قال تعالى :
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون،
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن"
خطاب رباني من الله عز وجل لفئة من الناس وليست أي فئة ,
إنها فئة المؤمنين به والمقربين منه
فلم يقل يا أيها الناس ولا يا أيها المسلمون
بل اختص النداء بالمؤمنين ليبين إذا كان هَذا الخطاب
لمن آمن واتقى وتيقن ووصل إلى منزلة عالية
من الحب لله ولدينه ولرسوله ,
فما بالنا بمن هم دونه من الإيمان .
أمرنا الله عز وجل بغض البصر لأنه مفتاح
لكل الشرور والآثام والمعاصي
فجميعنا يعرف مدى تأثير العين والنظرة في القلوب والنفوس
ولذَلَك امرنا الله نساء ورجالا بغض البصر
وأتبع النداء سبحانه وتعالى بعد غض البصر
إلى حفظ الفروج لأن العين تمهد للشهوات
والشهوات مسارها الطبيعي الفرج كي تفرغ شحنتها
من خلاله سواء كان حلالا أم حراما
فغض البصر أول درجات التحصين والحفاظ على الإيمان
فالنظرة سهم من سهام إبليس
والنظرة الأولى لك أما الثانية فعليك
(وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ)
أَيْ عَفِيفَات لَا يَنْظُرْنَ إِلَى غَيْر أَزْوَاجِهِنَّ كَما قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا
فالعفة هنا تكون في الجنة من الحور العين
هدية من الله سبحانه وتعالى إلى عباده المؤمنين
ومعنى أن الله خص الحور العين بتلك الصفة
فهذا دليل على تميزهن وعفتهن فكانوا نعم الجائزة
ولا تقتصر العفة على الحور العين في الدار الآخرة فقط
بل في الدنيا أيضا تتضح معاني العفة والطهر
عندما تغض الزوجة طرفها على زوجها فقط
فلا تتطلع إلى رجل غيره ولا تنظر إلى سواه
فالخيانة ليست بالجسد فقط إنما هي بالتفكير والنظر والتمني
سواء كان النظر إلى رجل في الحياة أو على الشاشة
في المسلسلات والأفلام أو على الشات والنت
ومن لم تتزوج تعف نفسها ونظرها عن الحرام والنظر إلى الرجال
لأنها تطيع الأمر الرباني لتؤجر عليه بالجنة إن شاء الله
ونحن كمسلمين عفتنا نابعة من ديننا ومهما ظهرت المغريات
وغاص فيها المجتمع الإسلامي ,
فالمجتمع بداخله صراع بين الحق والباطل وبين الحلال والحرام
فيرجع إلى الله عز وجل و إلى الطريق المستقيم
عندما يتيقظ ضميره الإيماني
وخوفه من الله وعذابه وناره فيرجع ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى .
قديما اخترع الإيطاليون ما يسمى بحزام العفة
وكان الغرض منه منع الخيانة الزوجية أو منع اغتصاب الفتيات
طوق له قفل يلتف حول خصر المرأة فيغلق الفرج
باستثناء فتحات ضيقة لقضاء الحاجة,
ويحتفظ الزوج بمفتاحه معه !!
و يذكر أن الملكة الآشورية سميراميس 900 ق/م
هي أول من اخترع حزام العفة لمنع انتشار الفاحشة في بلادها
إخترعوه لأنهم بلا دين يحكمهم , وبلا أوامر ربانية تحفظهم ,
وبلا يقين أن ما نهي الله عنه حماية وصيانة للبشر ماديا ومعنويا ودينيا .
فجميعنا يعلم مخاطر إنتشار الفحشاء على صحة الإنسان وعلى المجتمع ككل
وحديثا نجد تحديث لهذا الحزام رغم ارتفاع الأصوات المنادية لتحرر المرأة
والمجتمعات العربية والإسلامية من جهات غربية وأجنبية
نجد في تلك البلدان دعوة إلى العفة لفتياتها
ولكن بطريق مخالف عن طريق الشريعة الإسلامية .
فمنذ شهور قليلة، شنت منظمة العناية بالمرأة الأمريكية،
وهي أكبر منظمة أمريكية متصلة بالإدارة ورجال الحكم
حملة جديدة وقوية للقضاء على ظاهرة حمل الفتيات الأمريكيات قبل الزواج،
والدعوة للقضاء على الحمل والممارسة الجنسية قبل الزواج .
والتوعية بأهمية الحفاظ على العذرية .
قبل شهور مضت نشرت صحيفـة "الأهـرام" المصرية حادثة بطلها زوج أرجنتيني
– ليس عربيًّا ولا مسلمًا –
فرض على زوجته حزام العفة لحمايتها من أي اعتداء جنسي
قد تتعرض له خلال عملها في البيوت كخادمة.
وبعدما تقدمت الزوجة بشكوى ضد زوجها في المحكمة،
تبين أن الزوج الذي يعمل سائق سيارة لم
يكتف فقط بإلزامها بحزام العفة خارج المنزل،
بل اعتاد على تطويق فخذيها وخصرها بسلاسل غليظة ،
يغلقها بقفل يحتفظ بمفتاحه قبل أن يغادر المنزل؛
الأمر الذي كان يمنعها حتى من الذهاب إلى المرحاض !!!
ويعود تاريخ فكرة "حزام العفة" الذي استخدمه
هذا الزوج إلى النبلاء الأوروبيين الذين استخدموه
في العصور الوسطى،
للتأكد من عفاف زوجاتهم في غيابهم،
وقد أعلنت مؤخرا إحدى الشركات التجارية في سنغافورة
عن تسويق نماذج من أحزمة العفة صناعة أمريكية بسعر 800 دولار.
وصرحت مديرة الشركة أن المستهلك المستهدف
هو الزوج الذي يشك في إخلاص زوجته له،
أو أولياء أمور المراهقات؛
معلنة عن نجاح المنتج بعد الإقبال الكبير عليه الذي تخطى
حدود الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا،
ووصل إلى العديد من بلدان آسيا والشرق الأوسط .
في عصر الثورة التكنولوجية
تطور حزام العفة هو أيضًا !!!
لتظهر عدة أفكار لأجهزة إلكترونية حديثة صغيرة الحجم
وسهلة الاستخدام ،
يتم توظيفها للكشف عن الخيانة الزوجية والتأكد من النقاء الجنسي .
طور شرطي صيني الجنسية فكرة حزام العفة،
حيث اخترع سروالا إلكترونيا لا يمكن فتحه وإغلاقه
إلا بكلمة سر مشفرة بذبذبات إلكترونية خاصة .
واقترح شخص كردي تصنيع أداة كهربائية
يتم تركيبها على أحشاء الزوجة،
تقوم بإطلاق شرارة نارية صاعقة على أي جسم غريب
يحاول الاقتراب من هذه المنطقة .
وبذلك لا يكون الهدف من الجهاز
الكشف عن الخيانة الزوجية فقط ،
بل ومعاقبة كل من يشارك الزوجة العلاقة الآثمة !!.
وبالرغم من كل هذا ومن الثورة الجديدة للحفاظ على العفة
يواجه المجتمع العربي والإسلامي الكثير من التحديات ,
لا يخرج منها سالما إلا من اعتصم بحبل الله المتين
نجد التقليد الأعمى لكل ما هو فاسد وضال مضل من الثقافات الأجنبية
ونرى الدعوة الصريحة بالفسق والفجور .
اليوم وفي ظل القنوات الفضائية المفتوحة والتي تبرز الفواحش
وفي ظل الإنترنت الذي جعل العالم بأسره قرية صغيرة بكبسة زر .
وفي وجود الشات العربي والغربي
أصبحت الخطورة واضحة وأصبح الحياء معنى لا وجود له
ومن يتمسك به يتهم بالرجعية والتخلف والانطواء .
اليوم ونحن نرى في الشارع العربي كيف تحولت القيم وتبدلت ,
حيث نرى الفتاة تسير بملابس ما أنزل الله بها من سلطان ,
وللأسف نرى بجوارها والدها أو أخيها أو حتى زوجها
وهو فرح بها وبنظرات الإعجاب التي تمزق جسدها .
الآن وقد ضاع الحجاب بمعناه الحقيقي الذي أنزله الله في كتابه العزيز ,
فالفتاة ترتدي الجينز والباديهات التي تكشف السوءات
وتبرز الأجساد لا تسترها !!
ونرى وقد اختزل الحجاب للأسف في قطعة قماش بالية
تظهر مفاتن الشعر من تحتها ,
حتى بعض من ترتدي النقاب الآن للأسف
نجدها تبرز جمال عيونها وترتديه على عباءة ضيقة وبدون خمار .
وأصبح هناك سلوك غير شرعي في ارتداء الحجاب
يدعو إلى إظهار المفاتن و إلى العري لا للستر .
في ظل كل هذه التحديات والمغريات
أصبح المتمسك بدينه وعفته وحيائه كالقابض على الجمر
فأين نحن ماضون يا فتيات جيل الفضائيات والنت والشات ؟
هل سيأتي اليوم الذي يضطر فيه الأب أو الزوج
إلى استخدام حزام العفة معكن ؟
أم ستعود الفتاة المسلمة إلى ربها ودينها
وتتمسك بقيمها و حيائها وعفتها التي تؤجر عليها من رب العالمين ؟
فمهما اخترعوا من أحزمة العفة
لن يمنعوا الفتيات من الخيانة الفكرية أو النظرية
لأنهم لم يعالجوا سبب المشكلة ولن يرجعوا إلى أوامر ربهم
اما نحن المسلمين فلا نحتاج الى تلك النوعيات من الأحزمة
لإلزامنا بالعفة لأن مرجعنا هو الله ورسوله ورضاهما
فكم من فتيات عفيفات رغم تعرضهن لحوادث اغتصاب
ورغم فقدهن لعذريتهن بسبب حوادث عنيفة أو ضرب مؤذي
ولكنهن لم ينخرطن في طريق الرزيلة لأن العفة لا تنحصر في غشاء
فهي دين مستقر في القلوب ورضا بقضاء الله في النفوس
وخوف من العزيز الجبار في العقول
فعلينا بالتمسك بديننا وتعاليمه وغض البصر
وحفظ النفوس الضعيفة قبل ان تنجرف الى المعصية
ومن ثم الكبيرة