– أخي ترك الصلاة وانعزل في غرفته، فماذا أفعل ؟
كيف تشعر لو كان أحد أبنائك منطوياً على نفسه حبيس غرفته،
تقوقعاً أمام شاشة التلفاز؟! الإجابة في السطور القادمة يقدمها د. راشد السهل .
■ انعزال تام
لدينا أخ يبلغ من العمر 22 سنة وهو يعيش الآن منعزلاً فلا يعرف إلا غرفته والتلفزيون الموجود بها، ويميل إلى الأكل كثيراً حيث إنه مصاب بداء السكري، وقد كان من الحريصين على الصلاة وعمل الخير، أما الآن فلا يصلي ولا يقرأ القرآن، ولا يريد من أحد أن يكلمه في هذا الموضوع، وإذا كلمه أحد غضب غضباً شديداً حتى على والديه، ولقد ترك أيضاً دراسته منذ ثلاث سنوات، مع العلم أنه له أخ توأم متفوق دراسياً وحريص على الصلاة واجتماعي، فأرجو منكم مساعدتي في حل هذه المشكلة لكي يعود أخي للمواظبة على الصلاة والرجوع للدراسة .
من أم مريم – السعودية
■ مشاعر اكتئاب
من الوصف الذي تذكرينه أعتقد أن أخاك يعاني من مشاعر الاكتئاب، لذلك فهو فقد الاهتمام بمباهج الحياة وأصبحت الحياة بالنسبة له لا معنى لها، مما دفعه إلى الانقطاع عن الآخرين وترك الصلاة وغير ذلك من العبادات والنشاطات الاجتماعية والدراسية الأخرى، وإن ملازمته لغرفته لمشاهدة التلفزيون، ليس رغبة بالتلفزيون بقدر ما هو وسيلة للتخلص من مخالطة الآخرين، إنه يشعر بإحباط شديد ليس بسبب داء السكري ولا بسبب انخفاض المستوى الدراسي، بل بسبب عدم قدرته على تحقيق توافق ( تعامل ) حسن مع واقعه، فهو يحتاج إلى من يبصرِّه ويساعده على كيفية تحقيق التوافق السليم مع الأوضاع التي يمر بها، وذلك من خلال مساعدته على كيفية التعايش السليم مع الأوضاع التي يمر بها .
لذلك اقترح عليك مساعدته على تحديد بعض المسئوليات والأهداف للعمل على تحقيقها بشرط تحديد الإجراءات والخطوط المناسبة لها، كما يتم تحديد الموقف المطلوب لها، إن هذا الأمر إذا تحقق يمكن أن يسهم بدرجة كبيرة في رفع معنوياته وزيادة تقديره لذاته، وبالتالي إخراجه من عزلته، وأما إذا فشلتِ في ذلك فأعتقد أنه لابد من عرضه على مختص نفسي .
باختصار كيف يتكاثر الإنسان ؟!
– فقدت السيطرة على ابنتي بسبب دلال جدها لها .
يمر الأطفال بمواقف هامة أثناء نموهم والتي تثير الأسئلة في عقول الآباء .
وفي هذا العدد يجيب كل من د.خضر عباس بارون- قسم علم نفس بكلية العلوم الاجتماعية، ود. كمال إبراهيم مرسى قسم علم نفس تربوي كلية التربية .
■ فقدت طفولتها
أنا أم أرملة أعيش في منزل والدي، ولديّ طفلة في التاسعة هي الحفيدة الأولى لوالديَّ .. ولذلك يدللانها دائماً ولا يرفضان لها طلباً، وإذا صرخت فيها أو نبهتها إلى أخطائها لا تلتفت إليّ، فلم أعد أسيطر على طفلتي ولا أربيها كما أريد، وأيضاً من طول جلستها معهما أصبحت أشعر أنها فقدت طفولتها فتتحدث وتتصرف كأنها امرأة كبيرة عجوز فماذا أفعل ؟
وفاء محجوب – القاهرة
■ مزيد من اهتمامك بطفلتك
ويجيب د.خضر بارون: يجب عليك أن تحسني التصرف مع هذه الابنة وتجعليها تثق بك وذلك بإعطائها بعض المسئوليات في المنزل، وحببي إليها ممارسة – هواية معينة وساعديها في ذلك، كما أرجو منك أن تقضي معها وقتاً ممتعاً وخاصة خارج المنزل للتنزه معها.
الأبناء لا يريدون فقط الأشياء المادية، وإنما أيضاً يحتاجون إلى العطف والرحمة والمودة والثقة وحرية التعبير، وعدم وضع قيود تحد من تصرفاتهم ووقف استمتاعهم في أوقات الفراغ.
كما يجب إرشاد ونصح الجد (والدك) بعدم التدليل الزائد والتساهل في كل الأمور، فلابد أن يكون هناك حدود في التساهل والحزم .
وهذه الأمور لا تتم إلا عن طريق الاحترام المتبادل والحوار الهادئ، والاتفاق على تربية الطفلة تربية جيدة .
فأنا لا أقول لك أن تحرمي هذه الطفلة من الاتصال بوالديك ولكن استخدمي هذا الجانب لتقوية الرابطة بينك وبينها، وتعليمها أموراً تستفيد منها فيما بعد .
العدد(22) سبتمبر 2024 ـ ص : 18
موقع ولدي
