منذ دقائق فقط , تلقيت إيميل من إحدى قريباتي …
إنها صماء …لا تسمع ولا تتكلم …
أتبادل معها الإيميلات , وكلامنا رموز … فالصم يصعب عليهم صياغة الكلام مثلنا …
ويصعب عليهم فهم النصوص مثلنا …
لذلك نجد بان مجتمع الصم مجتمع مغلق على نفسه , معلوماته محدودة …
إيميلها هذه المرة كان مختلفا , فهي لا تسألني عن حالي , ولا تسألني كيف تقنع ابنها بشرب الحليب أو كيفية تنظيفه !
كانت تسألني أن أدقق لها إملاء نص كتبته نقلا عن كتاب … أتدرون ما هو النص؟ … كلام فيه ترهيب من الموت , وحث على الاستعداد له … وحديث طويل عن عذاب النساء في جهنم …
تحدثني بكلامات بسيطة بريئة ركيكة , أن أعدلها وأطبعها بصورة منمقة لأنها تريد توزيعها في نوادي الصم على النساء !
يا إلهي ! حبست الدمعة في عيوني … يا إلهي ! كم نحن مقصرون ! عابثون لاهون …
إنها داعية إلى الله ….صماء …
بقدارت محدودة …
إنسانة عاجزة …
ضعيفة …
لا تدري ما حولها …
ومع هذا تميز الحق من الباطل …. بل وتدعو إلى الله !
تجلس على جهازها تطبع وتطبع رغم تدهور صحتها هذه الفترة … ورغم حملها , وعناء صغيرها في البيت …
رباه عفوك !
ونحن بكامل صحتنا …ووعينا …وإدراكنا … نحمل شهادات تثقل كواهلنا … ومع هذا نتثاقل ونتكاسل عن الدعوة إلى سبيل الله … فهلا اعتبرنا ونفضنا الغبار عن قلوبنا وعقولنا ونهضنا سريعا ندعو لدرب الله !؟!
أدعو لها بالثبات …
رحماك ياربي…ما أشد غفلتنا..وكسلنا
اللهم ثبتها..واشفها…واحفظ لها صغيرها..
جزاك الله خير أم عمر..على التنبيه
اللهم اميييين
سبحــــــــان الله.. .. .. ..
سبحــــــــان الله.. .. .. ..
سبحــــــــان الله.. .. .. ..
الله يوفقها في فعل الخير.ويثبتها
..ويجزاك عنها كل خير…..
اللهم زد عليها من نعمك، وامنحها القوة والعافية.
اين نحن من هؤلاء فعلا نحن مقصرون جدا في حق ديننا