تخطى إلى المحتوى

تعريف الأئمة .وصفاتهم ينافي عقيدة وحدة النبي وختم النبوة 2024.

تعريف الأئمة
وصفاتهم ينافي عقيدة وحدة النبي وختم النبوة
للعلامة: أبي الحسن الندوي

أما الشرط الرابع الذي كنا قد اشترطناه للنبوة الدائمة والأمة الخالدة ، هو أن تكون شخصية الرسول هي مركز الهداية ومحور العلاقة القلبية ، والتفويض العقلي للأمة ، وأن يكون النبي هو مصدر التشريع ، والمستحق لأن يطاع ويمتثل أمره ، لا يشاركه في ذلك أحد من أفراد أمته ، وقد أجاد الدكتور محمد إقبال بمناسبة انتقاده للقاديانية حين قال:
((إنا نؤمن أجزم إيمان بأن الإسلام كدين نزل من عند الله سبحانه وتعالى ، ولكن الإسلام كمجتمع أو أمة مدين للرسول صلى الله عليه وسلم ، إن المسلمين مرهفو الشعور بإزاء الحركات التي تشكل خطراً لوحدته ، ذلك لأن الوحدة الإسلامية إنما تتنعم بعقيدة ختم النبوة))(1)
والآن يحسن بنا أن نلقي نظرة على معتقدات فرقة الاثنا عشرية ومبادئها التي ننقلها ملتقطة من كتابهم((أصول الكافي))(2)
((هذه الفرقة ترى أن خليفة الرسول والخليفة والإمام أيضاً ، قد تم تعيينهم من عند الله ، وهم كالنبي e معصومون ومفترضوا الطاعة ، وإن منزلتهم تساوي منزلة رسول الله e ، وتفوق منزلة الأنبياء الآخرين ، إن حجة الله لا تقوم على خلقة بدون الإمام ، وإن هذا لا يتم ما لم يعلم به ، إن الدنيا لا تقوم من دون الإمام ، إن معرفة الأئمة شرط للإيمان ، وإن طاعة الأئمة واجبة كطاعة الرسل ، إن الأئمة لهم الخيار في تحليل الأشياء وتحريمها ، وإنهم معصومون مثل الأنبياء ، إن المؤمن بالأئمة المعصومين من أهل الجنة وإن كان ظالماً وفاسقاً وفاجراً ، إن درجة الأئمة كدرجة الرسول ، وأرفع من جميع الخلق ، ومن جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لقد كان الأئمة يتمتعون بعلم((ما كان وما يكون))تعرض على الأئمة أعمال العباد في ليلهم ونهارهم ، إن الملائكة تتردد إلى الأئمة ليل نهار ، وفي ليلة كل جمعة يكرمون بالمعراج ، وعلى الأئمة ينزل كتاب من عند الله كل عام في ليلة القدر ، الموت يكون في سلطتهم ، وإنهم يملكون الدنيا والآخرة ، فيعطون من شاؤوا ما يشاؤوا .
ولقد استنبط المحققون من غير المسلمين نفس هذا المفهوم من تصور الإمامة المذكور ، فهذا هوجيس(Patrick Hugec) يقول:((إن الشيعة إنما يخلعون على الأئمة صفات الله تعالى )) .
ومحقق آخر ايفانو(W Ivanow) يقول:((إن استمرار ضوء الإمامية في العالم بصفة دائمة ، إنما يمنح النبوة مكانة جانبية)) .
ويتحدث المحقق(فليب . ك . حتي Phillip K Hitti ) عن إمامة الشيعة ، فيقول: إن نبي الإسلام كان قد جعل الوحي أي القرآن واسطة بين الله والإنسان ، ولكن الشيعة حولوا هذه الواسطة إلى شكل الإنسان يعني الإمام ، ولقد زاد الشيعة في كلمة الإيمان:((آمنت بالله وآمنت بالقرآن الذي ليس مخلوقاً)) كلمة أخرى وهي:((إنني آمنت بالإمام الذي اختاره الله تعالى وهو يشارك صفات الألوهية وهو منقذ للإنسانية)) .

==========
1- حرف إقبال / ص 122- 136
2- أصول الكافي / ص 103 _ 259 وشرح الكافي 2/ 229

إيران القديمة وعكس معتقداتها
إن عقيدة الإمامة الغالية التي ذكرناها والتي تصل حدودها وأبعادها إلى تقديس السلالات والبيوتات وتأليهها ، يعكس عليها معتقدات إيران القديمة ، فقد كانت السيادة والقيادة الدينية والحكم في قبيلة((ميديا)) ثم انتقلت هذه الزعامة إلى قبيلة((المغان)) منذ غلبة الديانة الزردشتية وتأثيرها على إيران ، وكان الفرس يعتقدون في طبقة الكهنوت أنهم ظِل الإله على الأرض ، ولم يخلقوا إلا لخدمة الآلهة ، ولابد للحاكم أن يكون من هذه القبيلة ، فإن ذات الإله تتجسم فيه ، وإن منصب الإشراف على بيت النار وتنظيمه حق يختص بهذه القبيلة وحدها(1) .
يقول الدكتور أحمد أمين ، وهو يتحدث عن معتقدات الشيعة في أئمتهم في كتابه الشهير((ضحى الإسلام))في الجزء الثالث:
وتشيع قوم من الفرس خاصة ، لأنهم مرنوا أيام الحكم الفارسي دم الشعب ، فلما دخلوا في الإسلام نظروا إلى النبي e نظرة النبي e ، فأحق الناس بالخلافة أهل بيته(2)

========
1- انظر كتب ، تاريخ الديانة الزردشتية ، وكتب تاريخ إيران القديمة وديانتها.
2- ((ضحى الإسلام)) 3/ 209 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.