تخطى إلى المحتوى

حقيقة الإسراء والمعراج للشيخ اشرف الفيل 2024.

لاكي
لاكي

عنوان الخطبة : حقيقة الإسراء والمعراج
لاكي

الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وبعد : قال الله تعالي " سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من ءاياتنا إنه هو السميع البصير وآتينا موسي الكتاب وجعلناه هدي لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا " والآيات تتحدث عن حادثة هامة جدا من الحوادث التي وقعت في زمن النبي صلي الله عليه وسلم وهي حادثة الإسراء والمعراج

لاكي

فما هو معني الإسراء ؟ ولماذا أسري بالنبي صلي الله عليه وسلم ؟ وهل كان هذا الإسراء والمعراج يقظة أم مناما ؟ وهل رأي النبي ربه ؟ وكيف كان ذلك ؟ ثم لماذا فرضت الصلاة في تلك الليلة ولم تفرض كباقي العبادات ؟ و كيف فرضت ؟ وما هي الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج ؟ هذا ما سوف نتناوله في خلال هذه الجمعة والجمع القادمة بإذن الله تعالي

لاكي

أولا : ما هو معني الإسراء وما هو تاريخه ؟؟
الإسراء معناه السير ليلا ولكنه سبحانه لم يقل سري محمد من البيت الحرام إلي البيت الأقصي بل قال سبحانه أسري بعبده ومفاد هذا أن الإسراء كان بأمر من الله تعالي وأنه حدث بمعيته سبحانه وقدرته فجعل سبحانه البراق يسري به وجاز في قصة لوط قوله " فأسر بأهلك " أي احملهم علي دابة تناسبهم وسر بهم في الليل إذ التعدي بالباء يقتضي المشاركة كما تقول أقعدته أي جعلته يقعد ولكن إذا قلت قعدت به أي شددته من ثيابه مشاركا إياه القعود فكان لوطا شارك أهله السير والله تعالي كانت معيته لنبيه معية تأييد ونصرة في رحلة الإسراء والمعراج .

لاكي

تاريخ الإسراءوقد اختلف العلماء في ذلك فقيل قبل خروجه إلى المدينة أسري به ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرةقالت عائشة توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة قال ابن شهاب وذلك بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أعوام وقيل بعد مبعثه بخمس سنين وقيل بعد مبعثه بثمانية عشر شهرا

لاكي

ثانيا : لماذا أسري بالنبي صلي الله عليه وسلم ؟
أسري به تفريجا وتفريحا له أسري به ليتمتع بالمشاهد الكونية التي هي من صنع خلقه وباعثه أسري به ليتطلع علي الكثير من النعم التي أوجدها الله لعباده ! ولكن لماذا هذا التوقيت لعدة أسباب منها ليمز الله الخبيث من الطيب فمن يصدق ومن يكذب وليخرج المنافقين من ظل هذه الدعوة المباركة لأن ووجودهم بمثابة خطر علي الدعوة في بادئها والسبب الثاني كثرة ما لا قاه الرسول من أذي مثل ذلك وضعهم بقايا الحيوانات ودماءها ومشيمتها – غشاء رقيق يحيط بالجنين- بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد. وقد خنق عقبة بن أبي معيط رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في فناء مكة، اتهامهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالكذب وبالسحر وبالكهانة، ووضعوا في عنق بلال بن رباح حبلاً وأسلموه للصبيان ليطوفوا به شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد، وغير ذلك من الأمثلة التي تبين مدى استهزائهم بالمسلمين . تعاهدهم وتقاسمهم علي الكفر فتعاقد كفّار قريش على بني هاشم وبني المطلب – وهم بطن النبي صلى الله عليه وسلم من قريش – ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم، وكتبوا في ذلك صحيفة، وحصروهم في شعب أبي طالب مدة طويلة (قيل ثلاث سنوات أو أقل) وقد كان الحصار كاملاً بمعنى الكلمة، وذلك حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، ولكن الله عصمه رغم البلاء والشدة. ‏لذلك كان الإسراء في هذا الوقت في تلك الظروف الصعبة كانت المواساة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحادثة الإسراء والمعراج، يقول الله عز وجل: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير). ‏ورغم أن حادثة الإسراء والمعراج كانت مواساة وتطميناً للرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنها كانت فتنة لبعض المسلمين وللكافرين ممن لم يصدقوا بها،

لاكي

ثالثا : هل كان الإسراء يقظة أم مناما ؟
اختلف في ذلك السلف والخلف إلي ثلاثة آراء
فذهبت طائفة إلى أنه إسراء بالروح ولم يفارق شخصه مضجعه وأنها كانت رؤيا رأى فيها الحقائق ورؤيا الأنبياء حق ذهب إلى هذا معاوية وعائشة وقد اعترض العلماء علي قول عائشة ومعاوية بأنها كانت صغيرة لم تشهد ولا حدثت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما معاوية فكان كافرا في ذلك مشاهد للحال ولم يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم

لاكي


وقد احتج جماعة لعائشة بقوله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس فسماها رؤيا وهذا يرده قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ولا يقال في النوم أسري وأيضا فقد يقال لرؤية العين رؤيا وفي نصوص الأخبار الثابتة دلالة واضحة على أن الإسراء كان بالبدن وإذا ورد الخبر بشيء هو مجوز في العقل في قدرة الله تعالى فلا طريق إلى الإنكار لا سيما في زمن خرق العوائد وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم معارج فلا يبعد أن يكون البعض بالرؤيا وعليه يحمل قوله عليه السلام في الصحيح بينا أنا في البيت بين النائم واليقظان الحديث ويحتمل أن يرد من الإسراء إلى نوم والله أعلم

لاكي

وقالت طائفة كان الإسراء بالجسد يقظة إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح واحتجوا بقوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فجعل المسجد الأقصى غاية الإسراء قالوا ولو كان الإسراء بجسده إلى المسجد الأقصى لذكره فإنه كان أبلغ في المدح
وذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه كان إسراء بالجسد وفي اليقظة وأنه ركب البراق بمكة ووصل إلى بيت المقدس وصلى فيه ثم أسري بجسده وعلى هذا تدل الأخبار التي أشرنا إليها والآية وليس في الإسراء بجسده وحال يقظته استحالة ولا يعدل عن الظاهر والحقيقة إلى التأويل إلا ثم الاستحالة

لاكي

الرد علي الأقوال الأخرى
ولو كان مناما لقال بروح عبده ولم يقل بعبده وقوله ما زاغ البصر وما طغى يدل على ذلك ! ولو كان مناما لما كانت فيه آية ولا معجزة !!!!ولما قالت له أم هانىء لا تحدث الناس فيكذبوك!! ولافضل أبو بكر بالتصديق !!ولما أمكن قريشا التشنيع والتكذيب وقد كذبه قريش فيما أخبر به حتى ارتد أقوام كانوا آمنوا فلو كان بالرؤيا لم يستنكر وقد قال له المشركون إن كنت صادقا فخبرنا عن عيرنا أين لقيتها قال بمكان كذا وكذا مررت عليها ففزع فلان فقيل له ما رأيت يا فلان قال ما رأيت شيئا أن الإبل نفرت قالوا فأخبرنا متى تأتنا العير قال تأتيكم يوم كذا وكذا قالوا أية ساعة قال ما أدري طلوع الشمس من هاهنا أسرع أم طلوع العير من هاهنا فقال رجل ذلك اليوم هذه الشمس قد طلعت وقال رجل هذه عيركم قد طلعت واستخبروا النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة بيت المقدس فوصفه لهم ولم يكن رآه قبل ذلك روى في الصحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله قط قال فرفعه الله لي أنظر إليه فما سألوني عن شيء إلا أنبأتهم به الحديث

لاكي

وذهبت طائفة ثالثةإلى تصديق المقالتين وتصحيح الحديثين وأن الإسراء كان مرتين أحداهما : كان في نومه وتوطئة له وتيسيرا عليه كما كان بدء نبوته الرؤيا الصادقة ليسهل عليه أمر النبوة فإنه عظيم تضعف عنه القوى البشرية وكذلك الإسراء سهله عليه بالرؤيا ، لأن هوله عظيم فجاءه في اليقظة على توطئة وتقدمة رفقا من الله بعبده وتسهيلا عليه ورأيت المهلب في شرح البخاري قد حكى هذا القول عن طائفة من العلماء وأنهم قالوا : كان الإسراء مرتين مرة في نومه ومرة في يقظته ببدنه – صلى الله عليه
من زاد المعاد فصل [ الصحيح أن الإسراء كان مرة ] قال موسى بن عقبة عن الزهري : عرج بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وإلى السماء قبل خروجه إلى المدينة بسنة . وقال ابن عبد البر وغيره كان بين الإسراء والهجرة سنة وشهران انتهى .

لاكي

وكان الإسراء مرة واحدة . وقيل مرتين مرة يقظة ومرة مناما وأرباب هذا القول كأنهم أرادوا أن يجمعوا بين حديث شريك <38> وقوله ثم استيقظت وبين سائر الروايات ومنهم من قال بل كان هذا مرتين مرة قبل الوحي لقوله في حديث شريك " وذلك قبل أن يوحى إليه " ومرة بعد الوحي كما دلت عليه سائر الأحاديث . منهم من قال بل ثلاث مرات مرة قبل الوحي ومرتين بعده وكل هذا خبط وهذه طريقة ضعفاء الظاهرية من أرباب النقل الذين إذا رأوا في القصة لفظة تخالف سياق بعض الروايات جعلوه مرة أخرى فكلما اختلفت عليهم الروايات عددوا الوقائع والصواب الذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة . ويا عجبا لهؤلاء الذين زعموا أنه مرارا كيف ساغ لهم أن يظنوا أنه في كل مرة تفرض عليه الصلاة خمسين ثم يتردد بين ربه وبين موسى حتى تصير خمسا ثم يقول " أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي " ثم يعيدها في المرة الثانية إلى خمسين ثم يحطها عشرا عشرا وقد غلط الحفاظ شريكا في ألفاظ من حديث الإسراء ومسلم أورد المسند منه ثم قال فقدم وأخر وزاد ونقص ولم يسرد الحديث فأجاد رحمه الله

لاكي

هذا الموضوع منقول من موقع الشيخ أشرف الفيـل

اضغط هنا للدخول الى الصفحة

لاكي
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
جزاكم الله كل خيـــر لمروركم وردكم

بارك الله فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.