تخطى إلى المحتوى

الرجاء الدخول بسسسسسرعه 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم

الرجاء مساعدتي في البحث عن موضوع القراءات في سورة المؤمنون وتوجيهها ومعانيها
لاني بحثت كثيرا ولم اجده

ارجوا منكم مساعدتي لاني محتاجته ضروري ,,,,, ولكم مني دعوه صادقه ,,,,,,,,,

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تفضلي اختي الكريمة .. ان شاء الله تجدي من بين هذه الروابط ما تبحثي عنه

http://www.al-eman.com/islamLib/view…ID=136&CID=148
http://www.islamweb.net/ver2/library…_no=46&ID=1721
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4% D9%85%D9%86%D9%88%D9%86

بحث: صفات عباد الرحمن الواردة في سورة المؤمنون

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه , أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين , أما بعد:
لقد من الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل دينها خاتم الأديان , ونبيها خاتم الأنبياء , وجعلها من خير الأمم , وتكفل بحفظ دينها الذي مصدره الأول القرآن العظيم ثم السنة النبوية المطهرة , فمن تمسك بها عصمه الله من كل سوء وفتنة , وحسبنا وصية نبينا عليه الصلاة والسلام (( لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي )).
فيطيب لي أن أقدم للقارئ العزيز كلاما استقيته من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح كله يدور حول سورة (المؤمنون) وصفات عباد الرحمن التي ذكرت فيها , حثا وتذكيرا للأمة وشحذا للهمم وتبشيرا لهم , عسى أن يكون منا من يحذو حذوهم , والله المستعان وعليه التكلان , وصلى الله وسلم على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى منتهى الزمان.

كتبه/ أبو مالك الفيفي

يقول الله تعالى :ـ
{ قد أفلح المؤمنون ۞ الذين هم في صلاتهم خاشعون ۞ والذين هم عن اللغو معرضون ۞ والذين هم للزكاة فاعلون ۞ والذين هم لفروجهم حافظون ۞ إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ۞ فمن ابتغى وراء ذلك فؤلئك هم العادون ۞ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ۞والذين هم على صلواتهم يحافظون ۞ أؤلئك هم الوارثون ۞ الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ۞}
الوقفة الأولى مع قول الله تعالى: { قد أفلح المؤمنون }:
افتتحت السورة الكريمة بتقرير الفلاح لأهل الإيمان الذين اتصفوا بهذه الصفات , فإن الفلاح غاية كل ساع إلى عمل من الأعمال , والفلاح هو الظفر بالمراد , ولأنه أمر محقق جاء بصيغة الماضي وأكد أيضا بـ (قد) للتأكيد , والمؤمن لغة هو المصدق , واصطلاحا هو كل من نطق بالشهادتين مواطئا قلبه لسانه فهو مؤمن .
والإيمان قانون للإنسان لا يتخلف عنه , سواء في دائرة الفرد أو في دائرة المجتمع , فالنجاح والفلاح يدوران مع الإيمان , إن وجد الإيمان وجد النجاح والفلاح , ولكن من هم المؤمنون الذين يتأكد نجاحهم؟
هم من جاءت السورة بذكر صفاتهم التي هي من عناوين الفلاح.
وقد قرأ أبي بن كعب وعكرمة وعاصم الجحدري وطلحة بن مصرف { قد أفلح المؤمنون } بضم الألف وكسر اللام وفتح الحاء , على مالم يسم فاعله , قال الزجاج : ومعنى الآية , قد نال المؤمن البقاء الدائم في الخير , وقيل معناه قد أصيروا إلى الفلاح .
الوقفة الثانية مع قول الله تعالى { الذين هم في صلاتهم خاشعون }:
فأولى صفات هؤلاء المؤمنين الخشوع في الصلاة , والخشوع لله هو مقتضى التقوى وثمرته , وذكر مع الصلاة لأنه أولى الحالات بهذا الخشوع , ولذلك قدمت للاهتمام بالصلاة ولأن المؤمنين لهم تعلق شديد بالصلاة , وهذه الصيغة التي صيغت بها الآية تفيد إلتصاق هذه الصفة بالمؤمنين ودوامها , أي أن الخشوع خلق للمؤمنين , والخشوع مهم في الصلاة فقد ادعى عبد الواحد بن زيد إجماع العلماء على أنه (( ليس للعبد إلا ما عقل من صلاته )) وقال تعالى { ولا تكن من الغافلين } , وقد نهى الله السكران عن الصلاة لأنه لا يعقل ما يقرأ, فقال تعالى { يا أيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } , والخشوع ينافيه العبث في الصلاة وكثرة الحركة بأي شكل من الأشكال , فهي تذهبه وتذهب بأجر الصلاة قال عليه الصلاة والسلام (( إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه )) والحكمة في كون الخشوع في الصلاة كونها دائرة بين العبد وربه فلم يلق بالمؤمن أن يترك الخشوع بين يدي ربه.
ومعنى خاشعون , قال بن عباس :أي خائفون ساكنون , وعن علي بن أبي طالب : الخشوع خشوع القلب , وقال الحسن البصري : كان خشوعهم في قلوبهم فغصوا بذلك أبصارهم وخفضوا الجناح , والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها واشتغل بها عما سواها فإذا فعل ذلك كانت هذه الصلاة قرة عين له وراحة وسكينة , ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبلال ((يا بلال أرحنا بالصلاة)) , ولما لهذه الصلاة من القدر والراحة كانت مفزعا وملاذا في الأمور التي يضيق بها الإنسان وتكدره , فقد ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى)) .
والخشوع في الصلاة هو حضور القلب فيها بين يدي الله تعالى محبة وإجلالا وخوفا من عقابه ورغبة ورجاء لثوابه مستحضرا لقربه ومكانه فيسكن لذلك قلبه وتطمئن نفسه وتسكن حركاته متأدبا بين يدي ربه مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته من أولها إلى آخرها فتزول بذلك الوساوس والأفكار , فالخشوع روح الصلاة والمقصود الأعظم منها فصلاة بلا خشوع كبدن ميت لا روح فيه .
وقال بعض العلماء : يحتاج المصلي إلى أربع خصال حتى ترفع صلاته وهي :
حضور قلب , وشهود عقل , وخضوع أركان , وخشوع الجوارح.
فمن صلى بدون حضور قلب فهو مصل لاه , ومن صلى بدون شهود عقل فهو مصل ساه , ومن صلى بلا خضوع الأركان فهو مصل جاف , ومن صلى بلا خشوع الجوارح فهو مصل خاطئ , ومن صلى بهذه الأركان جميعا فهو مصل واف.
وتعليقه هذه الصفة , أي الخشوع في الصلاة على الفلاح يدل على أن من لم يخشع في صلاته فليس من أهل الفلاح.
والخاشعون هم الذين يعرفون الله حق معرفته في الصلاة , فلا يشعرون إلا بوجود الله في حياتهم عند القيام بهذه الصلاة , أما مشاغلهم الدنيوية وأمورهم المهمة فهو أمر يلقونه خلف ظهورهم إذا وقفوا أمام الله في الصلاة متمين ركوعها وسجودها مستحضرين عظمة الله متدبرين لكلامه فهذا هو الخشوع.
ومن معاني الخشوع في الصلاة أيضا أن يسكن فيها المصلي فلا يلتفت فيها برأسه ولا بطرفه ولا بقلبه , مع رقة القلب و دموع عين , وهذه أكمل الحالات في الخشوع في الصلاة .
وفي المراد بالخشوع في الصلاة أربعة أقوال :
الأول/ أنه النظر إلى موضع السجود , فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى رفع بصره إلى السماء , فنزلت { الذين هم في صلاتهم خاشعون } فنكس رأسه , وإلى هذا المعنى ذهب مسلم بن يسار وقتادة رحمهما الله.
الثاني/ أنه ترك الالتفات في الصلاة , وأن تلين كنفك للرجل المسلم , قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الثالث/ أنه الخوف , قاله الحسن رحمه الله.
الرابع/ أنه السكون في الصلاة , قاله مجاهد وإبراهيم والزهري رحمهم الله.
وعرف الشنقيطي رحمه الله تعالى الخشوع بأنه : خشية من الله تكون في القلب فتظهر آثارها على الجوارح .
وقد وعد الله الخاشعين في صلاتهم بأن لهم مغفرة وأجرا عظيما حيث قال { والخاشعين والخاشعات } إلى قوله { أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما }
وقد وصف الله الذين لا يخشعون بأن الصلاة صعبة عليهم حيث قال { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين }
الوقفة الثالثة مع قول الله تعالى { والذين هم عن اللغو معرضون }:
والإعراض عن اللغو هو تجنبه وعدم الالتفات إليه , فمن صفات المؤمنين أنهم يجتنبون اللغو ويعرضون عنه في جميع أحوالهم وأوقاتهم وأزمانهم , وهذه الصيغة تدل على ثبات الحكم واستمرار الاتصاف به , فهم دائمون على تجنب اللغو والإعراض عنه.
واللغو هو الباطل ويشمل الشرك والمعاصي وفضول الأقوال والأفعال والأفكار لم يكن لله فيها إذن بها ولا رضى فيها , ومعنى إعراضهم عن كل ذلك إنصرافهم عنها وعدم التفاتهم إليها بسبب انشغالهم بالجد بما أمرهم الله به عن اللغو.
فان المعرضين عن اللغو هم الجادون أصحاب العمل الإيجابي لا يعرفون التسكع ولا المشاركة في سخف النكات أو مبتذل التصرفات .
والمراد باللغو هنا خمسة أقوال:
الأول/ الشرك , رواه أبو صالح عن بن عباس رضي الله عنه .
الثاني/ الباطل , رواه بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنه.
الثالث/ المعاصي , قاله الحسن رحمه الله.
الرابع/ الكذب , قاله السدي رحمه الله.
الخامس/ الشتم والأذى الذي كانوا يسمعونه من الكفار , قاله مقاتل رحمه الله.
وقد ذكر الله هذه الصفة للمؤمنين في عدة مواضع من كتابه الكريم منها قوله تعالى { وإذا مروا باللغو مروا كراما } وقوله { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه }
الوقفة الرابعة مع قول الله تعالى { والذين هم للزكاة فاعلون }:
والزكاة طهارة للقلب والمال , فهي طهارة للقلب من الشح والأنانية , واستعلاء على حب الذات , وانتصار على وسوسة الشيطان بالفقر , وثقة بما عند الله من الجزاء , وطهارة للمال تجعل ما بقي منه بعدها طيبا حلالا, لا يتعلق به أي حق , ولا تحوم حوله شائبة , وهي صيانة للجماعة من الخلل الذي ينشئه العوز في جانب والترف في جانب , فهي تأمين اجتماعي للأفراد جميعا , وهي ضمان اجتماعي للعاجزين , وهي وقاية للجماعة كلها من التفكك والانحلال, والمؤمنون متصفون بهذه الصفة فهم حريصون على ما يصلح دينهم ودنياهم وأبدانهم وأموالهم , فهم ينفقون من مال الله الذي آتاهم في سبيله , فهم لتأدية هذه الزكاة فاعلون أي مؤدون , وفي تعقيب الزكاة للصلاة معنى عظيم يكثر وروده في القرآن الكريم , وهو تآخي الزكاة والصلاة ولذلك قال أبو بكر رضي الله عنه (( والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة )) .
فهؤلاء الذين خرجوا عن دائرة أنانيتهم فاعترفوا بغيرهم , وبحقوقهم في الحياة ,و هم الذين لا يكون سعيهم لجمع المال وحده , ولكن يكون سعيهم للتنازل عنه لتيسير أمر الحياة على الآخرين .
وقد قال الله عز وجل متوعدا من بخل بمال الله الذي آتاه وشح به أن ينفقه { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة }
وقال صلى الله عليه وسلم (( من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه ثم يأخذ بلهزمتيه ( يعني شدقيه ) ثم يقول له أنا كنزك أنا مالك )) .
فتدل على أن صفات المؤمنين هي بالعكس تماما ممن توعدهم الله بهذا الوعيد الشديد , ومن شكر نعمة الله على هذا المال تأدية الزكاة.
الوقفة الخامسة مع قول الله تعالى { والذين هم لفروجهم ۞ إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ۞ فمن ابتغى وراء ذلك فؤلئك هم العادون ۞}:
ومن صفات هؤلاء المؤمنين أيضا أنهم محافظون على العفاف فلا يقربون ما حرم الله عليهم من الفروج , سواء فرج ذكر أو أنثى , لأن من أتى ما حرم الله عليه من الفروج واعتدى على أعراض الغير فهو معتد كما وصفه الله تبارك وتعالى , والمؤمنون من صفاتهم البعد عن الاعتداء , وقيل أن المؤمنين يحفظون فروجهم فلا يكشفون عوراتهم إلا لأزواجهم أو ما يملكون من ملك اليمين لأنه مما أحله الله لهم , فهم لا يباشرون المعاشرة الجنسية إلا بالطريق الذي أحله الله لهم فلا يقتربون من الزنا وتدنيس الأعراض …. بل هم في دائرة المباح لهم لا لوم عليهم من أحد , لأنه لا اعتداء على أحد فيه , فمن خرج بمعاشرته الجنسية وراء ما أحله الله له من أربع من الحرائر وما ملكت يمينه من الإماء فهو معتد متجاوز باعتدائه كل معاني وقيم الإنسانية الإسلامية , والجماعة التي تنطلق فيها الشهوات بغير حساب جماعة معرضة للخلل والفساد , لأنه لا أمن فيها , ولا حرمة فيها للأسرة , والقرآن هنا يحدد المواضع النظيفة التي يحل للرجل أن يودع بها بذور الحياة { إلا على أزواجهم….. }.
وقد استدل الإمام الشافعي رحمه الله ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية وقال أن هذا الصنيع خارج عن هذين القسمين.
الوقفة السادسة مع قول الله تعالى { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون }:
فهم من صفاتهم أيضا حفظهم للأمانة وعدم الخيانة بل يصونونها و يوأدونها إلى أصحابها , ومن صفاتهم أنهم في عهودهم ومواثيقهم سواء كانت أقوالا أو أعمالا أو أمورا عينية لا يخونون و لا يرجعون عن العهد لا كالمنافقين الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم: (( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان )) .
ومن حفظ الأمانة أيضا التي أمر المؤمنون بالمحافظة عليها و أدائها: سائر التكاليف الشرعية وهذا في حق الجميع , وأيضا من الأمانة تبليغ العلم وهذا خاص بالعلماء قال تعالى { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ } ومن الأمانة أيضا سائر العقود العامة والخاصة فلا خيانة ولا نكث ولا خلف.
وفي قوله { لأماناتهم } قرأ بن كثير رحمه الله { والذين هم لأمانتهم }.
الوقفة السابعة مع قول الله تعالى { والذين هم على صلواتهم يحافظون }:
ومن صفات هؤلاء المؤمنين أنهم يقيمون شعيرة الصلاة على أوقاتها المحددة لا يتخلفون عنها ولا يتأخرون إلا بعذر خارج عن قدرتهم وطاقتهم مما هو من طباع وعادات البشر , فهم يتقربون إلى الله خالقهم ومعبودهم بما يحبه جل وعلا , فقد سأل بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله تعالى , فقال : (( الصلاة على وقتها ….. )) .
قال بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه : ( من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن , فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى , وإنهن من سنن الهدى ) فانظر أيها القارئ العزيز أن بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه قرر في كلامه أن المحافظة على الصلاة من الإسلام , وأن المفرط فيها والتارك لها قد انحرف عن سبيل المؤمنين نسأل الله السلامة والعافية.
فالمحافظة على أداء الصلاة أمارة على الاتجاه في طاعة الله جل شأنه والإخلاص له وحده , وأمارة أيضا على أن الدنيا مهما كان السعي فيها والانشغال بنعم الله التي يحصلها منها لا تحول إطلاقا بين العبد واتصاله بربه بأي شكل من الأشكال.
وفي هذه الآية قراءتان:
فقد قرأ بن كثير وعاصم وأبي عمرو بن عامر رحمهم الله { صلواتهم }, وقرأ حمزة والكسائي رحمهما الله { صلاتهم } على التوحيد.
ولما وصفهم الله تعالى بهذه الأوصاف الجليلة والأعمال الرشيدة , ذكر عاقبتهم التي نالوها باتصافهم بهذه الأوصاف { أؤلئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون }.
أي أن فلاحهم باتصافهم بهذه الصفات ليس منحصرا في الفلاح في الدنيا بل أيضا يكون الفلاح في الآخرة أيضا , فهذه ست صفات إجمالا , وسبع صفات تفصيلا فمن اتصف بها كمل إيمانه وصدق عليه اسم المؤمن , وكان من المفلحين الوارثين للفردوس , وذكر السدي عن أشياخه , أن الله يرفع للكفار الجنة , فينظرون إلى بيوتهم فيها لو أنهم أطاعوه ثم تقسم بين المؤمنين فيرثونها منهم جعلنا الله وإياكم من الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون .
أسأل الله بمنه وكرمه أن ينفعنا وإياكم بما في هذا البحث المبارك إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على النبي المصطفى وعلى آله وصحابته ومن استن بسنته واقتفى أثره وسار على طريقته إلى يوم الدين والله تعالى أعلم.

الخاتمة
عشنا سويا هذه الآيات الكريمات التي تشحذ الهمم وتفرق بين المؤمن الصادق القوي وبين المؤمن الضعيف المتخاذل , فتلك الخصائص هي التي تحدد شخصية المؤمنين المكتوب لهم الفلاح , وهي خصائص ذات أثر حاسم في تحديد خصائص الجماعة المؤمنة ونوع الحياة الفاضلة اللائقة بالإنسان الذي كرمه الله وأراد له التدرج في مدارج الكمال , ولم يرد له أن يحيى حياة الحيوان يستمتع وينكح ويأكل كما تأكل الأنعام , ولأن الأرض لا يتحقق فيها الكمال لبني البشر , فقد شاء الله أن يصل المتصفون بصفات الإيمان في هذه الآيات إلى دار الكمال { الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } وليس بعدها من غاية تمتد إليها عين أو خيال…. .

المراجع
1) القرآن الكريم.
2) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ــــ المجلد 5 ــــ الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
3) أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ــــ المجلد 3 ــــ الشيخ أبو بكر الجزائري 1407هـ.
4) تفسير القرآن العظيم ــــ الحافظ بن كثير ــــ المجلد 3 ــــ طبعة مؤسسة الريان.
5) التفسير لسور القرآن الكريم ( تفسير سورة المؤمنون ) ــــ د. محمد البهي ــــ مكتبة وهبة.
6) دواء القلوب المقرب إلى حضرة علام الغيوب ــــ جمع محمد بن عبد الرحمن الحنبلي ــ مكتبة التوفيق ومكتبة التقدم الثقافي.
7) زاد المسير في علم التفسير ــــ الإمام أبي الفرج جمال الدين الجوزي البغدادي ــــ المجلد 5 ـــ المكتب الإسلامي
8) (سنن الترمذي) مع حكم الألباني عليها ــ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.
9) مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري ــ مركز فجر للطباعة ــ السلسلة السلفية.
10) مختصر صحيح البخاري للحافظ الزبيدي ــ مركز فجر للطباعة ــ السلسلة السلفية.
11) المكتبة الشاملة ــ نسخة إلكترونية.
12) في ظلال القرآن ــــ المجلد 4 ـــ سيد قطب ـــ دار الشروق.
13) من بلاغة سورة المؤمنون ـــ د.عائشة حسين فريد ـــ دار قباء للنشر والتوزيع

وفقك الله

جزاك الله خيرا أختي وكشف كربتك ويسر أمورك في الدنيا والاخره ووفقك ورزقك من حيث لا تحتسبي ………. والله ما قصرت لاكي

بارك الله فيكي اختي
الله يجزاكم خير
بارك الله فيك اخيه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

تفضلي أختي الكريمة

http://www.qurancomplex.org/Quran/ta…rb&nAya=1#23_1

لاكي

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.