تخطى إلى المحتوى

:: امرأة رغم السنين ::!! 2024.

  • بواسطة

لاكي
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي وغالياتي في الله:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبتُ هذه الخاطرة على لسان كثير من النساء في مجتمعاتنا..نساء جرحت قلوبهن دون سبب واضح..وأخريات كن ضحية للطلاق المفاجئ..أو عدم الإنجاب..أو سوء التفاهم..وأخريات عانين من الطلاق بعد طول عشرة وعمر..رأيت الكثيرات منهن حولي..فأشفق لحالهن قلبي ودمعت عيناي..حالات حية نعيشها كل يوم..ربما تعيشينها أنت وربما أختك وربما صديقتك وربما كانت أمك..المطلقة ..تلك الإنسانة التي تتعذب بصمت وتتذكر الماضي السعيد وكيف دارت بها الأيام واغتالت فرحتها

أترككم مع هذه الخاطرة والتي أسميتها::امرأة رغم السنين::فعذرا على الخطأ والتقصير..فماهي إلا بوح لكلمات مكتومة

::: امرأة..رغم..السنين:::

وانطلقت الرصاصة الأخيرة لتغتال آخر رمق لطفل الأمل الذي يقتات النور عشبا بداخلي,,أرجوانا وياسمينا كانت حدائق قلبي الربيعية فلمَ غادرها رأساً نحو جفاف الصمت وجدب الفراق؟!مودةً وسكناً ورحمةً كان عشي الأخضر فلمَ انفرد عن السرب وحاد؟!

دمعةُ حرى وآهة ثكلى ترثي الصدمة القاتلة التي سرقت من كل الأشياء الجميلة في دنياي معانيها,,وأدا وظلما مات جنين الضياء البريء,,ولم تبقَ سوى تنهيدة صمتٍ ولوعة ألمٍ تضع بعد جمل النهايات المفجعة علامة تعجب حيرى!!

حين انزاح كابوس الأحداث الأخيرة المتلاحقة عن صدري,وانقشع آخر لون للسواد القاتم عن مرآي ,,وجدت إشعاعات الضوء النحيلة طريقها نحو المادة من حولي,,لتصبغ الوجود ببياضٍ باهت اغتصب من ألوان الطيف حقها في الظهور,,كأكفان الموتى كان الغطاء الذي ضمني باسترخاء..وكأنين طفلٍ أخرس يتجرع مرارة الألم وغصته كان أزيز تلك الآلات الجامدة وذبذبات الأصوات المتناثرة التي كسرت حاجز الصمت المطبق في ذلك المكان..ذلك المكان الفارغ من أقل ضجيج للحياة وصخبها.

على مضضٍ تدفعني الذاكرة قسراً نحو الوراء الآفل الذي لم يمضَ عليه سوى بضع ساعات..ساعاتٍ كانت كقرون من الحروب المدمرة المثقلة بأصوات المدافع وهدير المحركات ودوي القنابل..كرهاً وحسرةً أجدني أجتر مرارة كلماتهِ الأخيرة كعلقمٍ يطغى على حلاوة ماقبله فيحيلها غصةً موجعةً تفترش حنجرتي كشجرةٍ عالقةٍ في ممرات حلقي..
هكذا كانت لحظة الوداع القاسي الذي انتهى وتوارى خلف ستائر الأيام وغياهيب القدر..هكذا ظهرت مكفهرةُ الوجه..عابسة الأسارير..جهنمية النظرة!!أيٌ ذنبٍ جناه قلبي الذي أحبكَ بصدق؟!أي جريمة ارتكبها نبضي الذي يخفق بحروفك؟!حباً وأمناً وطمأنينةً رسمتك ,, فمالذي سرق من تعابير اللوحة ألوانها؟!ومن الذي سلب حديقة القلب رياحينها؟!
وبكبرياءٍ أطلقه سهماً مسموماً بغدر الخيانة نحو صدري الرحب كمساحات الفضاء حباً وانتظاراً لا يمل..باستهتار طفلٍ يلعب ببندقيتهِ أطلقها نحو قلبي رصاصة إعدام لم تقفل أوراق قضيته بعد..

وحين أطلق الرصاصة ثلاث مرات نحو قلبي المضنى بقيودِ الظلم وقسوتهِ غاص قلبي بين أضلعي كمداً والتياعاً في دياجير الظلام الحالك في أعماقي..كغريقٍ يستنشق الماء دفقةً بعد دفقة هربا من الموت الذي ينتظره بلا عجل!! واحتشدت جيوش الدمع في أحداقي دون انتظارٍ لإذن النزول..إذ لم يعد لقوانين الحب هيبةً ووقاراً كتلك التي كانت من قبل.

ابتلعتُ الريق ولم أدرك أعلقماً كان وقتها أم شوكاً يجرح؟! تشربتُ الصدمة جرعةً بعد جرعة بل لعلي لم أدري من منا تشرب الآخر؟!

كنسمةٍ عبثت بها أعاصير الرياح المزمجرة كان صمتي المطبق دون جدوى..وكأشلاء حلمٍ انتهى دون بدايةٍ تذكر كان إحساسي بالضياع وقتها..وكورقة خريفٍ ذبلت كان سقوطي الأخير إلى حيث لا نهاية…كصياد كنت أنت والطائر كان أنا..غريبين صرنا لا يمت أحدنا إلى الآخر بصلة بعد أن كنتُ نصفك وكنتَ نصفي..بعد أن كنتُ سكناً وكنتَ أمناً..بعد أن كنت زوجةً وكنتَ لي زوجا أصبحتُ الآن …مطلقة!!
لم يعد يُسمح لي ولو بطلةٍ عابرةٍ على الماضي الذي يستوطنني رغماً عني..والربيع كما الخريف صارت أوراقه مصفرة ذابلة..والقلوب كما المحاكم أقفلت..وأوبرا الرحيل تعزف من أنات قلبي لحناً يعلن الاستنكار الأخرس..وظللت وحدي من بعدك أسائل صدى الذكريات: ألم ينبئه قلبه أنني مازلتُ امرأةً ..رغم السنين؟؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم
ماشاء الله عليكي تبارك الرحمن
قلم مبدع
وكلمات رائعه
وأسلوب جميل
الله يزيدك وينور فكرك ..
وأما موضوعك
فلا نقول الا الحمدلله على كل حال
وحسبنا الله
هذه حال الدنيا كفانا الله واياكم شرها
ولاإعتراض لحكم العلي القدير
وبإنتظار ابداعاتك الرائعه ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
قلمك رائع ماشاء الله أخيّة..
وخاطرتك أروع..
–**–

ما شاء الله تبارك الرحمن

ما هذا الإبداع

عسى الله يحفظك وإلى الأمام

لنرى ابداعاتك القادمه .

هذه الخاطرة على لسان كثير من النساء في مجتمعاتنا..نساء جرحت قلوبهن دون سبب واضح..وأخريات كن ضحية للطلاق المفاجئ..أو عدم الإنجاب..أو سوء التفاهم..وأخريات عانين من الطلاق بعد طول عشرة وعمر..رأيت الكثيرات منهن حولي..فأشفق لحالهن قلبي ودمعت عيناي..حالات حية نعيشها كل يوم..ربما تعيشينها أنت وربما أختك وربما صديقتك وربما كانت أمك..المطلقة ..تلك الإنسانة التي تتعذب بصمت وتتذكر الماضي السعيد وكيف دارت بها الأيام واغتالت فرحتها

ماأروعك ياغالية وماأروع ذاك القلب الذي يشعر بمآسي الآخرين وماأروع تلك الأنامل التي خطت هذه الكلمات

الصادقة والمعبرة لحال كثير من النساء اللاتي قُتلن بتلك الرصاصات والتي إن كانت في بعض الأحيان هي رصاصات

رحمة للمجني عليها ..

بارك الله فيك حبيبتي وزادك من فضله لاكي

أم عصومي
سمية
عزيزة بإسلامي
شمالية غربية

بارك الله فيكم وأشكركم على تواصلكم الذي سرني

خاطرة رائعة.. وكلمات بديعة…

جميل أن نراك وموضوعك في وحي القلم لاكي

لاكي

قريت شروط ركن وحي القلم وحسيت ان موضوعي لا يناسبه.. لاكي
أشكرك على المرور

كلمات رائعة ومشاعر أروع يا قلمنا الذهبي .. لاكي

عروبة لاكي مروركِ غاليتي هو الأروع لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.