الحمد لله رب العالمين
والصلا ة والسلام على سيد الخلق اجمعين
في زمن طغت فيه المادة على المشاعر الانسانية
وطغى فيه الاهتمام بالدنيا على الاهتمام بالدين برزت قضايا خطيرة ومهمة نتجاهلها او نغفل عنها
ومنها ما سيأتي على لسان حال بعض الاباء والامهات في هذه الحياة :
((كانت من الجمل اللحظات بل انها اجملها واسعدها على الاطلاق حين وقعت عيناي على مولودي الاول لم اصدق اني احمله بين يداي والناس والاقارب والاصدقاء من حولي يهنوني بقدوم فرحتي الاولى ونور عيني الذي ارى به كل شيئ جميل
هرعت الى السوق اشتريت كل ماهو جميل وجديد احتفالا بطفلي الغالي
كبر طفلي امام عيني شهر بعد شهر سنة بعد سنة احمله والاعبة واطعمه واضعه في حضني لينام
حين يمرض تسود الدنيا في عيناي وحين يضحك انسى كل هموم الدينا ومشاكلها
شب ولدي واصبح رجلا وتخرج من الجامعة وتوظف في ارقى المناصب كل هذا امام عيناي رفعت يدي للسماء وحمدت الله على هذه النعمة كبرولدي وتزوج وانجب وانشغل بالحياة استقل بعيد عني وتبعه اخوته في ذلك
لايهم ما يهمني هو سعادتهم وراحتهم ولكني كبرت ووهنت ودبت الامراض في جسدي واحتاج ان يهتمو بي
تارة اذهب عند احدهم وتارة استقر عند الاخر برهة ثم ارجع الى بيتى الصغير مع زوجتي العجوز والاولاد لايسألون ولا يزورون انشغالا او نسيانا اصبحوا يتضجرون من السؤال عنهم واصبح كل واحد منهم يطلب من الاخر زيارتي وقضاء اموري
حتى في الاعياد لم اعد اراهم
حتى في المناسبات لم يجتمعوا عندي
حتى في زيارة بيت الله لم يذهبو بي
وماعاد يردوا على اتصالاتي
حين اريد ان اعرف اخبارهم اسأل الناس عنهم وأطمأن عليهم
ابنائي احبائي رغم جفوتكم ورغم قسوة قلوبكم ستظون فرحة عمري ونور عيوني
واحين اموت لاتنسوني من دعائكم))
قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً 23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الاسراء:23/24).
الايات الكريمة فيهما اختصار لاداب معاملة واحترام الوالدين والحرص على رضاهما وعدم عقوقهما حتى بكلمة اف فما بالك باكثر واكبر من هذه الكلمة
قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) [الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) [البخاري].
وبر الوالدين يكون حتى لو كانو مشكين كما جاء في الحديث
فما بالك ان كان الوالد او الوالدة من لمسلمين المشهود لهما بالخيروالصلاح
وتقول السيدة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: إن أمي قَدِمَتْ وهي راغبة (أي طامعة فيما عندي من بر)، أفَأَصِلُ أمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم، صلي أمَّكِ) [متفق عليه
وعلى قدر الاهمية وتشديد الوجوب تأتي شدة العقوبة كما ج في الحديث
قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].1
<font size="3">