إخوتي أخواتي بالله …
كلنا نعرف المعنى العام لكلمة إشراك بالله …
لكننا لا نعرف معناها التفصيلي الحقيقي …
سأعطيكم أمثلة عن ذلك …
إذا كنتم تحبون أزواجكم وزوجاتكم حباً شديداً فأنتم تشركون بالله لأنكم تحبون شيئاً فانياً وليس بخالد …
إذا كنتم تحبون أولادكم وبناتكم حباً شديييداً فأنتم تشركون بالله لنفس السبب السابق …
إذا كنتم تحبون أهلكم و إخوتكم و أقاربكم حباً شديداً فأنتم تشركون بالله …
إذا كنتم تحبون جمع الأموال حباً شديداً فأنتم تشركون بالله …
إذا كنتم تحبون عملكم وشغلكم حباً شديداً فأنتم تشركون بالله …
إذا كنتم تحبون بيوتكم ومساكنكم حباً شديداً فأنتم تشركون بالله …
ولديّ أدلة على ذلك … من قصص الصحابة …. ومن القرآن الكريم …
فكان لدى سعد بن معاذ رضي الله عنه مالاً وافراً جمعه من عملٍ له في خلافة أبي بكرٍ رضي الله عنه فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وطلب من الخليفة أبي بكر أن يأخذ من معاذ نصف ماله خشية أن يكون قد جمعه من طريق مشبوه فرفض أبو بكر فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن ذهب إلى سعد وطلب منه أن يعطي نصف ماله لبيت مال المسلمين فرفض معاذ بشدة قائلاً بأن ماله هذا قد جمعه بالحلال ولا يدخله قرش حرام فتركه عمر وذهب … وطبعاً موقف معاذ بن جبل رضي الله عنه ليس به شيء خاطئ شرعاً بنظرنا كما أن مال معاذ حلال 100 % لأنه كان أعلم الصحابة بالحلال والحرام إذاً فما سبب عدم تخليه عن المال ؟
السبب هو أن النفس البشرية من الصعب عليها أن تضحي بشيء جمعته بصعوبة …
تابعوا بقية القصة …
في اليوم التالي ذهب معاذ لعند عمر رضي الله عنهما فاحتضنه وأصبح يبكي ..
أتعرفون لماذا ؟ لقد رأى معاذ حلماً بأنه يغرق في بركة ماء وأن عمراً رضي الله عنه ينقذه فعرف بأن عليه أن يتصدق بنصف ماله لبيت مال المسلمين فأخذ بيد عمر وذهبا إلى الخليفة أبي بكر وقصّا عليه القصة و طلب معاذ من الخليفة أن يأخذ منه هذا المال لكنّ أبا بكر رفض بشدة قائلاً بأنه متأكد بأن مال معاذ بن جبل حلال ولا تشوبه شائبة …
أتعرفون ما هي الحكمة من هذه القصة ..؟ الحكمة هي : عندما كان معاذ متعلقاً بماله أراد الله تعالى أن يخرج هذا التعلق من قلب معاذ لأن التعلق بأمر من أمور الدنيا هو شيء خاطئ تماماً ولا يرضي الله و عندما زال تعلق معاذ بالمال وخرج حبه له من قلبه أعاد الله إليه ماله فما كان لله تلفه فعلى الله عوضه …
أرأيتم كيف أن حب الأمور الدنيوية وإن كانت حلالاً فهو إشراك باالله …
وإليكم الآية الكريمة التالية من سورة التوبة التي توضح هذه الفكرة :
" قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشةن كسادها أحبَّ إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربّصوا حتى يأيكم الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين " صدق الله العظيم
فاحذروا يا أخواتي من الفسق والإشراك بالله …
ولا تظنوا أن الإشراك بالله مقتصر على عبادة الأصنام للتقرب من الله … بل للإشراك صور كثيرة وخفيّة فاحذروا من الشرك الخفي …
وخير وسيلة للحذر منه هو الابتعاد عن حب الأمور الدنيوية … أنا لاأقول عدم الاقتراب منها وعدم السعي لها بل أقول عدم حبّها … كما يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني :
" أن تكون الدنيا في يدك نعم ، أن تكون في جيبك نعم ، لكن أن تكون في قلبك لا لا لا "
بارك الله فيك
اختي الحبيبة الغالية حمامة الجنة…موضوع طيب ورائع
الحمد لله على عودتك لنا …مكانك خالي جدا …واختك شمس اشتاقت لك جدا
نسأل الله ان يجعل حبه احب الينا من انفسنا واموالنا واولادنا ومن الماء البارد على الظمأ…
شمولة : آمين … أسعدني مرورك الكريم ..
اللهم اجعل قلوبنا دائما مشغولة ومتعلقه به سبحانه وتعالى ..واللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ..
اللهم آآآآآآآآآمـــــــــــين ..
موضوع هادف