يُتبع خلاصة ما ذُكر من أصول في باب الحسد :
بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء،
والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلى الله جل وعلا.
قال الله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}.
فمحاولات العبد وتكليفه نفسه رفع البلاء نوع من العناء ومكابدة الشقاء، فإنه لا يرفع البلاء إلا الله، وإنما يُطلب من العبد اتباع هدى الله.
فيرفع الله عنه البلاء متى شاء، وكيف يشاء، لا اختيار للعبد في كل ذلك.
فالعبد بما يبذله من الأسباب إنما يتعرض لنفحات الله، فإن فعل ما يهدي الله إليه من الأسباب النافعة كان موعوداً بأن تكون عاقبته خيراً.
فإذا ابتلي العبد ببلاء فليكن أول ما يفكر فيه هو التعرف على هدى الله في هذا البلاء خاصة،
وما الذي يُحبّ الله من عبده أن يفعله؟، فلا تخلو حال من أحوال العبد من هدى لله يحب أن يُتبع.
وهذا الهدى من طلبه بصدق وجده، وله طرق تدل عليه وتبيّنه،
أهمها وأولها صدق الإنابة إلى الله تعالى قال الله تعالى: {قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب}
وقال: {الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}.
فمتى أناب العبد إلى الله فهو موعود بالهداية.
وإذا حصل عند العبد يقين أنه على طريق الهدى وكان لديه نور وفرقان يميز به بين ما يجب عليه أن يفعله وما يجب عليه أن يجتنبه
اضمحلَّ عنه كثير من كيد الشيطان وتثبيطه وتحزينه وتيئيسه ،
وحل محلَّ ذلك السكينة والطمأنينة والرضا بالله بل الفرح بفضله والاستبشار بنعمته وهدايته .
"
الأصل السادس: أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط،
فمن غلا وهوّل شأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله والرضا به والثقة في حفظه ووقايته وإعاذته لمن يستعيذ به ؛
فهذا على غير الهدى الصحيح، بل يُخشى عليه أن يناله شرّ لمخالفته هدي النبي صلى الله عليه وسلم،
وضعف تعلق قلبه بالله جل وعلا ، ورضاه به.
ومَن هوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه بما وصى الله به، وأرشد إليه،
لم يأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط ما يصيبه البلاء والشر.
وكلّ من الغالي والمفرّط عاقبتهما سيئة إلا أن يعفو الله عنهما عفواً من عنده؛
فإن المسلم ما دام باقياً على الإسلام فإنه تحت المشيئة إن شاء الله عذبه وإن شاء عاقبه.
لكن !
السعيد الموفّق من يتبع هدى الله تعالى في عافيته وبلائه فهذا إن عوفي وإن ابتلي كانت عاقبته حسنة،
لأن له عهداً من الله لا ينقضه، ووعد لا يخلفه.
وبذلك تعلم أن من الناس من يكون مفرّطا في الأذكار وتحصين نفسه، وهو فيما يرى الناس معافى من البلاء.
ومنهم من يكون شديد المحافظة على الأذكار بلسانه، ويصيبه مع ذلك من البلاء ما يصيبه.
"
الأصل السابع: أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً،
ولها تعلّق بالقدر بتقدير البلاء، وهذا له تقرير آخر.
وإنما المقصود هنا أن الحسد إذا إذا أصاب نفساً غير محصنة أثر فيها بإذن الله تعالى.
والنفس كالبدن في بعض الأمور؛ فكما أن في الأجسام ما هو صحيح قويّ لا يتأثر بالآفات اليسيرة،
بل ربما لو يصيب بمرض ظاهر بقي في جسده قوة تقاوم وتدفع البلاء بإذن الله حتى يُشفى منه.
ومن الناس من يكون جسمه ضعيف تمرضه أدنى آفة تصيبه، وإذا أصابه مرض يسير أنهكه وربما أقعده طريح الفراش أياماً معدودة،
وذلك لضعف مناعة جسمه في مقابل ما أصابه من الداء.
فكذلك أرواح الناس، منها أرواح قويّة وفيها عزيمة على المقاومة فلا تستلم لكثير من الآفات بل تبقى فيها قوة تقاوم البلاء,
حتى تدفعه بإذن الله أو تخفف أثره.
ومن الناس من يكون في نفسه وهن وَضَعْف فإذا أصابته أدنى آفة تأثر بها وتأذى وتضرر، بل ربما سمع الكلمة تؤذيه فيمرض بسببها.
بل ربما رأى من أحد الناس تصرفاً ففهمه على غير وجهه فتأثر بذلك وتضرر.
فمثل هذا إذا أصابت نفسه آفات من العين والسحر والحسد والوسوسة كان أثرها فيه أسرع وأبلغ إلا أن يحصّن نفسه بالأذكار.
وسبب ذلك وهن نفسه وضعف احتمالها، فإن للروح قوة وطاقة كما للجسد، وفي الروح قوة تدافع البلاء وتمانع الآفات كما في الجسد.
نسأل الله أن يُجنبنا الحسد .. آمين
سؤال الدّرس:
ما ذا يجب على العبد الذي يُعاني من مرض الحسد ؟
:
الإجابة هنا بنفس الصفحة
☆
يللا لي عودة لكم بإذنِ الله …..
الله يصلحكم وجدت الفصل مُتسخ
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
في الانتظار سهل الله امورك وبارك في وقتك وعمرك..
و فيه آثار بقايا الطعام
الله يصلحهن الأخوات ما فيش يلا باسم الله معانا
لا كيك و لا شاي و لا حتى طبق بيشاميل..
أمري لله أتطوع بكل حب لتنظيف الفصل
بعد الفوضى اللي بالقسم
جينا نساعدك أبلة
اسفين
راح اعيد قراءة الدرس وأركز
جيدا تحضيرا للسؤال
آآآه
عُذراً ثاني مرّة أنسى السؤال
من إزعاجكم الله يصلحكم ياربّ
وضعت السؤال ولله الحمد
في نفس الردّ الأول
انظروا أسفل الردّ الأول
نسيت انو في درس
تسجيل حضور مشان ما انسى
أول ما يفكر فيه هو التعرف على هدى الله في هذا البلاء ويحصّين نفسه بالأذكار.