الذي يستحق العباده هو الله وحده
والعباده تطلق علي شيئين:
الأول :التعبد
وهو التزلل لله عز وجل بفعل اوامره واجتناب نواهيه محبه له وتعظيما .
والعباده هو سبب خلقنا لقوله تعالي " وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون"
* ويدخل تحت ذلك ثلاث امور وهما : الزل التام و الحب التام والتعظيم التام لله سبحانه وتعالي .
الثاني : المتعبد به
ويشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهره والباطنه .
فللقلب عبوديه وعبودية القلب هي العلم .
* فالصلاه عباده وفعلها التعبد لله فنحن نعبد الله وحده للتعبد له وللتزلل له ولتعظيمه سبحانه وتعالي ولا نعبده الا بما شرع .
** حكمه خلق الإنس و الجن **
لم يخلق الله الثقلين الانس والجن عبثا او سدي لم يخلقهم لياكلو ويشربو ويلعبو وما الي ذلك فيقول تعالي " افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون "
ويقول سبحانه وتعالي " ومن اعرض عن ذكري فان له معيشه دنكا * ونحشره يوم القيامه اعمي * قال كذالك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي "
فقد خلق الله الانس والجن لامر عظيم وهو ان نعبده ونوقره وليوحدوه ويكبروه ويطيعوه بفعل اوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده وترك عباده ما سواه كما قال جل وعلي " وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون "
إذاً طريق العبوديه يكون علي طريقتين :-
1/ حبه الله حب كامل .
2/ وزل تام له سبحانه وتعالي .
وهذان الأصلان مبنيان علي اصلين اساسين و هما:
اولا: مشاهده منه الله وفضله
فاركان الشكر هي: الأعتراف به باطنا والتحدث به ظاهرا وتصريف النعم فيما يرضاه سبحانه وتعالي.
و يجب أن نحمد لله لا بلساننا و لكن بقلبنا
فعند ذلك ستحب الله لأنه يعزك بنعمه فلقد فُطر الناس على حب من أنعم عليهم
و إن أكثر ما يجعلك تُذل إليه وتخضع هو النظر الي تقصيرك تجاه العبادة
واقرب باب يدخل به العبد علي ربه هو باب الافتقار فلا يري العبد نفسه الا مفلسا ولا يري لنفسه حالا ولا مقاما ولا سبب يتعلق به ولا وسيله يمن بها بل يشهد ضرورته الكامله تجاه ربه وانه ان تخلي عنه خسر وهلك .
" وما بكم من نعمه فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجئرون * ثم اذا كشف الضر عنكم اذا فريق منكم بربهم يشركون * ليكفرو بما اتيناهم فتمتعو فسوف تعلمون "
تئجرون اي تصرخون.
افبعد هذه النعم تشكرغيره وتلتفت لغيره , سيكون عقابك ان يمتعك الله بهذه النعمه في الدنيا ثم لك العذاب في الاخره الا تعلم ان هذا استدراج " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون "
* واكمل الناس عباده هم الانبياء والرسل لانهم اكملهم واكثرهم معرفه بالله وعلما به وتعظيما له من غيرهم وهذا يدل علي فضل العالم علي العابد , ثم زادهم الله فضلا بإرسالهم الي الناس فصار لهم فضل الرساله وفضل العبوديه الخاصه فالدال علي الخير كفاعله , ثم يليهم الصديقون الذين كمل تصديقهم لله ثم استقامو علي امره ثم الشهداء ثم الصالحون
كما قال الله تعالي " فاولئك من الذين انعم الله عليهم من النبين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا "
** حق الله علي العباد **
حق الله علي اهل السماوات والارض ان يعبدوه ولا يشركو به شئ وهذا بإن
لذا فلو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خير لهم.
عن معاذ رضي الله عنه قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير فقال:
" يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟ " قلت الله ورسوله أعلم
قال: " فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا " فقلت يا رسول الله أفلا أبشر به الناس قال:" لا تبشرهم فيتكلوا "
كمال العبوديه:
فكل عبد يتقلبُ بين ثلاث:
1/ نعم من الله تترادف عليه فواجبها الحمد والشكر .
2/ ذنوب اقترفها فواجبها الاستغفار منها والتوبه .
3/ مصائب يبتليه الله بها فواجبه الصبر .
ومن قام بهذه الثلاث سعد في الدنيا والاخره ,,,
فالله يبتلي عباده ليمتحن صبرهم وعبدويتهم لا ليعذب فالله يبتلي ليهذب لا ليعذب فلن نبلغ نفعه لننفعه ولا نريد ضره لنضره.
فلله علي عبده عبوديه في السراء كما له عبوديه في الضراء وله عبوديه فيما يكره كما له عبوديه فيما يحب واكثر الناس يعطون العبوديه فيما يحبون والشائن اعطاء العبوديه في المكاره وهما متفاوتون في ذلك .
فمن كان قائما للناس بالعبوديه في كل الحالات فهو من عباد الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وليس لعدوه سلطان عليهم فالله يحفظهم ولكن قد يختاله الشيطان احياناً .
ودخول الشيطان على العبد يكون بالشهوه والغضب والغفله .
وقد سلط الله علي كل عبد نفسه وشيطانه وابتلاه هل يطيعها ام يطيع ربه .
ولله علي الانسان اوامر والنفس لها اوامر والله يريد ان يكمل الانسان الاعمال الصالحه والنفسه تريد ان تكمل الاموال والشهوات .
والله يريد منا العمل للاخره والنفس تريد منا العمل في الدنيا والايمان هو سبيل النجاه والمصباح الذي يبصر به الحق من غيره .
ويقول تعالي " انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا "
و قال تعالي "احسب الناس ان يتركو ان يقولو آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقو وليعلمن الكاذبين "
" و ما أبرئ نفسي أن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي "
" فان لم يستجيبو لك فاعلم انما يتبعون اهوائهم "