<param name="URL" value="قبل الزواج يمر كلاً من الرجل والمرأة ببعض التجارب العاطفية التي سرعان ما تنتهي مع مرور الأيام سواء كان حب المراهقة أو ارتباط رسمي ، ولكن عند الارتباط بشريك العمر هل يحق للشريك الآخر معرفة تجارب الحب القديمة ؟
ليس هناك رجلاً ليس له تاريخ طويل من التجارب العاطفية التي تكون تاريخ أسود في حياته عند الزواج ويريد إخفاءه ، أما المرأة فتجاربها تختلف بالطبع عن تجارب الرجل فهي لا تتعدي عن إحداث وجدانية أو حب مراهقة أو حتى خطوبة سابقة ، والسؤال موجه إلي المرأة والرجل ، هل المصارحة عن الماضي مطلوب سواء قبل الزواج أو بعده ؟
تهتم كثير من الزوجات بنبش ماضي أزواجهن ونزواتهن السابقة فتحاول الزوجة استدراج زوجها حينما تسأله عن أوصاف من كان ينوي الزواج بها قبلها مؤكدة له أنَّها لن تغضب، ولن يؤثر ذلك على علاقتهما الزوجية،وكثير من الأزواج يستجيب لإلحاح زوجته فيتفاخر بماضيه، ويتناسى أنَّ نبش الماضيُّ من أبرز أسباب تدمير العلاقة الزوجية،فأيّ اعتراف للرجل بماضيه وعلاقاته السابقة أشبه بقنبلة يضعها في حياته الأسرية.
تنقسم آراء الشباب فبعضهم يقول الصراحة عن كل تجاربه ، وآخرون يعتبرون هذه المرحلة أيام وعدت ولا يحق للشريك معرفة ماضيه ويعتبرها جزء من خصوصيته لا يحق للشريك معرفتها متبعين مقولة "نحن أولاد المستقبل "
تقول مروة 27 سنة : حياتي أنا وزوجي قائمة على الصراحة ولا أستطيع إخفاء أي شيئ عنه ، وأثناء الخطوبة سألته عن تجاربه السابقة فأجابني بصراحة ، وشعرت بالراحة ، وزوجي الحمد لله مخلص وأثق فيه ثقة عمياء ، ولا يمكن لتجاربه السابقة أن تهز ثقتي به .
أما محمد 33 سنة فوجهة نظره مختلفة تماما ، ويقول من الغباء من أي رجل أن يتحدث عن تجارب حبه القديمة أمام شريك حياته ، لأنه بذلك يفتح أبواب جهنم عليه ولا داعي " لوجع الدماغ " ويضيف : أنا مررت بهذه التجربة المريرة "ووقعت بلساني" أمام زوجتى ببعض المواقف البريئة ولم أتوقع النتيجة المؤلمة ، أصبحت زوجتي قلقة وتتبع مكالماتي ، وأبحت الحياة لا تطاق !! وأنصح كل الشباب بعدم الوقوع في هذه الغلطة .
وتقول أميرة 24 : "لا يهمني معرفة ماضي خطيبي فأنا مخطوبة منذ سنة ولم أسأله أبداً عن خطيبته السابقة أو ارتباطات عاطفية سابقة ، فأنا ليس علاقة لي بماضيه ولكن مستقبله يهمنى أكثر ، وهو أيضاً لم يسألنى يوماً ما إذا كنت مريت بتجارب سابقة حتي أو لا ، وحتي لو سألنى كنت قلت له ليس من حقك هذا معرفة الإجابة على هذا السؤال".
وأكدت بعض الأبحاث والدراسات أن نبش الماضي من أبرز أسباب تدمير الحياة الزوجية، فبعض الأزواج قد يكون لهم علاقات قبل الزواج، والخوض فيها مهما كانت الأسباب قد يكون وسيلة فاعلة في القضاء على الحياة الأسرية، ومهما كانت بساطة هذه العلاقات فإنَّها قد تسبب كوارث إذا استحضرت إلى الحاضر.
وذلك لأن الحديث عن الماضي لا يؤدِّي فقط إلى لوم مستمر، بل إلى هجوم ودفاع مستمرين، ولا يحلّ المشكلات التي نعيشها، وإنما يزيد من التعقيدات فيما يخصّ العلاقات الزوجية.
ويشير علماء النفس إلى أن أيّ اعتراف من الرجل بعلاقاته الماضية أو بشعوره تجاه بعض النساء، أشبه بفتيلة مشتعلة يضعها في حياته العائلية من الممكن أن تشعلها ناراً في أية لحظة!!
وعند سؤال الروائي الروسي ليون تولستوي في هذه المشكلة بعد أن مر بها قال : "كانت تلك الذكريات أشبه بفتيلة وضعتُها بنفسي في ثنايا حياتنا الزوجية، فقد اشتعلت غيرة زوجتي دون مبرِّر، وبدرجة أحالت حياتنا الحلوة الصافية إلى نيران متأججه ".
وينصح علماء النفس حواء بعدم سؤال الشريك عن علاقاته السابقة لأن في هذه الحالة يتذكر الرجل أوقات كان يحمل فيها مشاعر حب لامرأة غيرك بينما يحاول هو في هذه المرحلة تخصيص كل هذه المشاعر لك وليس في تذكر حبه لشخص آخر ، فهذا الأمر ليس في مصلحتك .
ولأنه يريد أن يركز عليك فقط في هذه المرحلة فأمر تذكر ذكريات حبه القديمة قد يشكل خطورة على مشاعره نحوك ، لذلك اعلمي جيدا انه إذا لم يتحدث عن ماضيه معك فهو بذلك لا يقوم بإخفاء الحقائق عنك بقدر ما يحاول حماية علاقته بك.
ويقول الطبيب النفسي جمال الخطيب " أنّ الصراحة لا تتعارض مع الاحتفاظ بالخصوصية وينبغي ألا نخلط الخصوصية بالسرية أو حجب الحقيقة عن الزوج او الزوجة فهما امران مختلفان، عندما يتعلق الامر بمصلحة الزواج فهو ليس خاصاً وانما مشترك، فالأشياء الخصوصية هي التي تكون متعلقة بالفرد نفسه وليس بالزواج او العلاقة بالطرف الآخر".
ويضيف: "لا يوجد أمور يجب أن يخفيها أحد الزوجين عن الآخر وإنما هناك أمور معرفتها لا تقدم ولا تؤخر ولربما معرفتها تترك نتيجة سلبية ولا يمكن عمل قائمة بتلك الأمور فلكل زواج وعلاقة ظروفها الخاصة، فالصراحة تعتمد على طبيعة العلاقة فإذا كانت قائمة على الثقة من الأصل فان الصراحة تكون عاملاً مضافاً لقوة هذه العلاقة".
وينصح الدكتور الخطيب الشريكين ببعض النصائح من اجل حياة زوجية مستقرة بعيدة عن الشكوك :
_ عدم التكتم على الأمور المشتركة المتعلقة بالطرفين معا أو بالعلاقة أو الأبناء مثلاً.
_ عدم الإلحاح على معرفة شيء لا يرغب الطرف الآخر في كشفه وان لا يسعى للضغط والإحراج.
_ أن يقبل كل طرف التفسيرات المقدمة من الطرف الآخر ولا يفرط بالبحث عن التفاصيل والدقائق.
_ أن يترك للطرف الآخر حيزاً ومتنفساً شخصياً مثل خروجات منفردة مع أصدقاء ووقتاً خاصاً مستقطعاً .. الخ
_ عدم محاولة معرفة الأشياء بدون علم الطرف الآخر والبحث في متعلقاته الخاصة.
_ أن يكون كل طرف واضحاً في تعبيراته ولا يستعمل تعبيرات تحتمل أكثر من تفسير او ينتظر أن يكون الطرف الآخر قد فهم بالتلميح.
_ أن يتأكد من أن الطرف الآخر قد فهمه جيدا ولا مانع من السؤال صراحة مثل "أنا فهمت هكذا، هل هذا ما قصدت أم لا؟".”>