تخطى إلى المحتوى

رسالة الى من ادرك العشر من رمضان 2024.

  • بواسطة
أخي الحبيب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الموفق : دعني أبارك لك هذا اللقاء، أهنئك أيها المسلم وأنت تصافح أعظم ليالي العام، إنني أشعر أيها الحبيب وأنا أحدثك على أعتاب هذه
العشر أن ثمة فرصة تعاود الكرة عليك من جديد ، ثمة فرصة هذه المرة تفتح لك أبواب النعيم ، ثمة فرصة تغسل أدرانك ، وتذيب أخطاءك ، وتحيلك إلى أعظم مخلوق بين يدي ربك. أيها المسلم إن الفرص تلوح لكنها قد لا تعود ، والمؤمن الصادق هو من يستغل الفرص حين ما يرى بريقها، ليفوز في الدنيا والآخرة.
أخي الحبيب : ما أحوجني وإياك اليوم في ظل هذه
العشر وقبل الوداع أن نحسن الإقبال على الله تعالى ، وأن نستدرك أيام التفريط ، وأن نعوّض ما فات، إنني أريد من نفسي ومنك أن نتشبه بحال السابقين ، وأولى هؤلاء السابقين نبيك صلى الله عليه وسلم حين تخبر زوجه عائشة رضي الله تعالى عنها فتقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله ، وأيقظ أهله ( متفق عله ) زاد (مسلم) : وجد وشد المئزر . وكانت تقول رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره ( رواه مسلم ).
إن الفرصة تبدو كبيرة في ملازمة محراب المسجد اليوم بالذات في مثل هذه
العشر ، حرصك على صلاة الجماعة مع الإمام ، وكثرة النافلة المقيدة والمطلقة ، سر من أسرار الموفقين في هذه الأيام ، أما الليل فحدث عنه حديث المحبين ، وصدق من قال : دقائق الليل غالية فلا ترخصوها بالغفلة ! يكفي أن الله تعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه ينزل في ثلثه الأخير إلى السماء الدنيا فيقول : هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ متفق عليه .
أخي الغالي : بين يديك في ليالي هذه
العشر ليلة عظيمة القدر والشأن ، قال الله تعالى فيها : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} وقال صلى الله عليه وسلم : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه ( متفق عليه )
أخي المبارك : الاعتكاف طريقك إلى سمو الروح ، وعالمَ ٌإلى تحقيق مقاصد القلب من الخشية والإقبال على الله تعالى ، فهو طريق للم شعث القلب ، ولم فرقته، وهو سنّة ماضية من عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد اعتكف صلى الله عليه وسلم
العشر الأول ، ثم اعتكف العشر الأوسط ، ثم اعتكف العشر الأخيرة واستقر اعتكافه في هذه العشر. ولئن كنت أخي تشهد هذه العشر وأنت تلبس ثوب العافية فغيرك يشهدها لكنه أسير على الأسرّة البيضاء. ولئن كنت تشهدها حقيقة فغيرك تجرّع غصصه ورحل وكم كان يتمنّى أن يشهد شهودك فاجتهد وتزود من فرصتك تقبل الله مني ومنك
جزاك الله خيرا
جزاك الله خير
شكرا جزيلا على الموضوع الأكثر من رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.