تخطى إلى المحتوى

الصدقة عبادة وبركة 2024.

  • بواسطة
الصدقة فريضة وأمانة يؤديها المؤمن لمن يستحقها وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان وهناك أكثر من آية في القرآن الكريم تحث على الجود بالصدقات والإنفاق وتعد الذين ينفقون بأموالهم قربة لله وطلبا في الأجر والثواب بالجزاء الطيب والنعيم اللامحدود.

— الصدقة عبادة وعندما يؤديها المرء، فإنه يستشعر من خلالها بروحانية وسكينة لا تقل أثرا عن باقي العبادات من الصلاة والصيام والاستغفار وفوائدها عديدة على المعطي مثلما هي تسر السائل وتزيح عنه أعباء وأهوالا، كذلك فإنها تدفع الضر والبلاء عن المحسن وتزكي النفس وتطهر المال وتطفئ غضب الرب وتزيد الرزق وتبارك في العمر وتصح البدن.

— ونحن في شهر رمضان تشرع السماوات أبوابها لعطايا الرحمن كما تشرعها لصدقات المحسنين الذي يدركون عظمة هذه العبادة وتأثيراتها على المستوى الشخصي والعام.

— هناك أكثر من وسيلة للإنفاق ووسائل البر عديدة وخاصة أننا نعيش في ظروف اقتصادية متقلبة وموجات الغلاء تصفع سواحل الأغنياء والفقراء وما منا إلا وله شكوى من تقصير أو إحجام عن فعل عطاء لسبب ما تفرضه قيود الغلاء وتحده من سيولة وامتداد.

— ومع تكالب ظروف الغلاء المعيشي وارتفاع الإيجارات السكنية ومحدودية الرواتب والمصاريف المستوجبة لانطلاق العام الدراسي الجديد وشهر رمضان وقرب الاحتفاء بعيد الفطر السعيد تبدو مؤشرات الإنفاق أكثر ارتفاعا وتشتد الحاجة لدى الكثير من الأسر المتعففة وغيرها للصرف وتسديد الفواتير وهذا ما يضاعف العوز لديهم والرغبة في مشاركة الآخرين أفراحهم والتمتع مثل مجمل الناس بالمناسبات المباركة.

— وفي بلادنا مثل غيرها من البلاد هناك المعوزون والمستحقون والمحرومون والسائلون الذين أوجب الله لهم الصدقات وحث عليها وهناك العاطلون عن العمل والمتقاعدون والمديونون والمرضى واليتامى والمسنون والغارمون الذين لا تكفيهم رواتبهم لتغطية كافة احتياجاتهم ومصاريف علاجهم وينتظرون من يعينهم ويفرّج كرباتهم.

— لذلك أصبح العطاء ضروريا وفي حدود الاستطاعة المقتدر عليها لدى كل شخص، فلو أن كل إنسان اقتطع من راتبه مبلغا بسيطا وأعطاه لأخ محتاج، فإن ذلك لن ينقص من ماله كما يظن بل سوف يزيده بركة ونماء.

— أما بالنسبة للأغنياء والمقتدرين فإن هذه الأيام الرمضانية وقرب العيد أنسب الأيام للبذل ومساعدة الآخرين وإشاعة التكافل الاجتماعي الذي هو من أسس الإسلام ومبادئ المسلمين المخلصين لله والحريصين على تأدية فروضه وعباداته.

— بالطبع هناك المؤسسات الخيرية والجمعيات التي توزع الزكاة ولكن العطاءات الشخصية لها أثر فاعل في إدخال البهجة على النفوس وخاصة للأسر المتعففة التي تسعد بكل ما تحصل عليه من مال أو هدايا أو ملبوسات تساهم في سد الحاجات وتخفيف المصروفات والدعوة العامة للجميع باستشعار حاجة الناس ومشاركتهم في معاناتهم والجود بما يستطيعون به من خزائنهم ومقتنياتهم للضعفاء والفقراء والمنكوبين داخل وخارج قطر ليعم الخير على الجميع وتحل البركة على البلاد والعباد ويسود الأمن والوداد.

بارك الله فيكِ وأحسن الله إليك ِ
كل عام وأنت ِ بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.