تخطى إلى المحتوى

تنبيه على عبارة : " لا تقل : يا رب عندي هَمّ كبير " 2024.

  • بواسطة
عبارة قرأتها كثيرا في أكثر من منتدى ، وفي أكثر من توقيع ، ومرّت بي العِبَارة كثيرا ! إلاّ أنها استوقفتني مَرّة مِن الْمَرّات ، فوقفتُ مُتأمِّلاً في قولهم : لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير ، ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير ! فتذّكَرتُ شَكوى نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام ، حينما بَثّ حُزنه وشكواه إلى الله ، فقال : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) .
قال ابن كثير في تفسير الآية : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي) أي : هَمِّي وما أنا فيه (إِلَى اللَّهِ) وَحْدَه . اهـ .

وقال ابن عادل الحنبلي : والبَثُّ : أشَدُّ الحزن ، كأنَّه لِقُوّته لا يُطاق حَمْله . اهـ .

وقال القاسمي : أي : لا أشكو إلى أحدٍ منكم ومِن غيركم ، إنما أشكو إلى ربي داعيًا له ، وملتجئا إليه ، فَخَلّوني وشِكايتي . ( وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ) أي : لمن شكا إليه من إزالة الشكوى ، ومَزِيد الرحمة : ( مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ما يُوجب حُسن الظن به ، وهو مع ظنّ عَبْدِه بِه . اهـ .

ووقفتُ مع شكوى الْمُجادِلَة .. (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)

وفي بعض الآثار : " قالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفِراق زوجي " .

فالْهَمّ العظيم لا يُشكَى إلاّ إلى الله ؛ لأنه لا يَكشفه إلاّ الله .

فَشَكوى الْهَـمّ إلى الله مشروعة ، بل هي مطلوبة شرعا ..
واشتُهِر عن عليّ رضي الله عنه قوله : أشكو إلى الله عُجَري وبُجَري .
قال الأصمعي : يعني همومي وأحزاني .

قال أبو إسحاق الشيرازي :
لبِستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا *** وَقمِتُّ أشكوا إلى مولاي ما أجـدُ
وقُلتُ يا أمَلـي فـي كـلِّ نائبـة *** ومَن عليه لكشف الضُّـرِّ أعتمد
أشكو إليك أمـوراً أنـت تعلمهـا *** ما لي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ
وقد مدَدْتُ يدِي بالـذُّلِّ مبتهـلاً *** أليك يا خير من مُـدَّتْ أليـه يـدُ
فـلا ترُدَّنهـا يـا ربِّ خائـبـةً *** فبَحْرُ جودِكَ يروي كل مـنْ يَـرِد

ولا يعني هذا أن لا يُشكَى إلى غير الله ؛ لأن في الشكوى تخفيفا وتسلية ..
" وهذا ما لم يكن الـتَّشَكِّي على سَبيل الـتَّسَخُّط ، والصبر والتجلّد في النوائب أحسن ، والتعفف عن المسألة أفضل ، وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى " كما قال القرطبي .

وربما شَكَا الصحابة الكرام رضي الله عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يَجِدون ..

قَال خَبَّاب بْن الأرَتّ رضي الله عنه : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ .. رواه البخاري .

وقال رضي الله عنه : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة في الرمضاء فَلَم يُشْكِنا . رواه مسلم .

وفي المسْنَد : قال الزبير بن عدي : شَكونا إلى أنس بن مالك ما نلقى من الحجاج ! فقال : اصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام – أو يوم – إلاّ الذي بعده شرّ منه ، حتى تلقوا ربكم عز وجل . سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم .

قال أبو طلحة رضي الله عنه : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع .. رواه الترمذي .
وقال الحارث بن يزيد البكري : خرجتُ أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. رواه الإمام أحمد .

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يشكو جارَه … رواه أبو داود .

وعند البخاري من حديث عَدِيّ بْن حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلانِ ؛ أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيْلَة ، وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ …
والعَيْلة : هي الفَقْر .

قال القرطبي في تفسيره : فأما الشكوى على غير مُشْكٍ فهو السَّفَه ، إلاَّ أن يكون على وَجه البثّ والـتَّسَلِّي . اهـ .

وعلى كُلّ فإن قولهم : " لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير ، ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير " ، وإن كان ما قَصَدُوه وَاضِحًا ، إلاّ أنّ قولهم : " لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير " ، مُتضمّن لِعدم شكوى الْهَمّ إلى الله .. وهذا خِلاف المشروع من شكوى الْهَمّ إلى الله الذي بِيدِه مفاتيح الفَرَج ..
وأنشد بعضهم :
إذا الحادثات بَلَغْنَ الْمَدَى *** وكادت تَذوب لَهُنّ الْمَهْج
وحَلّ البلاء وقَلّ العَزاء *** فعند التناهي يكون الفَرَج

رمضان 1445 هـ

عبدالرحمن السحيم
منقول من منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
بإشراف الشيخ /عبدالرحمن السحيم.

يجازيكي ربنا كل خير اصبت
جزيت خيراً على النقل الطيب..

أريد أن أوضح أن هذه العبارة تُقال لصاحب الهم على سبيل التخفيف عنه..ليعلم أنه مهما كبر همه ومشكلته فالله أكبر وأقدر على حلها والتفريج عنه..

السلام عليكم

في أحد الأيام كنت أمر بضيق كبير و عند تصفحي منتدايا القديم كان أحد الأشخاص قد وضع هذه العبارة في توقيعة من قبل كم سنة و قتها أراحتني هذه العبارة…..كأنها تقول مهما حصل فالله قادر على أن يفرجها بين ليلة و آخرى…و مهما حخصل فرضا ربك اهم و أبقى من كل هموم الدنيا…و والله كلما أحسست ان شخصا ممن اعرفهم من أهلي او معارفي او صديقاتي في ضيق أبعث لهم هذه العبارة بمسج و يصلني ردا منهم بأن الضيق أختفى و انهم يشعرون بان الله سوف يخرجهم من هذه المحنة بفرج منه…

فمثلما قالت الأخت العزيزة الغدير …ان العبارة لم تقصد ان لا نشكوا لله همومنا او لا يجوز ان نشكو لرب العباد….بل ان العبارة تقول ان مهما كبر همنا و كثرت مصائبنا فالله موجود و فرجه لآت ان شاء الله …و مشكورة غدورة على ردها الذي أعجبني و أراحني ….لأني على طول كنت اريد الرد على هذا الموضوع حسيت عم بيزيد التنبيهات بشأن كل كلمة نقولها وهذا لا يجوووووووز

و أنا قد وضعت هذه العبارة في توقيعي لأنها تريحني و لأعلم دوما ان الله سوف يفرجها على عباده يوما ما…..فان مع العسر يسرا

يا هم عندي رب كبيييييييير

آسفة طولت بردي

بارك الله ُ فيكِ أختى فروالة ..وجزاكِ خيرا ً

بل ان العبارة تقول ان مهما كبر همنا و كثرت مصائبنا فالله موجود و فرجه لآت


أصبت ِ .. باركك الله ُ فيكِ الله يفرج عنا جميعا ً .. اللهم آمين
وممكن لمن أراد أن يقولها .. يقول ..
لاتقل عندى هم كبير ,, ولكن قل يا هم عندي رب كبيييييييير
فبذلك نزعنا هذه الجزئية ليطمئن الجميع لاكي
شكر الله حرصكم وحفظكم الله ورعاكم


جزاك الله خير يافراوله
جزاك الله كل خير
بارك الله فيك
عندك حق فعلا فى الكلام ده
والشكوة لغير الله مذلة
جزيت خيراً على النقل الطيب..
بارك الله فيك اخيتى نقل مبارك ان شاء الله ولك الاجر والثواب ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.