وداخله حنين سرعان ما أبعده ومضى في حياته
مرت الأيام وصاحبنا لا يزال يحمل بين يديه أهدافه المستقبلية وطموحاته
ولكنه لا يجد في نفسه القوة والصبر ..
يفتقد كثيرا مرح الأيام وبهجتها ..
حتى ثمار النجاح التي يحصدها قلت
ولكأن الأرض التي كان يسقيها لتثمر
فقدت الخصوبة والجني الطيب ..
اليوم يعود من عمله .. يستقبله عند الباب شبح همومه المنزلية
لقد فقد السلوى والأنس في زوجته أيضا
زوجته التي اختارها من أحسن ما يكون ..
جمال وخلق وأدب وثقافة !!
يتساءل في نفسه .. أين الحل ؟
وأين تفر السعادة مني ؟؟
يتناسى أن الحياة تدور وأن لا مفر له من وجهه الكريم
دخل البيت .. طالعته زوجته وهي ترتدي لباس الصلاة
لقد فقدت الرغبة في هدايته فكانت تكتفي بالدعاء له
ينظر إليها ..
يستعجب صبرها .. سكونها .. والأجمل صفاءها ..
عندما يضربها ..
لم يكن يفعلها لسبب تقترفه .. وإنما ليمحي آثار التقوى والرضا ..
ليزيل الراحة والطمئنينة التي تسكن نفسها ..
كانت تذكره بكوابيسه .. توقظ فيه الشيطان المقيت ..
الذي يؤنبه ويخيفه !
اقترب منها .. و تمنى في صمته أن تنشق أرض وتبلعها
كانت تسجد .. تقوم وتركع ..
وهو يراقبها ..
لا يدري لما يجد في حركاتها .. بقايا ذلك الحنين ..
تساءل في نفسه ..
أ يضربها الآن .. أم ينتظرها لتصلي ؟؟
ونفسه المثقلة بنفثات الشر تحضه …
قترب منها وفي عينه يضطرب الشرر ..
أنهت تسليمها وتوقع أن تستدير
ولكنها رفعت كفيها بالدعاء :
( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس .. أنت رب المستضعفين وأنت ربي .. إلى من تكلني
إلى بعيد يتجهمني .. أم إلى عدو ملكته أمري .. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن يحل علي غضبك .. أو ينزل بي سخطك .. وعافيتك هي أوسع لي .
ربي إن مسني الضر فأنت أرحم الراحمين ..
ربي إني مغلوب فانتصر
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .)
استدارت إليه .. شيء في كلماته أخمد النار والشرر ..
شيء ما هدأت له الأكوان وسكنت ..
شيء مسح من قلبه كل الألم .. أشعره بأنه ضئيل .. حقير !
أشعره بعجز وفقر وحاجة !
أحس بدموعه تنساب على وجنتيه . مسحها ..
أراد لنفسه أن تسكن .. ولكنه لا أمل
لقد زلزلت بكلماتها أركان روحه ..
أخرجت شيئا من ذاكرته المخزنة ..
صور الكعبة صارت تلوح أمام عينيه . وأول عمرة قام بها ..
شعر بداخله بوجود دخيل .. راغب في إزالة تلك الصور .. والذكريات الإيمانية
استشعر ذلك الوجود المقيت وبكل إيمان ردد في نفسه ( أعوذ من الشيطان الرجيم )
كانت لا تزال تستقي من وجهه الكلمات ..
ربما تنتظر زوبعته اليومية ..
لكنه فاجأها بهدوء غريب ..
هند … ما رأيك بأن نسجل للحج هذا العام ؟
أتخونها أذناها .. أحقا ما يقول ؟
تنظر إليه تتأمله .. ترى في عينيه بريقا و تأملا مفقودا منذ زمن
تتردد في نفسها الأماني بالتصديق
لكنه قطع عليها الأمل وقال بحزم :
هند .. لم يكون ذلك ..
ارتجفت خوفا .. و ترقبت الضربات
لكنه أمسك بيديها وأقامها قائلا :
لم يكون ذلك قبل أن تعينيني على الصلاة .
لاشلت يمينك , والله يوفقك على هذة المشاركة الرائعة
الخاطرة جاءت متسلسلة بشكل جميل , جعلتي أقرأ بدون أي توقف عند معنى أو كلمة يعوقاني عن المواصة
يقال بأن أول الغيث قطرة … وتلك هي بداية غيث القلم الطيب والواعد بإذن الله
بارك الله فيك ولاحرمنا مشاركاتك النيرة
وشكراً
شكرا لمرورك
ولكن لاحظت وجود بعض الأخطاء اللغوية أتمنى من الأخوات المشرفات مساعدتي في تصحيحها للمساعدة على ظهور الموضوع بشكل متكامل