآيات في القرآن العظيم من ترتيب و فصل و تسمية إنما هو بتوقيف من رسول الله بأمر ربه و لم يأت محض صدفة أو رأي..
بارك الله فيك غاليتي
وجعله الله في ميزان حسناتك
بارك فيك ربي غاليتي و لا حرمت إطلالتك .. جعل الله جهودك في موازيين حسناتك.. شكراً لك على وضع الشعار و جزيت كل خير.
::
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
بارك الله فيك..
وأنار قلبك غاليتي
..~
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
بارك الله فيك..
وأنار قلبك غاليتي
..~
بارك الله فيكِ غاليتي
موضوع رائع
موضوع رائع
با رك اللّه فيك على هذاالعمل الرائع
ربنا يبارك فيك أنا كنت بحاجة
الى هذه المعلومات
القيّمة جزاك اللّه كل خيروأنار اللّه دربك
زي ما نورتي عقلي
ربنا يبارك فيك أنا كنت بحاجة
الى هذه المعلومات
القيّمة جزاك اللّه كل خيروأنار اللّه دربك
زي ما نورتي عقلي
معلومات مفيدة تعلمتها منك لاول مرة
جعلها الله في ميزان حسناتك