.
على مرسى الأسى .. جلست أبعثر الذكرى ..
أتأمل أطياف الماضي التليد .. الذي مازال يرمقنا من بعيد ..
ليرانا ..
ولسان حاله يقول : هل من مفيق ؟!!!!
وما إن أحس بإطلالته .. أبدأ بالإستعداد للرحيل ..
.. فألملم أوراقي .. خجلاً ..
أو قل .. ذلاً !!
و إن شئت .. هواناً !!
لم لا .. ونحن أبناؤه الذين تخلوا عنه !!
لم لا .. ونحن اليوم كثييييييييييييييييييييير !!
و لكننا !!
عفواً ..
غثاء .. كغثاء السيل !!
.
.
عذراً إليك إسلامنا ..
فأنصارك ليسوا هنا !!
.
.
.
.
.
.
.
.
لقد كتبت هذه الكلمات منذ زمن !!
و في كل مرة أرى بأنني في حاجة لأن أعيدها لأعتذر لأمتي ..
منذ زمن !!
بل أزماااااااااااااااااااان !!
و أنا أرقب الأفق
أنتظر فجر أمتي !
ولكن أكتشف أنني لابد أن أعيدها مع كل فاجعة ولطمة يلطمنا بها العدو…
لكِ اللهُ يا أمَةَ المِليَارِ
للهِ قلوبٌ من هول الفواجع احترقتْ
و دموع من عِظم المَوَاجِع انتَثَرتْ
و معالم طالما وقفت شامخةً .. لكنها اليوم تَلاشَتْ و اندَثَرت
..
..
من أين ابدأ ؟؟
من أي جرح .. ؟؟
الأمر سيان كُلها جِراحٌ نَازِفَةٌ .. لم تَجِد من يُضَمِّدُها ..
و قلوبٌ راجِفَةٌ لم تَجِد من يُطَمْأنِها …
.
قُتِلَ الإباءُ و نَخْوَةٌ عَرَبِيَةٌمَاذَا دَهَاكُم أَيُهَا الأَقوَامُ ؟
حسبنا الله و نعم الوكيل ..
حسبنا الله من كيدٍ صليبي صهيوني حاقد ..
و حسبنا الله من جَسَدِ أُمَةٍ يَسْرِي فيه الداءُ .. وهو راقد ..
مُورِسَ الإذْلال و الإضلال من قِبَلِ عُبَّادِ الصَليبِ
استنفروا طاقاتهم لشنِ الحَربِ عَلى الإسلامِ بِكُلِ مَا أُوتُوا مِنْ قُوةٍ
فَقلوبُهم تُملي عَلى جَوَارِحِهِم ماتُكِنُ ..
و أيْدِهِم تَرسُم صورا تُسِيئُ إلى خير البشر
– صلى الله عليه و سلم –
و أقدامهم
تدوسُ كلامَ الجَبَّارِ جَلَ جَلالهُ
فيالله ….
.
.
…
قلنا قبل أيام : (( إِلا القُرآن ))
ثم رجعنا إلى السبات ننتظر الفاجعة القادمة ..
و الجرأة الأخرى ..
لتكون جرعة أخرى..
من الجُرعَاتِ التي طَالَما تَجَرّعْنَاهَا ..
و اليوم نقول : (( إلا رسول الله ))
فياترى هل سنعود أم أننا كالقائم من نومه ..
ليساوي فراشه ثم يعود ليستمتع بنومة أخرى و ينتظر مصيبة أخرى توقضه من نومه !!! .
..
…
كلُّ العِدَا قَـدْ جَنَّـدوا طَاقَاتِهِـم ** ضِدَّ الهُدَى والنُّورِ ضِدَّ الرِّفْعَـةِ
إِسلامُنا هَُو دِرْعُنَـا وَسَِلاحُنَـا ** ومنارنا عَبْرَ الدُّجَى فِي الظُّلْمَةِ
هَُو بِالعَقِيـدةِ رَافِـعٌ أَعْلامَـهُ ** فَامْشِي بِظِلِّ لِوَائهَا يَـا أُمَّتِـي
لا الغَْربُ يَقصِد عِزَّنَا-كَلا- ** وَ لاشَرْقُ التَحَلُّـلِ ، إنَّـهُ كَالحَيَّـةِ
الكُـلُّ يَقْصـدُ ذُلَّنَـا و هَوَانَنَـا ** أفَغَيْرُ رَبِّي مُنْقِذٌ مِـنْ شِـدَّةِ ؟.
((عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً))
والله المستعان و عليه التكلان
يتبع بإذن الله….
رسالة أعتقد أنها وصلت لكل جوال ..
إلى الغيورين والغيوارت ممن أرسلوا رسائل لنصرة سنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
أجعل هذه الرسائل بداية تغير وانطلاق إلى إتباع سنة نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ..
ليتحقق النصر في نفسك وفي غيرك ..
فيامن أرسلت الرسالة وأنت حالق للحيتك اعزم على إطلاقها ..
ويامن أرسلتيها وأنت متبرجة بحجابك ومخالفة في لباسك قولي والله لن أعود لمثل هذا ..
ويامن تستمع إلى الغناء .. طهر أذنيك من هذا العفن ..
ويامن .. ويامن .. ..
فلينظر كل منكما إلى خاصة نفسه وليعزم على ترك معاصيه ..
فالحسنة تقول أختي أختي ..
فلا تكتفي بإرسال الرسائل أو المقاطعة ..
لااااا
النصرة لها طرق عدة منها وأهمها .. وأولاها ..
إلزام النفس على أوامر المصطفى عليه الصلاة والسلام .. وترويضها على ذلك ..
فاللهم من نصر دينك ونبيك بإرسال هذه الرسائل فأسعده في الدنيا والآخرة ..
وأتم له هدايك .. وأشرح له صدره .. وفرج همه ..
د. نورة خالد السعد
نشرت صحيفة دانماركية تسمى يلا ندز بوسطن رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم جميعها تحمل ملامح شريرة ومنها صورة تمثل رجلاً عمامته على شكل (قنبلة)!! وجميع الكاريكاتيرات بأوضاع معينة لتربط رسول العالمين وسيد الأنبياء وخاتمهم صلى الله عليه وسلم بالإرهاب!! .. كان ذلك في يوم الجمعة 26/ شعبان 1445ه الموافق 30/ سبتمبر/ 2024م ومنذ ذلك الحين وردود أفعالنا ضعيفة هنا في صحفنا اليومية اللهم إلا من مقالة للأستاذ خالد السليمان في عكاظ يوم الثلاثاء 3/12/1426ه – حسب علمي – وفي الأوساط الإسلامية في الدانمارك كانت ردود الأفعال قوية وتقدمت الجالية الإسلامية هناك برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة، الدانماركية بتهمة انتهاك مشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم ولكن المدعي العام رفض محاكمة الصحيفة الدانماركية التي نشرت هذه الكاريكاتيرات، وقال: إن القانون الذي يستخدم لتوجيه تهم بسبب انتهاك حرمة الأديان لا يمكن استخدامه ضد الصحيفة التي نشرت هذه الرسوم. وكما نشر أن رئيس الوزراء الدانماركي رفض لقاء سفراء الدول الإسلامية لبحث هذه القضية وكان تبريره بأنه إن شعر المسلمون بالإهانة فبإمكانهم التوجه للمحاكم ورفع دعوى قضائية ضد الصحيفة!!
وكانت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي اتفقتا على ضرورة القيام بخطة تحرك تجاه الحملة التي تشهدها الدانمارك تجاه الإسلام ورسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك خلال اجتماع عقد في مقر الجامعة منذ أيام بين الأمين العام للجامعة والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي.
٭٭ ولكن ولعدم حرص الدانمارك على القيام بأي موقف يتجاوب مع الجاليات الإسلامية ومع العالم الإسلامي الذي يساء إلى رسوله صلى الله عليه وسلم (هكذا)!! دونما رادع رسمي أو شعبي على مستوى الشعوب والمؤسسات الخاصة فإن مجلة نرويجية حذت حذو الصحيفة الدانماركية وأعادت نشر الرسوم الكاريكاتيرية بذريعة (حرية التعبير)!!.
وكما نشر في «الرياض» يوم الأربعاء 11/12/1426ه أن المجلة النرويجية (ماغازينت) أعادت نشر الرسوم يوم الثلاثاء 10/12/1426ه الموافق 10/1/2017م اقتداء بالصحيفة الدانماركية التي نشرت الرسوم سابقاً .. وذكر الخبر أن رئيس تحرير هذه المجلة النرويجية فيبيورن سيليك قال: (لقد ضقت ذرعاً شأني شأن يلاندز بوسطن من تآكل حرية التعبير الذي يحدث خفية).. وواصل سيليك تصريحاته العنصرية ضد الإسلام .. وبقوله : (ومع جريمة قتل ثيوفان غوخ (المخرج الهولندي الذي قتله هولندي من أصل مغربي عام 2024م) يقول: رأينا أن الأمر لا يتعلق بتهديدات فارغة، نعرف أن حرية التعبير في منطقتنا مهددة من دين ليس غريباً عليه اللجوء إلى العنف)!!.
ومن يتمعن في هذه العبارات يجد أن هذا الرجل يصف التصرف الفردي لبعض الأفراد بأنه هذا الدين وهذه هي (التهمة) التي يصف بها أعداء هذا الدين جوهره ونبيه صلى الله عليه وسلم.
فرئيس الوزراء الدانماركي يرفض مقابلة السفراء وينصحهم برفع دعوى قضائية، وعندما ترفع الجالية الإسلامية الدعوى يرفضها المدعي العام ويدعي أن القانون الذي يستخدم لتوجيه تهم بسبب انتهاك حرمة الأديان لا يمكن استخدامه ضد الصحيفة!!
وتخيلوا لو كان الأمر يخص أي انتقاد لما يدعون أنه السامية!! ما الذي كان سيحدث؟؟ أما أن تتم السخرية برسولنا صلى الله عليه وسلم وقبل ذلك انتقاد قرآننا الكريم، فذلك لا يدخل في ظل أي قانون للمحاسبة أو للعقوبات!!
ومن يستعد الضغوط التي مورست على وزيرة المالية والاقتصاد النرويجية كريستين هالفورسين لتعتذر لدولة العدو الصهيوني عن تصريحاتها التي أيدت فيها مقاطعة السلع الصهيونية تضامناً مع الشعب الفلسطيني.. ورغم تقليل بعض النرويجيين يومها – المؤيدين للقضية الفلسطينية – من شأن الاعتذار لأنه ليس عن الأفكار والرؤى التي يعتنقها حزب اليسار الاشتراكي وإنما بهدف عدم تصدع الحكومة بعدم الحديث عن سياسة لا تدعمها الأغلبية في الحكومة ..فإن هذا الاعتذار لفت النظر إلى القوة التي يتمتع بها اللوبي الداعم لإسرائيل في البلاد.. وكما ذكر أن الوزيرة النرويجية، عاشت فترة من الحرب النفسية والإعلامية عقب تصريحاتها لمقاطعة البضائع القادمة من دولة العدو الصهيوني، وكما ذكرت ناشطة فلسطينية بأوسلو أن اللوم يقع على الموقف المتخاذل للعرب والمسلمين في النرويج الذي اكتفى بالمتابعة ودور المشاهد دون أي نصرة لمبادرة الوزيرة كونها تصب في المصلحة الوطنية لهم..
٭٭ تحرك اللوبي اليهودي لمجرد طلب الوزيرة النرويجية مقاطعة بضائع إسرائيل!! واعتذرت الوزيرة!! ونحن هنا يتحرك السفراء العرب ولا يستجيب لهم رئيس الوزراء.. ولا يقبل المدعي العام الدعوى القضائية ضد الصحيفة التي أساءت إلى سيد البشرية صلى الله عليه وسلم..
٭٭ قرأت يوم الخميس 12 الحالي بيان الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي واستياءها الشديد والمسلمين والمؤسسات والمراكز الإسلامية في العالم للإساءة التي وجهتها المجلة المذكورة أعلاه وعن اعادة الصحيفة النرويجية نشر الكاريكاتيرات المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم). وذكر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتورعبدالله التركي أن هذا سيؤثر على التواصل بين الشعوب كما أنه يثير الكراهية والبغضاء بين البشر، وطالب معاليه المؤسسات الثقافية والاجتماعية في أوروبا بالنظر في التأثير السلبي لهذه الحملات الإعلامية المعادية للإسلام والمسلمين على الحوارالحضاري وعلى التعاون بين الشعوب وعلى الأمن والسلام في العالم.. ودعا المسلمين في كل من النرويج والدانمارك وأوروبا إلى الانضباط وعدم الاستجابة لردود الأفعال التي قد تؤدي إلى سلبيات ونتائج غير محمودة!!.
ورغم احترامي لهذا النداء خصوصاً في سطوره الأخيرة إلا أنني أتساءل هل حكم علينا أن نصمت تجاه ما يحدث من إساءات متكررة للدين وللرسول (صلى الله عليه وسلم)؟؟
ألا يمكن للأمانة رفع دعوى قضائية أخرى والإلحاح في (اعتذار هذه الصحيفة والأخرى) بل وتغريمهما (مالياً) على هذه الإساءات؟؟
ثم يبقى الدور الاقتصادي الذي يمكن للأفراد والشركات القيام به للضغط على كل من يسيء إلى ديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
لن تطفئ لوعة في القلب
وهجير في الصدر
ووالله لن تزول حتى تزول رافعة الصليب….
يارسـول الله نفسـي لمحيـاك فـداء
عابدالصلبان يحثو في سجاياك افتـراء
قدتمادى كل وغد سوف أعلي بالنـداء
فبياني ليس حبرا بل ستبديـه الدمـاء
وخيولي مسرجات تترتجي حلو العنـاء
وسيوف الحق ترنوا في مخابيها الضياء
سيفُ حقٍ مل غمدا سوف يقضي بالفناء
بين جنبيه لهيب سترى منـه الشـواء
عابد الصلبان مهلا ماسيخفيك الخفـاء
فسموات طبـاق ماسينجيـك اعتـلاء
سوف آتيك غضوبا أستبيح النار مـاء
برسول الله دينـيقـام يهفـو لإرتقـاء
ماينال الشوكُ منه وانا أرجـو الهنـاء
ففداالمختار روحي ماسيكفي ذاالجـزاء
ليس الأمر بالجديد فقد أوذي في حياته عليه الصلاة والسلام وصبر وشرفه الله
وحماه رغم شدة الأمر .
لقد حركت الاساءة المتعمدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الغيرة في قلوب
المسلمين وكل من وصله الخبر وفي قلبه مثقال ذرة من ايمان
فللرسول صلى الله عليه وسلم مكانته العظيمة في القلوب .
لكن المثير حقا هو التعامل الباهت
والتعامي من القنوات الفضائية ضد هذه الاساءة
ان هذا التعامل السلبي من هذه القنوات يدل دلالة أكيدة ان هذه القنوات في خارج
الخط الصحيح !!!!
الهذا الحد يبلغ في هذه القنوات الأمر فلا تكلف نفسها ان تبث برامج وحملة عامة
تدافع عن مصدر عزتها وشرفها اذ هو وحي يوحى من الخالق عز وجل
مهما قدمت القنوات العربية والاسلامية من سيرة وبيان للرسول صلى الله عليه
وسلم ودفاع عنه فلن توفيه حقه فكيف وهي في هذا الموقف المخزي !!
عجز حتى في الدفاع !!!!!
انظروا كيف تبث و تعقد اللقاءات للدفاع عن رواية ساقطة ومنحطةا
وانظروا الى اللقاءات التي تبث لمتابعة اخر اخبار الممثلات والمغنيات
بل وبث مباشر على مدار الساعة لاختلاط مشين بين فتيات وشبان
والله انه لامر محزن ان يتم التعامل مع الامر بهذا التجاهل !!!
كيف نريد ان يحترمنا الاخرون ويرتدعوا عن الاساءة لديننا ونبينا صلى الله عليه
وسلم ولمقدساتنا وهذا اعلامنا !!!!!
بل ان هناك قنوات عربية تشكك في الجنة والنار فكيف نلوم الاخرين وقنواتنا بهذا
السوء !!!!!
وقفة :
ان من أهم ماننتصر به لرسولنا صلى الله عليه وسلم هو :
الاتباع والطاعة فهذا هو مادعا اليه صلى الله عليه وسلم .
يا أمة الإسـلام داهمنـي الأسـى
فعجزت عـن نطقٍ وعـن إعرابِ
كيف أُصور المأساة التي وقعت ..والفاجعة التي حدثت ..وجرت فصولها أياماً عديدة ..دون أن يكون لها صدى في إعلامنا ..ودون أن يغلي الدم في عروقنا..قتلوا الشيوخ فسكتنا..وذبحوا الأطفال فصمتنا.. وهتكوا الأعراض فأُلجمنا..ولم يبق إلا سب نبينا..فلا ..وألف لا ..ومِنْ مَنْ ؟!! من دولة حقيرة يقال لها الدنمارك..فيا لله..حتى الأراذل والأصاغر رفعوا رؤوسهم علينا..وتجرؤوا على نبينا صلى الله عليه وسلم !!
أبناءَ أمتنا الكرامُ إلى متى يقضي على عَزْمِ الأبي سُباَتُ؟
أبناءَ أمتنا الكرَامُ إلىَ مَتى تَمتَدُّ فيكم هذه السَّكَراتُ ؟!
الأمرُ أمرُ الكفر أعلن حربَه فمتى تَهُزُّ الغافلين عِظَاتُ؟
كفرٌ وإسلامٌ وليلُ حضارةٍ غربيَّةٍ، تَشْقَى بها الظُّلُماتُ
أين الجيوشُ اليَعْرُبيَّة هل قَضَتْ نَحْباً فلا جندٌ ولا أَدَواتُ؟!
الأمر أكبرُ يا رجالُ وإِنَّمـا ذهبتْ بوعي الأُمَّةِ الصَّدَماتُ
لقد شاهدت وشاهد المسلمون في العالم ما تناقلته بعض وكالاتِ الأنباء من قيام إحدى الصحف الدنمركية ، لتصوير رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في أشكال مختلفة ، ففي أحد الرسوم يظهر مرتدياً عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه !!. وأخرى يظهر النبي محمد كإرهابي يلوح بسيفه ومعه سيدات يرتدين البرقع ، ولا تختلف الصور الثمان الأخرى كثيراً عن ذلك.
أمة الإسلام ..هكذا يفعل النصارى الحاقدون مع نبينا صلى الله عليه وسلم ..وبعضنا ينادي بألا نقول للكافر ..يا كافر ..بل نقول له الآخر ..احتراماً لمشاعره ..ومراعاة لنفسيته !! فهل احترم هؤلاء نبينا ؟!! وهل قدروا مشاعر أمة المليار مسلم!! وهل راعوا نفسيات المسلمين !!
وهكذا يفعل النصارى الحاقدون مع رسولنا صلى الله عليه وسلم.. وبعضنا ينادي ألا نبغضهم ..ولا نظهر العداوة لهم !! وربنا يقول لنا : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَق )) (الممتحنة:1).
وهكذا يفعل عباد الصليب بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..وبعضنا يطالب بحذف الولاء والبراء من مناهجنا الدراسية..وننـزعه من قلوبنا..لأننا في عصر الصفح والتسامح بين الأديان !!
فيا دعاة التسامح .. لماذا لمَّا طالبت الجالية الإسلاميةُ هناك تلك الصحيفة بالاعتذار ..والاعتذار فقط !! رفضوا الاعتذار..حتى رئيس الوزراء رفض محاسبة رئيس التحرير في تلك الصحفية بحجة حرية الصحافة !!
وهكذا يصنع عباد الصليب..جهارا نهارا..بنبينا صلى الله عليه وسلم.. دون أن تكون هناك مقاطعات دولية، احتجاجاً على تلك التصرفات الرعناء !!
إن هذه الأفعال التي حصلت من الدنمارك ..وتؤيدها جارتها النرويج، وتسكت عنها الدولة الغربية.. برهان ساطع..ودليل قاطع..على أنها حرب صليبية بين الإسلام والنصرانية !! يقول الله تعالى: (( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ )) (البقرة:217).
فهل يفهم أولئك الذين يخطبون وُدَّ الغرب هذه القضية أم لا يزالون في غيهم يعمهون !!
أمة الإسلام ..إنْ تخاذل رجالنا عن نصرة محمد صلى الله عليه وسلم ..فلقد سطر التاريخ صورا رائعة ..ومواقف باهرة ..لنساءٍ نافحن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فهذه أم عمارة رضي الله عنها في غزوة أحد الشهيرة..كانت تقاتل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..يميناً وشمالا..و تذود عنه سيوف الأعداء ..ونبال الألداء ..حتى أصيبت بعدة جراح ..فأين رجال الأمة ..الذين هم أولى بالدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..والقتال دونه ..والذب عن مكانته ..فيا لله ..نساء تقاتل عن رسول الله ..ورجال يتخاذلون عن نصرته ولو بخطاب يعبر عن غضبة عمرية ..نساء تُكْلم في سبيل نصرة رسول الله ..ورجال يُستجدون من أجل التوقف عن الاستيراد لبضائعهم ولكن دون جدوى !!
فعذراً يا رسول الله ..إنْ تخاذلنا عن الدفاع عنك .. فإن بعضنا مشغول بالأسهم المالية !!
عذراً يا رسول الله..فإن المال أحب إلى قلوب بعضنا منك !!
عذراً يا رسول الله..فإن الأجبان الدنمركية ..أحب إلى بعضنا من الذب عنك !!
عذراً يا رسول الله ..فإن مصالحنا الدنيوية مقدمة عند بعضنا عليك !!
عذراً يا رسول الله ..فإننا نغضب أشد الغضب إذا اغتصبت أموالنا ..ولا يغضب بعضنا لك وأنت يُساءُ إليك علناً بلا حياء ولا خوف ولا وجل .
أيها المسلمون: إنْ تخاذلنا عن نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم ..فإن الله ناصر نبيه..معلٍ ذكره..رافعٌ شأنه..معذب الذين يؤذنه في الدنيا والآخرة.. في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : " يقول الله تعالى : (( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) .
فكيف بمن عادى الأنبياء ؟ يقول الله جل الله : : (( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (التوبة : 61) .
وقال الله سبحانه: (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً )) (الأحزاب : 57) .
ويقول الله جل جلاله: (( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ )) (الحجر : 94 و 95).
يقول ابن تيمية رحمه الله : " إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه ، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمُكِّن الناس أن يقيموا عليه الحد ، ونظير هذا ما حَدَّثَنَا به أعدادٌ من المسلمين العُدُول ، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْارِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لمَّا حاصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحاصِرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة ، ويكون فيهم ملحمة عظيمة ، قالوا : حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه " انتهى.
يا رجال الأعمال..ويا تجارنا الكرام ..أبو بكر نصر الإسلام في وقت الردة..والإمام أحمد نصر الإسلام في وقت المحنة..وأنتم جاء دوركم.. وحان وقتكم..في نصرة نبيكم صلى الله عليه وسلم ..لابد أن تكون لكم مواقف حازمة ،ومآثر رائعة غيرة لنبيكم صلى الله عليه وسلم ،
يا رجال الأعمال..أوقفوا كل التعاملات التجارية مع الدنمارك، حتى يتم الاعتذار علنياً ورسمياً من تلك الصحيفة، وتذكروا أن المال زائل ، لكن المآثر باقية مشكورة في الدنيا والآخرة، وأعظمها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والانتصار له ، ولكم أسوة في الصحابي الجليل عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول ، في موقفه الحازم من أبيه ، عندما آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكيف أنه أجبر أباه على الاعتذار من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلا منعه من دخول المدينة ، في الحادثة التي سجلها القرآن الكريم : ( يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) (المنافقون : 8) .
وثبت أنَّ المنافق عبد الله بن أُبيِّ بن سلول تكلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام قبيح ، حيث قال : " والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ..فعلم ولده عبد الله بذلك فقال لوالده: والله لا تفلت حتى تقر أنك أنت الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز!!
الله أكبر ..هكذا يغضب الرجال لرسول الله !! وهكذا ينتصر الأبطال لنبي الله !!
لم يأذن لوالده بدخول المدينة حتى يقر بأنه هو الذليل ورسول الله هو العزيز وقد فعل ..
لم يجامل والده !!
لم يداهن من أجل قرابته !!!
لم يتنازل عن الدفاع عن رسول الله من أجل مصالحه، فهو والده ومن يصرف عليه !!
إنه الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب ..يصنع الأعاجيب .
فهل يستجيب رجال الأعمال ..لهذا الواجب في الغيرة لنبيهم صلى الله عليه وسلم ؟
وهل يكفُّون عن التعامل التجاري مع الدنمارك حتى يتم تقديم الاعتذار الرسمي ، واشتراط عدم تكرار هذه الجريمة .
وأنتم أيها المسلمون ..أتعجزون عن مقاطعة منتجاتهم ..غيرة لنبيكم صلى الله عليه وسلم ؟! حتى يعلم أولئك الأوغاد أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنصاراً؛ لا يرضون أن يدنس جنابه ..أو أن يمس بسوء عرضه..ودون ذلك حزُّ الرؤوس
فإن أبي ، ووالدتي ، وعرضي لعرض محمد منكم وقـاء
فيا أمة الإسلام .. من ينتصر لرسول الله ؟!! من ينتصر لرسول الله؟!! من ينتصر لمحمد صلى الله عليه وسلم الذي ضحى بكل ما يملك من أجل أن يصلنا هذا الدين ؟!!فكم أوذي من أجلنا ؟ كم بُصق على وجهه الشريف من أجلنا ؟!! كم طرد من أرضه من أجلنا ؟!! أنعجز بعد هذا الجهد ..وذاك النصب ..أن نقاطع منتجات الدنمرك ؟!! أو نكتب إلى سفارتهم خطابا نعبر فيه عن غضبنا عما حصل من تلك الصحيفة !!
نعم أيها المسلمون ..آن لنا واللهِ أن نقفَ وقفةً جادةً ..ونفجرَ غضبَنا عليهم بالأفعالِ التي لا يمكنُ تجاهُلُها ..تعالوا لنطعنَهم في شريانِهم الرئيسي، وفي سِرِّ قوتهِم ..تعالوا نطعنُهم في اقتصادِهم ..دون أن نخسرَ شيئاً..ونكونُ بذلك قد حطمنا جزءاً من كبريائهم..ولا يقلْ قائلٌ كم سيكونُ حجمُ مقاطعتي ..فإن المطلوبَ منك أن تبرأَ ذمتَك أمام اللهِ تعالى ..يقولُ النبي صلى الله عليه وسلم: )) جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم )) رواه أحمد وغيره .
وشكرا لأولئك الشباب الذين تواصوا من خلال رسائل الجوال بمقاطعة بضائع الأعداء..ولأولئك الذين جمعوا المنتجات الدنمركية لمعرفتها ومقاطعتها..ولأولئك الذين وضعوا المواقع على شبكة الإنترنت للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ..فمزيداً من التواصي على الحق والبر والتقوى .
اللهم عليك بالنصارى الحاقدين ، واليهود المفسدين ..اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، ..اكفناهم بما تشاء يا سميع الدعاء .
هـجوت مـحمداً فأجبت عنه ………. وعـند الله فـي ذاك الجزاءُ
أتـهجوه ولـست لـه بكفءٍ ………… فـشـركما لـخيركما الـفداءُ
هـجوت مـباركاً بـراً حنيفاً ………… أمـيـن الله شـيمته الـوفاءُ
فـمن يـهجو رسول الله منكم ……… ويـمدحه ويـنصره سـواءُ
حتى أنت يا (( الدانمارك )) !!
الدانمارك دولة نصرانية صليبية كبقية دول أوربا وأمريكا الشمالية تدين بعقيدة التثليث الباطلة الفاشلة ، الفاسدة الكاسدة !
ومن الطبيعي أن تظل كغيرها عدوة لكل ما يمت للإسلام بصلة وإن تسابق المسلمون إلى اقتناء منتجاتها من الأجبان والأبقار !
هذه (الدانمارك) ظلت منذ عدة أشهر تسخر عبر صحفها ووسائل إعلامها من رسولنا الكريم ، ونبينا العظيم صلى الله عليه وسلم .
لا لشيء إلا لأن بعض أبناء شعبها بدأوا يفكرون جدياً بالتخلي عن نصرانيتهم واعتناق الإسلام كغيرهم من شعوب العالم الذين أبهرتهم أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تبعها من تداعيات لا تخفى على أحد !!
فهي تريد بخبث ثني شعبها عن اختيار الدين الحقّ عبر حركة تشويه متعمد لشخص الرسول الكريم ورمز الإسلام الخالد عليه الصلاة والسلام !!
إنّ ما تقوم به الدانمارك وتؤيدها عليه النرويج وتسكت عنه بقية دول العالم النصراني يؤكد أنّ الحرب القائمة بين الإسلام والنصرانية في أفغانستان ، والشيشان ، والعراق حرب دينية عقدية وإن تبرقعت بغطاء مكافحة الأرهاب, أو تلفعت بمرط محاربة الدكتاتوريات في العالم !
وأنه لا مُسالم أو منصف بين النصارى بل كلهم ذوو عداوات تاريخية مستحكمة ضاربة الجذور !!
ويخطئ من يظن أنّ في الأوروبيين النصارى من هو نزيه أو محايد فضلاً عن أن يكون صديقاً للمسلمين أو العرب !!
فما حقيقة الأمر إلا مصالح وسياسات تتغير بتغير الزمان والظروف وتتقلب بتقلب الأحوال الاجتماعية والدولية .
لقد روجَّ الإعلام العربي يوماً ما بأنّ فرنسا إبّان حكم (ديقول) وحتى نهاية عصر (ديستان) صديقةٌ حميمةٌ للعرب؛ فإذا بفرنسا ترفع راية التمييز العنصري ضد المسلمين وتطرد من أراضيها المغتربين العرب الذين بنوا بسواعدهم كثيراً من مرافق باريس الحيوية, حتى حرَّمت على بناتهم الحجاب الإسلامي, وطردت المحجبات من مدارسها وجامعاتها !!
إذاً فالملة النصرانية, والحكومات الصليبية, كلّها عدوانية التوجه, خبيثة النوايا تجاه كلّ ما هو إسلامي مهما أظهروا من حميمية في العلاقات أو لباقة في السياسات تجاه أمتنا المسلمة .
وعلى الجميع أن يدركوا أنّ زمن الوفاق بين العالم الإسلامي والعالم النصراني قد ولّى إلى غير رجعة, وأنّ شهور العسل قد انقضت منذ كشر الغرب عن أنيابه, وأعلن أنّ عدوه الرئيس هو الإسلام بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهياره !
ومنذ صرَّح (( بوش)) بأنها حرب صليبية جديدة وأن (الربّ !!) قد أمره بغزو الطلبة في أفغانستان, واحتلال العراق واستباحة شعبه!
أنّها حرب مفروضة علينا شئنا أم أبينا ما دمنا مسلمين ((وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ )) (البقرة : 217) .
وعداوة ضرورية لا بد منها ما دمنا موحّدين ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )) (البقرة : 120) .
أفهمتم الآن لم سخرت الدانمارك من نبينا العظيم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ؟!
د . رياض بن محمد المسيميري
عرض نبينا ينتهك ؟!!.
حملت إلينا الأنباء خبرا سيئا..؟!!.
خبرا في صورة ..
عرض نبينا، وسيدنا، وقدوتنا، وإمامنا، وحبيبنا فيها: ينتقص، وينتهك ؟؟!!.
صحف دنماركية تعبث بمقامه..!! ومقامه مقام الخلة؛ فهو أحب الخلق إلى الله تعالى ..فيا ويلهم من الله تعالى، حيث قال:
– (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب).
وأكبر الأولياء وسيدهم: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم..فالله تعالى قد آذنهم بالحرب: –
{اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
المسلمون نوَّم ..؟!!.
لو مال تلف، أو بيت تهدم، أو وطن سلب..
لسمعت صياحا ووَلْوَلَة، وإقساما: لنثأرن قاتله الله ما أكفره..!!.
فأين هم أهل الصولة والزمجرة ؟!!.
أين هم لم نسمع لهم حسا، ولم نر قلما يدفع ظالما ما أفجره ؟!.
إلا قليلا، احتسبوا، وغضبوا..
فكتبوا، واستنكروا..
وعن الأمة عذابا، كاد يحيق بها، دفعوا..
فالذب عنه فريضة، ولا يحل للأمة ترك الفريضة.
ومن موجبات العقوبة، الاجتماع على ترك الفريضة.
* * *
من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته: نصرته.
وهو واجب على جميع المسلمين: ذكورا وإناثا، علماء وولاة أمر وعوام، قولا وفعلا، كل بحسب قدرته واستطاعته، أدناها بالقلب، ثم باللسان، ثم باليد، لقوله صلى الله عليه وسلم:
– (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).
وأي منكر أعظم من العدوان على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!.
فهو فرض على الكفاية، إذا قام به بعض المسلمين سقط على الآخرين، مع وجوب إنكار القلب في حال، سواء تعين الذب والنصرة أو لم يتعين على آحاد المؤمنين، لأن الإنكار القلبي علامة الإيمان.
* * *
والدليل على وجوب نصرته، قوله تعالى:
– {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }. فعلق الفلاح بالنصرة، فمن لم ينصره فليس من المفلحين.
– { َإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ..}، فنصرة المؤمنين واجبة، والنبي أوجب.
– {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }. ونصرة النبي من نصرة الله تعالى.
– وقوله صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، فهذا في حق المؤمنين، وفي النبي أعظم.
* * *
ووقت النصرة: وجود الظلم والعدوان على مقام النبي صلى الله عليه وسلم، في ذاته، أو أخلاقه، أو دينه.
فمتى وجد هذا النوع من الظلم والعدوان: وجب على المؤمنين الذب عنه صلى الله عليه وسلم.
ولا يحل لهم أن يسكتوا أو يخضعوا ويرضوا..!!.
فإن فعلوا كذلك دل على خلل في إيمانهم، وضعف في ولائهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يرضى بالطعن في النبي صلى الله عليه وسلم إلا منافق أو كافر، أما المؤمن فيغضب ويتمعر وجهه لأدنى من ذلك، لأذى يلقاه عوام المسلمين، لما بينه وبينهم من أخوة الإيمان، فأي عدوان على رأس المؤمنين وقائدهم ومقدمهم فهو عليه أشد وأنكى ؟.
بل حاله كحال خبيب بن عدي لما أخرجه أهل مكة من الحرم ليقتلوه فقال له أبو سفيان:
" أنشدك الله يا خبيب! أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك يضرب عنقه، وأنك في أهلك"؟.
فقال خبيب: "والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة، وإني جالس في أهلي".
فقال أبوسفيان: " ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا".
* * *
وسبب وجوب نصرة النبي صلى الله عليه وسلم أمران:
– الأول: منّته على أمته.
إذ هداهم الله تعالى به، فأخرجهم من الظلمات إلى النور، ولولا فضل الله عليهم به، لكان الناس في ضلالة وعمى، ولأصابهم من عذاب الآخرة..
وإذا كان الإنسان يحفظ جميلا صنعه إنسان إليه: بتفرج كربة، أو وقاية من فتنة، أو محنة، أو منع مصيبة. يبقى عمره لا ينسى جميله.. يترصد، ويترقب متى يقدر على المكافأة والمجازاة بالمثل، وهذا كله في أمور الدنيا، بل في بعضها، وجزء منها، فكيف بمن كان له الجميل على الناس في:
– فتح أبواب السعادة لهم في الدنيا والآخرة.
– وتفريج كرباتهم وهمومهم بالإيمان.
– وبيان مواطن الرحمة والخير والقرب من الله تعالى،.
– وإزالة ما بينهم من العداوة والشحناء والتباغض، وزرع الألفة بين قلوبهم، وعطف بعضهم على بعض.
– وإرشادهم إلى أحسن الدساتير والقوانين التي بها يسيرون شئونهم الدنيوية.
– وإقرار العدل، ونفي الظلم ومنع أسبابه.
– وزادهم أن كان سببا في نيلهم عظيم الثواب وجزيل الأجر في الآخرة، فما مؤمن يدخل الجنة، لينعم فيها النعيم الذي لا ينتهي، إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم منة عليه في ذلك.
فهل أحد من البشر أعظم منه منّة على العالمين؟!!.
ولذا قال تعالى ممتنا على عباده بهذا النبي:
– { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }.
– وقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: (ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي؟، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟، قال: بلى، الله ورسوله أمن).
– الثاني: أن الطعن في صاحب الشريعة طعن في الشريعة ذاتها:
والذب عن الشريعة واجب على كل مسلم بما يستطيع.
فهذا الذي يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن ليطعن فيه لولا الشريعة التي حملها وبلغها من عند الله تعالى، فلو كان شخصا كسائر الناس لم يتوجه إليه بالطعن، فما طعن فيه إلا كاره وباغض لهذا الدين، فنصرته إذن من نصرة الله تعالى ونصرة دينه، ليس نصرة لذاته، قال تعالى:
– {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ * أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }.
* * *
الحاجة إلى نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت:
الحاجة متجددة، لتجدد الطعونات، فانتقاص النبي صلى الله عليه وسلم أمر قديم قدم الإسلام، اضطلع به فريقان هما: الكافرون، والمنافقون.
اتفقا على العداوة والطعن؛ لأن دعوة الإسلام تقضي على أحلامهم وطموحهم في العلو في الأرض بغير الحق، والإفساد واتباع الهوى وعبادة الذات والمصالح الشخصية، فالإسلام يريد أن تكون الكلمة العليا في الأرض لله تعالى، والناس سواسية، لا يفضلون إلا بالتقوى، مهما تباينت أجناسهم وألوانهم ومراتبهم، والكل يجب أن يخضع لحكم الله تعالى، لا فرق بين شريف أو وضيع.
وهذه الأمور لا تعجب ذلك الفريقين، فلذا يعادون الإسلام، والرسول الذي جاء به وبلغه.
فأما الكافرون فعداوتهم ظاهرة، وعداوة المنافقين مبطنة، تظهر في مواقف: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}.
الكافرون قالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: شاعر، مجنون، كاهن، ساحر، يعلمه بشر، قال تعالى:
– {فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}.
– { كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ }.
– { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ }.أما المنافقون فقالوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبح القول، كقول مقدمهم عبد الله بن أبي بن سلول، كما جاء في القرآن الكريم، سورة المنافقون:
– {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ }.
هذان الصنفان موجودان في كل زمان، وأهدافهم هي الأهداف نفسها، ودوافعهم هي الدوافع نفسها، فكلما شعروا بخطر الإسلام على طموحاتهم في العلو والفساد أظهروا الطعن والسب والشتم بالشريعة وصاحبها.
فالعدو الكافر المحارب اليوم يمثله الصهاينة أو الأصولية الإنجيلية، التي تقود العالم إلى خططها المهلكة، فهي التي خططت لقيام دولة إسرائيل في فلسطين، بزعم أن المسيح عيسى عليه السلام لن يعود إلا بعد اجتماع اليهود في فلسطين، وقيام دولة إسرائيل، وبناء هيكل سليمان، ولذا هم ماضون في هذه المهمة، وهم الذين يريدون حكم العالم، تحت دعوى العولمة، وحرب الإرهاب والخارجين عن القانون الدولي..!.
وليس ثمة أحد يقف في طريقهم في تنفيذ كل ذلك الخطط الإجرامية، إلا حملة الإسلام وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هنا سبب حنقهم وطعنهم في هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه، بقصد تشويه صورة الإسلام؛ لإضعافه والتنفير منه، فهم يرددون اليوم ما قاله أجدادهم المستشرقون من قبل من أنه:
– سفاك للدماء، إرهابي، لم ينتشر دينه إلا بالقتل والسيف.. شهواني، همه النساء..لا يعترف بالآخر..
وغير ذلك، وغير مستغرب أن يقولوا ذلك وأكثر من ذلك، فقد كفروا وباعوا أنفسهم للشيطان.
* * *
وفي هذا الحال واجب على الأمة أن يهبوا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ودينه، كل بحسب قدرته واستطاعته، ووسائل النصرة تكون من طريقين:
– الأول: بعرض سيرته صلى الله عليه وسلم.
– الثاني: بدفع الشبهات والطعونات حوله.
الأول: عرض سيرته صلى الله عليه وسلم.
وذلك من خلال كل الوسائل المتاحة، بالمقالة، والمطوية، والنشرة، والكتاب الصغير، والكبير، والبرامج المرئية والمسموعة، ومن خلال المدارس، والمساجد، والبيوت، والمحافل.
وعلى وسائل الإعلام الإسلامية: أن تعنى بهذه القضية، فتعطيها قدرا يتلاءم مع كونها إسلامية، ولا يليق بها أن تهمل حقوق النبي صلى الله عليه وسلم، ونصرته في وقت ينتقص فيه من مقامه..!!.
وأضعف الإيمان أن تخصص له صلى الله عليه وسلم من البرامج وقتا كسائر البرامج الأخرى، حتى يقف الصغير والكبير على تفاصيل سيرته وسنته صلى الله عليه وسلم، فهذا الرجل أعظم رجل في التاريخ، وهو منا، ونحن منه، وقد فزنا به، وشرفنا بالنسبة إليه، فلا يليق بنا أن نجهل تاريخه وسيرته، فلا نعرف منها إلا القليل، ثم يجب التركيز حين عرض سيرته على الجانب الأهم، وهو حقيقة دعوته:
1- أنها جاءت رحمة للبشرية: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
2- أنها جاءت للسلام والأمن: { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}.
3- أنها جاءت لإسعاد البشرية، لا لشقائها، كما يروج لذلك الكافرون والمنافقون: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
4- جاءت لإخراج الناس من ظلمات البغي والظلم إلى نور العدل والإحسان: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }، وكما قال ربعي ابن عامر لرستم قائد الفرس، لما سأله عن سبب مجيئهم: "إن الله ابتعثنا لإخراج العباد، من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".
فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الإسلام لتحصيل كل خير، ولمنع كل شر.
ويدل على صدق هذا: دخول الناس في الإسلام أفواجا، وكثير منهم بدون قتال، بل بالدعوة وحدها، فلولا صدق تلك المبادئ لم ينتشر الإسلام، ولم يدخل الناس فيه أفواجا، بل لو صح ادعاء أعداء الإسلام لما بقي للإسلام قائمة، ولرفضه حتى أهله، لكن الأمر عكس ذلك، فكل يوم يدخل الناس في هذا الدين عن رضى.
* * *
الثاني: دفع الشبهات والطعونات حول النبي صلى الله عليه سلم.
كافة ما يثار حوله صلى الله عليه وسلم هي قديمة، وكل السباب والشتائم والطعونات قد أجيب عنها إجابات شافية، لما طرحها المستشرقون.
والمطلوب إعادة صياغتها بأساليب ملائمة ميسرة، لحفظ عوام المسلمين من الانجراف خلف تلك الشبهات.
ثم إن مما ينبغي التنبه له في هذا المقام:
أن بعض ما يطرحه هؤلاء الطاعنون قاصدين تشويه صورة الإسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم، هي في عرف وحكم الشريعة: حق، وصدق، وعدل.؟.
كقولهم عن الإسلام:
– أنه دين لا يصحح الأديان الأخرى، ويتعالى عليها، فلا يعترف بالمساواة بينها وبين الإسلام.
وهذا عندهم من الطعونات، وهو عند المسلمين من الحقائق، ومما دله عليه كلام ربهم سبحانه وتعالى:
– {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }.
– {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }.
– {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }.
– وقال صلى الله عليه وسلم: ( الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ).
نعم من أصول الإسلام، أنه يعلو ولا يعلى عليه.. فهو الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، ولم يرتض لهم غيره..
وهو الذي يقبله ولا يقبل غيره، حتى لو كانت اليهودية والنصرانية،..
فهو شامل خاتم باق إلى قيام الساعة..
فلو كان ثمة شريعة من الشرائع السابقة صحيحة باقية دون تحريف إلى اليوم لكان الإسلام أحسن منها، وعلى أتباعها تركها واتباع الإسلام، لأنه الناسخ لجميع الشرائع السابقة..
فكيف الحال إذا كانت محرفة مبدلة، قد تبرأ الله منها، وحكم بضلال أتباعها؟.
فالإسلام هو الدين الصحيح، ولا دين صحيح غيره، فاليهودية محرفة والنصرانية كذلك، دع عنك ما سواهما، والإسلام خاتم لجميع ما سبق، للناس كافة، فلا دين غيره يقبل الله به.
وعلى المسلمين أن يعلموا هذا ويتمسكوا به، وليس لهم خيار غيره، إن أرادوا البقاء مسلمين.
فإذا جاءهم من يجعل هذا الخاصية للإسلام طعنا وذما، فهذا دينه هو..!!.
وليس لنا أن ندفع تهمة، بإلغاء أصل من أصول الإسلام، كما يفعل البعض، حينما يزعم أن النصرانية واليهودية والإسلام في مرتبة سواء، لا فرق بينها، يريد أن يذب عن الإسلام، فهذا من أبطل الباطل، فالدفاع عن الحق لا يكون بإحقاق الباطل، بل بإبطاله، ودفاعنا عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يكون بتقرير الدين كما جاء به، دون تحريف، لا بتحريف ما جاء به، فذلك ليس دفاعا، بل خدمة تقدم للطاعنين فيه، وليس شيء أفرح لقلوبهم: من أن يقر لهم المسلمون بصحة دينهم الباطل بخبر الله تعالى.
منقول من عالم حواء