فمن الأزواج من يستهين كثيرا بزوجته فلا يراها إلا هملاً مصاغا أو لقى مزدرى تذروه الرياح .
فلا يعتد بكلامها ولا يستشيرها في أي شئ من أمره ولا يأخذ برأيها إن هي أشارت 0وربما احتج على سوء فعله بأن القوامة للرجل 0وبأن المرأة ناقصة عقل ودين
ومن صور الاستهانة بالزوجة أن يحقرها بين أبنائها 0وأن يصفها بالخرق وسوء التدبير وضعف العقل 0والجهل بأساليب التربية 0
ومن صور الاستهانة بالزوجة ذم أهلها أمامها سواء كانوا والديها أو إخوانها أ وأعمامها أو غيرهم من أقاربها فترى بعض الأزواج يزري بهم ويذمهم لخطأ وقع من بعضهم وربما ذمهم بما هم منه براء .
إلى غير ذلك من صور الاستهانة 0
وهذا المسلك خطأ كبير فالمرأة إنسان مكرم لها عقل ولها رأي ولها مكانة 0
بل إن كثيراً من عقليات النساء لتفوق بعض الرجال بحصافة رأيها وحسن تدبيرها
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال
ولا يغب عن بالنا ما كان من أمر أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في قصة الحديبية وذلك عندما قال النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه (قوموا فانحروا ثم حلقوا )فما قام منهم رجل واحد حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك ؟ أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً غما
فانظر إلى حصافة رأي أم سلمة – رضي الله عنها – و نظر إلى أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيها.
فالزوج العاقل الكريم يعنى بزوجته ويرفع من قدرها ويستشيرها في بعض الأمور سواء في حياته العامة أو فيما يخص المنزل من أثاث أو نحوه
ثم أن المروءة والدين يقضيان الزوج إلى أهل زوجته بذم لأن ذلك يؤذيها وإن من إكرامها إكرام أهلها .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً ))
——————
و الدرة العصماء طي محارة غير التي سفرت بغير حجاب
——————
"اللهم إني أسألك الصحة والعافية وحسن الخلق"
——————
عواطف