وعن أنس أيضا أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه ، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله ، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا) رواه مسلم. وفي رواية البخاري ( لا يتمنين أحدكم الموت: إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا ، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب)ه
وقوله : فلعله أن يستعتب، الاستعتاب طلب العتبى وهو الرضى وذلك لا يحصل إلا بالتوبة والرجوع عن الذنوب
قال العلماء : الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف، وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته وحيلولة بينهما ، وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار ، وهو من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله ( فأصابتكم مصيبة الموت). فالموت هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى ، قال علماؤنا: وأعظم منه الغفلة عنه ، والإعراض عن ذكره ، وقلة التفكر فيه ، وترك العمل له ، وإن فيه وحده لعبرة لمن اعتبر وفكرة لمن تفكر
ويجوز تمني الموت فقط عند الخوف على ذهاب الدين وظهور الفتن