تخطى إلى المحتوى

صوم المريض 2024.

  • بواسطة

لاكي
صوم المريض
المريض الذي دخل عليه شهر رمضان , وهو مريض , أو مرض في أثنائه له حالتان :
أحدهما : أن يرجى زوال مرضه , فهذا إذا خاف مع الصيام زيادة مرضه أو طول مدته , جاز له الفطر إجماعا . وجعله بعض أهل العلم مستحبا , لقوله تعالى ((وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) البقرة، الآية: 185

ولما رواه الإمام أحمد وغيره عن النبي , صل الله عليه وسلم , قال : ((إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته )) [1]

فيكره له الصوم مع المشقة لأنه خروج عن رخصة الله , وتعذيب من المرء لنفسه

أما إن ثبت أن الصوم يضره , فإنه يجب عليه الفطر , ويحرم عليه الصيام , لقوله تعالى (وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) النساء، الآية: 29

النبي صل الله عليه وسلم قال (يا عثمانَ ! أرَغِبْتَ عن سُنَّتِي ؟ ! فإنِّي أنامُ وأُصلِّي ، وأصومُ ، وأُفطِرُ ، وأَنْكِحُ النساءَ ، فاتَّقِ اللهَ يا عُثمانُ ! فإنَّ لأهلِكَ عليْكَ حقًّاوإنَّ لِضيفِكَ عليْكَ حقًّا وإنَّ لِنفسِكَ عليكَ حقًّا فصُمْ وأفْطِرْ وصَلِّ ونَمْ ) [2]

فمن حقها أن لا تضرها , مع وجود رخصة الله تعالى . وإذا أفطر لمرضه الذي يرجى زواله , قضى بعدد الأيام التي أفطرها ولا كفارة عليه.

الثانية : أن يكون المرض لا يرجى زواله , كالسل والسرطان والسكر وغيرهما من الأمراض – نعوذ بالله من عضال الداء وشر الأسقام – فإذا كان الصوم يشق عليه , فإنه لا يجب عليه لأنه لا يستطيعه , وقد قال تعالى (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) البقرة، الآية: 286

بل يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا , ولا قضاء عليه , لأنه ليس له حال يصير إليها يتمكن فيها من القضاء وفي هذا وأمثاله , يقول تعالى (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ )) البقرة، الآية: 184

والمريض الذي لا يرجى برؤه في حكم الكبير . وهذا مذهب الجمهور . قال ابن القيم – رحمه الله – : ولا يصار إلى الفدية إلا عند اليأس من القضاء.

________________________

[1]الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 1886خلاصة حكم المحدث: صحيح

[2]الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 7946خلاصة حكم المحدث: صحيح

جزاكى الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتك
ورزقكى جنةً عرضها السموات والأرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.