يقول الله سبحانه وتعالى :
( يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما ً بجالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) الحجرات 6 .
في هذه الآية يعيب القرآن الكريم من يتكلمون بلا حذر ولا وعى ولا أدراك ويتناقلون الأخبار بلا حكمة ولا تدبر فيروجون الإشاعات والأباطيل ويطمسون وجه الحقيقة وهم في غفلة عن اثر هذا الكلام وخطورة عاقبته .
وروى البراني عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال : قلت يا رسول الله ؛ أكل ما نتكلم به يكتب علينا ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟ انك لن تزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك .
أن الإسلام بهذا يفرض على المسلم أن يعود لسانه على قول الكلمة الطيبة والأسلوب الحسن الجميل فتعاليم ديننا الإسلامي حصن منيع وحارس أمين على اللسان ليهذبه ويضبطه حتى لا ينطق في سباب الناس والنيل من أعراضهم وتسفيههم ففي ذلك يكون سبب الشقاق والصراعات والأحقاد .
والإسلام دين الأخلاق الحميدة فالكلمة الطيبة تصعد إلى السماء والعمل الصالح يرفعها والإنسان العاقل هو من أدرك أن فلتات اللسان تـزج الناس في النار يوم القيامة .
وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي ( ص ) قال : ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فأن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وأن أبعد الناس من الله القلب القاسي ) .
وروى الشيخان عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي ( ص ) قال : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ) .
ويقول الله سبحانه وتعالى : ( ألم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بأذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) إبراهيم 24 ـ 26 .
ويقول الحق سبحانه وتعالى : ( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواههم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا أن كنتم مؤمنين ) النور 15 ـ 17 .
ويقول جل شأنه ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون ) المؤمنون 1 ـ 3 .
ويقول الحق سبحانه وتعالى : ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا تبتغى الجاهلين ) القصص 55 .
لهذا نجد أن ديننا الإسلامي يحذر المسلمين من الاسترسال في الكلام وعدم الفهم لأبعاد الكلمة قبل النطق بها لان الكلمة والتعبير باللسان من نعم الله علينا وبها فضل الله الإنسان على كثير ممن خلق تفضيلا ومن هنا كانت الكلمة كالأمانة من عرف منزلتها صانها ومن خانها كانت سببا في انفصاله عن صفوف المسلمين وجرت عليه من البلاء ما لا يحمد عقباه .
جزاكِ الله خيراً..
جزاكِ الله خيراً..
وجزاك الله خير