السلة الرمضانية ** وداعا رمضان (3) ( العيد ) **
بهذا القسم بإذن الله نختم مواضيع سلتنا الرمضانية
أعاد الله علينا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة
وجعلنا من الفائزين المقبولين
وهنا الموضوع الرئيسي للإطلاع على روابط بقية الأقسام
السلة الرمضانية ** هلموا ياأحباب فالخير كثير والحمد لله **
صلاة العيد
بل قد يفعل من أجل ذلك ما يضر بنفسه، أو قد يفرح بما لا يحقق لها سعادة ولا سروراً،
فأما الفرح الذي يهيئه الله للمسلمين ويشرعه لهم فهو الفرح الكامل، والسرور التام،
فإن أتمَّ الفرح وأحسن السرور أن يفرح العبد بما شرع له ربه من عبادات،
وأمره به من طاعات، ورتب على ذلك من ثواب وحسنات
قال الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
(يونس:58)،
وفي العيد ترى الناس يجتمعون صبيحة أول يوم من شوال بنفوس قد ملأها الفرح،
فظهر على الشفاه بالبسمات، وعلى القلوب
فاجتمعوا ليؤدون صلاة العيد،
– إذ هي واجبة في أصح قولي العلماء؛ لأن الجمعة تسقط بها إذا اجتمعتا في يوم واحد،
– وهي ركعتان،
– ووقتها من طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح إلى الزوال،
– ويسن في أول الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام أن يكبر سبع تكبيرات،
– وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام،
– ويسن أن يخطب الإمام خطبتين بعد الصلاة لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
"إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة"
(رواه البخاري)
– ويسن التبكير بالخروج لصلاة العيد من بعد صلاة الصبح، إلا الخطيب فيتأخر إلى وقت الصلاة،
– والمشي أفضل من الركوب، ومن كان له عذر فلا بأس بركوبه،
– ويسن الاغتسال، والتزيّن بلبس الثياب الجميلة، والتطيب وهذا للرجال،
– أما النساء فلا يجوز لهن الخروج متطيبات ومتزينات،
– ثم بعد الصلاة يتعانقوا ويتصافحوا، ليخرجوا الغل والحسد من القلوب.
منكرات الأعياد
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
(يونس: 58)،
فالطائعون يفرحون بما منَّ الله عليهم من تيسيره لهم فعل الطاعة، وترك المعصية، بل يزداد فرحهم بقبول الطاعة.
وهم كما يقول الحسن البصري رحمه الله: "كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد،
وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد"
(لطائف المعارف: 485).
حتى قال بعضهم: "ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه"
(لطائف المعارف: (299).
وفعل الطاعات، والابتعاد عن الحرام،
فيفرح بذلك، ويحاول أن يزداد من الطاعات والقربات التي تقربه من ربه.
واجتناب ما يوجب حلول النقم وزوال ومزيل النعم،
وهذا أمر يخطئ فيه كثير من الناس، فلا يحققون الشكر كما يجب، بل لا يفكرون فيه،
فليس من الشكر في الأعياد اختلاط الرجال بالنساء في المنتزهات والحدائق وأماكن الزيارات،
والتوسع في الملهيات والرفاهية إلى درجة صرف أموال طائلة هم أحوج ما يكون إليها..
واستقبال العيد بالغناء والرقص والمنكرات بدعوى إظهار الفرح والسرور،
ولا من الشكر أيضاً المباهاة والتفاخر بالملابس والزينة
وخروج النساء متعطرات متجملات، وربما سافرات..
وكذا حلق الرجال للحاهم.
ولما فيه من تلويث البيئة وإيذاء الناس.
وهذا لم يرد به دليل من الشرع،
وآخرون يسهرون حتى تضيع عليه صلاة الفجر..
جلسة معايدة
والتبريكات تنطلق بملأ الأفواه،
والبهجة تغمر القلوب وتستنير لها الجباه.
تتجدد فيه أواصر الحب ودواعي القرب، إنه مظهر من مظاهر الود والصفاء والمروءة والوفاء؟
يلتقي الجميع فيها –الأخ بأخيه والقريب بقريبه- ليجسدوا من خلالها شعور الجسد الواحد،
وتمتد فيها مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى،
يأنسون بها من وحشتهم، ويجتمعون فيها بعد فرقتهم،
يرسمون على القلوب البسمات، ويذودون عن سمائهم سحائب بئسات،
يُطَعِّمون مجالسهم بحديث حف باللطافة والظرافة،
ويقتطعون جزءاً من جلستهم في مسابقات ترويحية وواحات أدبية تضفي على أجوائهم أريحية
ينعمون خلالها ويسعدون بظلالها، جلسات أنيسة ماتعة وأجواؤها لطيفة رائعة.
فكرة جلسة معايدة تعيشونها مع (الأهل، الأقارب، الجيران، الرفاق، والندماء)،
يبدو المجتمع من خلالها متماسكاً متلاحماً، تخفق القلوب فيه بالحب والمودة والبر والألفة.
عيشوا أجواءها وذوقوا رواءها وأنتم الحكم
حقيقة الفرحة
إذا فازوا بكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته،
قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
(يونس: 58).
قال بعض العارفين: ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه والعاقل يفرح بمولاه.
ليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب، إنما العيد لمن غُفرت له الذنوب،
في ليلة العيد تُفرق خِلَع العتق والمغفرة على العبيد،
فمن ناله منها شيء فله عيد، وإلا فهو مطرود بعيد.
(لطائف المعارف ص299).
من آداب العيد
نهديها لكم:
حراء خالصة تحكي روائحها *** عِطراً ومسكاً وأفناناً ونسرين
أرشدنا إليها حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ينبغي مراعتها ما دام الله قد أشهدنا هذه المناسبة الغالية على قلوبنا،
فمن جملة تلك الآداب
– إظهار البشاشة والسرور أمام الأهل والأقارب والأصدقاء.
– الإكثار من الصدقات.
طاب عيدكم بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم.
وبارك فيك
وكتب لك الأجر ونفع بما كتبتي
ووفقك لكل خير
دمت رفيقة للمنتدى ولنا
أحبك في الله
ربي يجعل ما تقومين به في موازين حسناتك
"
كل الشكر لكِ