تعدد زواجات النبى لم يكن شهوة ولكنها نخوة ❥ نفحة عبير من حياة خير البرية ❥
الحلقة الرابعة
سنتحدث اليوم عن زوجتين من زوجات النبى وكلاهما تسمى زينب
هما
أم المؤمنين زينب بنت جحش
أم المؤمنين زينب بنت خزيمة
رضى الله عنهما
ونبدء مع :
الزوجة السابعة :زينب بنت جحش
التى أثير حول زواجها من رسول الله الكثير من المغالطات
والتى هى فى الاساس أبنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
والتى زوجها رسول الله لأبنه بالتبنى الصحابى الجليل زيد ين حارثة
والذى كان أبن لرسول الله بالتبنى
ولأن هذه العادة كانت قد تأصلت فى مجتمع الجاهلية اختارت السماء بيت النبوة
بل نبى الرسالة الخاتمة نفسه صلى الله عليه وسلم ليتم على يديه وفى بيته الإعلان عن إبطال هذه العادة
والحق الذى نود أن يعلمه المبطلون الحاقدون على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم
فقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإصابة
تتلخص قصة زيد بن حارثة فقال:
زارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها وزيد معها فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية على أبيات بني معن
فاحتملوا زيداً وهو غلام فأتوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع
فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له
فحج ناس من كلب فرأوا زيداً فعرفهم وعرفوه
فقال: أبلغوا أهلى فانطلقوا فأعلموا أباه ووصفوا له موضعاً
فخرج حارثة وكعب أخوه بفدائه فقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقيل: هو في المسجد فدخلا عليه
فقالا: يا ابن عبد المطلب يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله تفكون العاني
وتطعمون الأسير جئناك في ولدنا عبدك
فامنن علينا وأحسن في فدائه فإنا سندفع لك
قال: وما ذاك؟
قالوا: زيد بن حارثة
فقال: أو غير ذلك؟ ادعوه فخيروه فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء
وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء
قالوا: زدتنا على النصف فدعاه
فقال: هل تعرف هؤلاء؟
قال: نعم هذا أبي وهذا عمي
قال: فأنا من قد علمت وقد رأيت صحبتي لك فختارني أو اخترهما
فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً أنت مني بمكان الأب والعم
فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك
قال: نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي أختار عليه أحداً
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال:
(اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه)
فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما
وانصرفا فدعي زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام
وبات يسمى زيد بن محمد وكان حب رسول الله
وبعد فترة زوج رسول الله زيد من زينب ابنة عمته
ولكن حياته معها لم تكن على الوفاق أو التواد المرغوب فيه ذلك أن زينب بنت جحش
لم تنس أبدًا وهى الحسيبة الشريفة والجميلة أيضًا أنها أصبحت زوجًا لرجل كان رقيقًا
عند بعض أهلها وأنه عند الزواج بها كان مولى للرسول صلى الله عليه وسلم
أعتقه بعد ما اشتراه ممن أسره من قريش وباعه بمكة
وانعكس الحال على زيد بن حارثة فانطفأ فى نفسه توهج السعادة هو الآخر
وبات مهيأ النفس لفراقها بل لقد ذهب زيد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
يشكو زينب إليه كما جاء فى البخارى من حديث أنس قال:
جاء زيد يشكو إلى الرسول فجعل صلى الله عليه وسلم يقول له
أمسك عليك زوجك
قال تعالى :
(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)
الاحزاب :37
ونتبين معنى هذه الآية الكريمة
«إذ تقول » أي و اذكر يا محمد حين تقول« للذي أنعم الله عليه » بالهداية إلى الإيمان
« و أنعمت عليه » بالعتق و قيل أنعم الله عليه بمحبة رسوله و أنعم الرسول عليه بالتبني
« و اتق الله » في مفارقتها و مضارتها
« و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق أن تخشيه »
و الذي أخفاه في نفسه هو أنه أن طلقها زيد تزوجها و خشي لائمة الناس أن يقولوا أمره بطلاقها ثم تزوجها
و قيل أن الذي أخفاه في نفسه عليه الصلاة والسلام هو أن الله سبحانه أعلمه أنها ستكون من أزواجه و أن زيدا سيطلقها فلما جاء زيد
و قال له أريد أن أطلق زينب قال له أمسك عليك زوجك فقال سبحانه لم قلت أمسك عليك زوجك و قد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك روي ذلك عن علي بن الحسين (عليهماالسلام)
و هذا التأويل مطابق لتلاوة الآية و ذلك أنه سبحانه أعلم أنه يبدي ما أخفاه
و لم يظهر غير التزويج قال« زوجناكها » فلو كان الذي أضمره محبتها أو إرادة طلاقها لأظهر الله تعالى
ذلك مع وعده بأنه يبديه فدل ذلك على أنه إنما عوتب على قوله « أمسك عليك زوجك »
مع علمه بأنها ستكون زوجته و كتمانه ما أعلمه الله به حيث استحيا أن يقول لزيد أن التي تحتك ستكون امرأتي
وتم طلاق زيد وزينب رضى الله عنهما
والآيات الكريمة التالية تتحدث عن زواج النبي صلى الله عليه وسلم
من زينب بعد أن طلقها زيد بن حارثة الذي كان قد تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قبل تحريم التبني
ليزيل ما قد يقع في قلوب بعض الناس من إنكار زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زوجة ابنه بالتبني سابقا
فذكر عز وجل أن التبني باطل وأنه لا تنبني عليه أحكام أبوة النسب الحقيقي فقال عز وجل :
قال تعالى :
(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ,
مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ,
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ,
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )
الأحزاب :37- 40
وهكذا يتضح أن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش كان لحكمة تحريم التبنى
ولم يكن لشهوة و ما كان زيد بن حارثة رضى الله عنه أبنا رسول الله صلى الله
الزوجة الثامنة : زينب بنت خزيمة
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو الهلالية العامرية ذات النسب الأصيل والمنزلة العظيمة
فأمها هي هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة الحميرية
وأخواتها لأبيها وأمها أم الفضل أم بني العباس بن عبد المطلب ولبابة أم خالد بن الوليد
وأختها لأمها : ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين
وأقرب الأقوال في زواجها أنها كانت تحت عبد الله بن جحش رضي الله عنه
وهو شهيد قرشي من المهاجرين الأولين هو أختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليكون أميرا على أول سريه وقال عنه النبى للصحابه:
(لأيبعثن عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش)
لم يأخذ زينب الخيلاء لأن زوجها أصبح قائدا للجيوش
ولكنها كانت فى شدة التواضع
فى العام الثالث من الهجره وفى موقعة أحد وكان قد دعى دعى ربه قائلا :
(اللهم أرزقنى رجلا شديدا أقاتله فيك حتى يأخذنى فيجدع أنفى وأذنى
فإذا لقيتك قلت هذا فيك وفى رسولك فتقول لى يارب صدقت)
وقتل فى أحد شهيدا
زواجها من النبى صلى الله عليه وسلم :
تزوجها بعد حفصة بوقت قصير حيث كانت أرملة الشهيد القرشي من المهاجرين الأولين
فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين وعلم النبي أن زينب تعانى من ألم الفراق وتبكى زوجها ليلا ونهارا
وهى فى حزن دائم فطلب رسول الله أن يتزوجها أكرما لذكرى زوجها واكراما لها
فوافقت ودخلت بيت النبوة وبعد مرور أشهر من الزواج مرضت مرضا شديدا
وكانت دائما تدعوا كما علمها رسول الله :
(اللهم أحينى مسكينا وأمتنى مسكينا وأحشرنى فى زمرة المساكين)
ثم لم تلبث فى بيت النبوة إلا شهرين أو ثلاثة وماتت ورواية أخرى تقول:
( فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع)
وهكذا نرى أن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها رضى الله عنها
كان نخوة وليس شهوة
صلى الله عليه وسلم
أثابكِ الله اختي الكريمة وكتب أجرك : )
شرفنى مرورك الكريم
صلى الله عليه وسلم
أثابكِ الله اختي الكريمة وكتب أجرك : )