إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
http://ia700204.us.archive.org/1/items/tawheed6-6/50.mp3
طريقة الدراسة :
تستمع الطالبة لشرح الدرس المطلوب من شريط المعروض في الاعلى ( شرح كتاب التوحيد ) للشيخ صالح آل الشيخ
متابعة الدرس من خلال الكتاب (التمهيد في شرح كتاب التوحيد)
في حالة وجود اسئلة متعلقة بالمادة الصوتية
بإمكانكم طرحها
وان شاء الله يتم الرد عليكم
ملاحظة مهمة
اذا لم تستطيعوا ان تستمعوا الى الاشرطة بإمكانكم ان تقرأو الكتاب
فهو مشابه بشكل كبير لـ الشريط
الاختلاف شيئ بسيط
فالرجاء من تجد صعوبة في الاستماع او تحميل الشريط تقرأ الكتاب
وتترك القواعد والنحو
وتركز على المعلومات العقيدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي… }
قال تعالى:
(وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي)
فصلت آية 50
قال مجاهد: هذا بعملي وأنا محقوق به
وقال ابن عباس: يريد من عندي
وقوله: إنما أوتيته على علم عندي القصص آية 78
قال قتادة: على علم مني بوجوه المكاسب
وقال آخرون: على علم من الله أني له أهل
وهذا معنى قول مجاهد: أوتيته على شرف
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إن ثلاثة من بني إسرآئيل أبرص وأقرع وأعمى ……..حديث طويل)
* وجوب تعظيم الله في الألفاظ وأن النعم يجب أن تُنسب إليه وأن يُشكر عليها
ويقول العبد : هذا أنعم الله علي به
والكذب في هذه المسائل أو أن يتكلم المرء بكلام ليس موافقاً للحقيقة أوهو مخالف لما يعلمه من أن الله أنعم عليه بذلك فهذا يؤدي إلى المهالك
وقد يسلب الله عنه النعمة بسبب لفظه.
*الواجب على العبد أن يتحرز في ألفاظه وبخاصة فيما يتصل بالله أو بأسمائه وصفاته أو بأفعاله وإنعامه أو بعدله وحكمته
والتحرز في ذلك من كمال التوحيد
لأنه لايصدر التحرز إلا من قلب مُعظم لله يعلم أن الله مُطلع عليه
وأنه سبحانه ولي الفضل وهو ولي الإنعام
وهو الذي يستحق أن يجل فوق كل جليل وأن يُحب فوق كل محبوب
وأن يعظم فوق كل مُعظم.
* باب ماجآء في قوله تعالى:
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي
فصلت آية 50
(هذا بعملي وأنا محقوق به) يعني أنه نُسب النعمة إلى نفسه وأنه جدير وحقيق بها وأن الله تفضل عليه لأنه مُستحق لهذا الإنعام والمال والجاه فصار إليه الشيء من المال والجاه والسمعة الطيبة لأنه مُستحق لذلك الشيء بفعله وبجهده مما قد يطرأ على قلوب ضعفاء الإيمان
والواجب أن يعلم العبد أنه فقير غير مُستحق لشيء على الله
وأن الرب هو المُستحق على العبد أن يشكره وأن يذكره وأن يُنسب النعم إليه .
*قول العبد: هذا بعملي وأنا محقوق به بعد أن أتته رحمة من بعد ضراء
مثل هذا القول يكثر في ألفاظ الناس كقول الطبيب:
هذا الذي حصل من شفاء بسببي أو نجاحي
مما يجعل إنعام الله على العبد بذلك بسبب استحقاقه أو أن ينسى الله ويُنسب الأشياء إلى نفسه فيدخل في هذا الوصف الذي جآء في الآية نوعان من الناس:
1 من ينسب الشيء إلى نفسه ولاينسبه إلى الله أصلاً
2 أن يُنسب إلى الله لكن يرى نفسه مستحقاً لذلك الشيء على الله كما يحصل من بعض المغرورين أنه إذا أطاع الله واتقاه وحصل له نعمة قال:
حصلت لي نعمة من جراء استحقاقي لها
فالواجب على العبد أن يُنسب النعم جميعاً لله
وأن يشعر بأنه لايستحق شيئاً على الله وإنما الله هو المُستحق للعبودية
هو المُستحق للشكر وهو المُستحق للإجلال والعبد فقير مذنب مقصر مهما بلغ! .
* من كمال التوحيد أن يجل العبد ربه وأن يُعظمه وأن لايعتقد أنه مُستحق للنعم أو أنه أوتيها بجهده وجهاده وعلمه وذهابه ومجيئه
وأن فعل العبد سبب وهذا السبب قد يتخلف وقد يكون مؤثراً ثم أنه إذا أثر
فلايكون مؤثراً إلا بإذن الله فضل الله يؤتيه من يشآء.
* قوله تعالى:قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي القصص78.
قال قتادة: على علم مني بوجوه من المكاسب
هذه الآية في قصة قارون
هذا يحصل كثير مماأغناهم الله وأعطاهم أموالاً كثيرة فنجد أحدهم ينسب الشيء إلى نفسه فيقول:
أنا خبير بإرادة الأمول, أنا أفهم في التجارة ,
أنا عندي علم بوجوه المكاسب وينسى أن الله هو الذي تفضل
وهو الذي وفقه لهذه الفكرة وهو الذي جعل السبب مؤثراً
فالله هو المُنعم ابتداء وهو المُنعم ختاماً,
فالواجب على العبد من رؤية نفسه وأن يعلم أنه لاحول ولاقوة إلا بالله
والتوحيد أن يكون العبد ذليلاً خاضعاً بين يدي الله يعلم أنه لايستحق شيئاً على الله
وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشآء.
*قال آخرون:
(على علم من الله أني له أهل)
وهذا يشمل أحد النوعين من الناس ذكرته قبل قليل وهذا قول مُجاهد :
أوتيته على شرف .
*عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إن ثلاثة من بني إسرآئيل أبرص وأقرع وأعمى ……..حديث طويل)
الدلالة منه ظاهرة: أن الله عافى هؤلآء الثلاثة في أبدانهم ورزقهم من فضله
ثم نسبا اثنان منهم النعمة إلى أنفسهم وثالث نسبها إلى الله
فجزى الله الأخير خير الجزاء وأدام عليه النعمة ورضي عنه
وعاقب الآخرين وسخط عليهما,
فمن أسباب ثبات النعمة أن يُعظم العبد ربه وأن يعلم أن الفضل بيد الله
وأن النعمة هي نعمة الله .
*على كل مسلمة أن يكون حذراً من آفات اللسان مُثبتاً فيما يتكلم به
وأن يعلم أن كل خير إنما هو من الله وأنه لاحول ولاقوة إلا بالله
ولو سلبه الله العناية منه طرفة عين لهلك ولكان من الخاسرين ,
فإن العبد أحوج مايكون إلى الإعتراف بذنبه والعلم بأسماء الله وبصفاته وبآثار ذلك في ملكوته وبربوبيته على خلقه وبعبادته حق عبادته ..
تم بحمدالله وتوفيقه
إن أخطأن فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فمن الله
ربي زدني علماً