كانت الحياة فيما أذكر هادئة وادعة ، وكانت النفوس رغم ظلمها في كثير من الأحيان بريئة وطفولية.
بيت جدتي كما هو ، لم يتغير منه شيء ، سوى شجرة توتٍ تكبر مع الأيام .. تقول جدتي أن هذه الشجرة تمثلها
فمن أحبها بالضرورة يحب الشجرة ! كلما زرتها وجدتها سامقة في فناء منزلها .
قالت لي يوماً وهي تدفن رأسي في حضنها الهزيل الدافئ :
– عليك بصحبة كبار السن ، عليك دائماً أن تجدي فيهم رفقة ومرجعا ، إياك والظن أن هذه الكتب التي تقلبينها ستعلمك شيئاً
ما هي سوى كلامٍ يردده الثرثارون !
إنك لن تأخذي الحقيقة إلا منا نحن ، كبار السن ، الذين يمل مجلسهم الشباب !
سحبت يدها عن كتفي وقبلتها ، ثم سألتها مبتسمة بمكر :
– وماذا إن لم أجد يا جدتي الحنون ؟
فمدت بثقة نظرة حادة إلى شجرة التوت وأجابتني بعزمٍ أخجلني :
– حينها ( و مدت سبابتها نحو التوت ) انظري إلى تلك الشجرة
إن لم تجدي كبير سنٍ تأوي إليه ، فعليك بشجرة ! ابحثي عن أكبر شجرة ، واسندي ظهرك إليها
ستجدينها تلهمك أسرار الحياة كلها ، ستذرف لأجلك الدموع ، ستلفك بحضن محب ، و نصيحة صادقة
كما أنها ستوفر عليك عناء التجربة ، لا تظني يوماً يا ابنتي أنها جماد هامد
إنها تمثلني ، عودي إليها كلما احتجتِ إليّ ولم تجديني.
نظرتُ إلى وجهها المجعد ، المضيء تلف رأسها بوشاح وتربط فوقها عصابة من وشاح آخر يختلف في لونه و حجمه
وعيناها الصغيرتان الذابلتان تلمعان حياةً و يقينا ، ظهرها المحدودب ، أتابع حركتها وهي تصلي في خشوع ، نشاطٍ ، ورغبة
تبعث الهيبة والوقار.
أطال الله عمرك يا جدتي الحنون
بيت جدتي كما هو ، لم يتغير منه شيء ، سوى شجرة توتٍ تكبر مع الأيام .. تقول جدتي أن هذه الشجرة تمثلها
فمن أحبها بالضرورة يحب الشجرة ! كلما زرتها وجدتها سامقة في فناء منزلها .
قالت لي يوماً وهي تدفن رأسي في حضنها الهزيل الدافئ :
– عليك بصحبة كبار السن ، عليك دائماً أن تجدي فيهم رفقة ومرجعا ، إياك والظن أن هذه الكتب التي تقلبينها ستعلمك شيئاً
ما هي سوى كلامٍ يردده الثرثارون !
إنك لن تأخذي الحقيقة إلا منا نحن ، كبار السن ، الذين يمل مجلسهم الشباب !
سحبت يدها عن كتفي وقبلتها ، ثم سألتها مبتسمة بمكر :
– وماذا إن لم أجد يا جدتي الحنون ؟
فمدت بثقة نظرة حادة إلى شجرة التوت وأجابتني بعزمٍ أخجلني :
– حينها ( و مدت سبابتها نحو التوت ) انظري إلى تلك الشجرة
إن لم تجدي كبير سنٍ تأوي إليه ، فعليك بشجرة ! ابحثي عن أكبر شجرة ، واسندي ظهرك إليها
ستجدينها تلهمك أسرار الحياة كلها ، ستذرف لأجلك الدموع ، ستلفك بحضن محب ، و نصيحة صادقة
كما أنها ستوفر عليك عناء التجربة ، لا تظني يوماً يا ابنتي أنها جماد هامد
إنها تمثلني ، عودي إليها كلما احتجتِ إليّ ولم تجديني.
نظرتُ إلى وجهها المجعد ، المضيء تلف رأسها بوشاح وتربط فوقها عصابة من وشاح آخر يختلف في لونه و حجمه
وعيناها الصغيرتان الذابلتان تلمعان حياةً و يقينا ، ظهرها المحدودب ، أتابع حركتها وهي تصلي في خشوع ، نشاطٍ ، ورغبة
تبعث الهيبة والوقار.
أطال الله عمرك يا جدتي الحنون
وصدقت هذه الجدة الغالية لأننا بمصاحبة الكبار نأخذ حكما وعبرا ونصائح تفيدنا
عبر مر الازمان
شكرا جزيلاً لمرورك وذوقك
لا يعلم قيمتهم إلا راقٍ مثلكم
احترامي لحضورٍ بهي