كان بيتا بسيطا فكانت تجلس طول النهار تحلم بالديكورات الفخمة و الأثاث الغالي..
كانت عندها صديقة غنية, كلما زارتها عادت إلى بيتها حزينة.
في إحدى المرات أخبرها زوجها أنها مدعوة إلى وليمة وظن المسكين أن زوجته ستطير فرحا لأنه قد لاحظ حزنها الدائم ..
و عوض أن تفرح حزنت ……..
– ماذا تريدني أن ألبس؟
– عندك فستان جميل تلبسينه عادة في الولائم ..يعجبني كثيرا
فانفجرت باكية , وحزن زوجها لحالتها ..
– كم ثمن ثوب لائق ؟
فكرت سارة قليلا و ردت : حوالي 400 دينار (أو فرنك )
فاصفر وجهه..
لقد احتفظ بهذا المبلغ لشراء بندقية صيد و لكن……
– سأعطيك المبلغ و حاولي شراء فستان جميل ..
اقترب يوم الوليمة و بدت سارة مكتئبة و قلقة : لقد اشترت الثوب و لكن لا تملك مجوهرات ..
فنصحها زوجها بوضع بعض الأزهار الطبيعية حول عنقها و لكنها رفضت بشدة : لا تريد أن تظهر فقيرة أمام النساء .
فأرشدها زوجها إلى صديقتها الغنية لكي تعيرها بعض المجوهرات .
و في اليوم التالي ذهبت إلى صديقتها فأعطتها علبة و طلبت منها اختيار ما يعجبها من المجوهرات ..
فوقعت عينها على علبة من الساتان الأسود بداخلها عقد ألماسي جميل جدا
– أريد هذا العقد فقط
– يمكنك أخذه
جاء اليوم الذي طالما انتظرته سارة, كانت أجمل النساء بأناقتها و جمالها و ابتسامتها .
و لما حان وقت الرحيل أحضر لها زوجها معطفها البسيط فأسرعت خوفا من أن يراها أحد .
في طريق العودة ركبا عربة قديمة أوصلتهما إلى البيت. وهكذا انتهى الحلم..لقد أمضت ليلة سعيدة.
وقفت أمام المرآة لترى نفسها وفجأة صرخت…..اختفى العقد من عنقها !!!!
بحثت عنه بين طيات الثوب و داخل جيوب المعطف لكن بدون جدوى..
فخرج زوجها للبحث عنه في الطريق و رجع إلى البيت بعد 3 ساعات من دون أن يجد العقد.
ذهب المسكين إلى الشرطة و نشر إعلان في الجرائد..وعاد إلى البيت في المساء متعب ومرهق.
– اخبري صديقتك أن قفل العقد انكسر و انك ستصلحينه..
مضى على الحادثة أسبوع و تبخر أمل العثور على العقد.
فقال لها زوجها: علينا بشراء عقد جديد.
فخرجا في اليوم التالي وبحثا عند عشرات الصياغين عن عقد مماثل و لكن بدون جدوى.
في أحد الأحياء الراقية, دخلا عند أحد باعة المجوهرات فوجدا عقدا ألماسيا يشبه عقد الصديقة ثمنه: 40.000 فرنك. اتفقا مع الصائغ على أن يشترياه ب 36.000
ورث زوجها 18.000 من والده و سيحاول اقتراض الباقي.. فأصبح المسكين مخنوقا من كثرة الديون حتى تمكن من جمع المبلغ الإجمالي و اشترى العقد.
عرفت سارة بعد تلك الحادثة الفقر الشديد: طردت الخادمة وانتقلت إلى بيت قديم تحت السطوح
أصبحت تقوم وحدها بالأعمال المنزلية تغسل, تطبخ و تحضر الماء..أما ثيابها فكانت بالية وقديمة جدا.
كان عليهم إرجاع كل شهر مبلغ من المال الذي اقترضه زوجها لشراء العقد..و كان المسكين يعمل ليل نهار
ودامت حياتهم على هذه الحالة 10 سنوات.
و بعد انقضاء هذه المدة كان زوجها قد سدد كل دين كان عليه
لقد تغيرت سارة كثيرا أصبحت امرأة شديدة و لا تبالي بمظهرها و ثيابها القديمة
كانت تجلس ساعات أمام نافذتها وتتذكر تلك الليلة..ما الذي كان سيحدث إذا لم تفقد ذلك العقد؟؟؟
في أحد الأيام خرجت لتتمشى في الشارع الرئيسي و فجأة رأت إمرآة ومعها طفل..إنها صديقتها –صاحبة العقد- كم هي جميلة و أنيقة…لقد حافظت على شبابها…
فاقتربت منها سارة:
– صباح الخير فلانة
استغربت الصديقة..كيف تناديها هذه المراة الفقيرة بإسمها
– عفوا أنت مخطئة يا سيدتي
– لا أنا سارة…هل تذكريني؟
فصرخت صديقتها:
– كم تغيرت يا سارة
– نعم لقد عرفت أياما شديدة و صعبة و كل هذا بسببك
– بسببي ؟؟؟؟ كيف ؟
– أتذكرين عقدك الألماسي ؟
– نعم
– لقد أضعته
– كيف يكون ذلك وقد أرجعتيه لي
– لقد اشتريت لك آخر يشبهه تماما و هاهي 10 سنوات انقضت و نحن ندفع حقه لأننا لم نكن نملك ثمنه و لكن الحمد لله كل شيء انتهى
– قلتي أنك اشتريت لي عقد ألماسيا حقيقيا حتى تعوضي الأخر ؟
فنظرت إليها سارة نظرة كبرياء و قالت لها: نعم
فأمسكت صديقتها يديها و نظرت إليها نظرة كلها إشفاق وتأثر
– و لكن عقدي لم يكن من الألماس الحقيقي و ثمنه لا يتجاوز 500 فرنك
( القصة لكاتب فرنسي من القرن19, تصرفت في النص حتى يناسب مضمونه بيئتنا و لكنني حافظت على الفكرة الأساسية و الأحداث و غيرت الأسماء و الأماكن فسارة اسمها ماتيلد لوازو و المكان في باريس أما كاتب القصة فهو غي دوموباسان ( Guy de Maupassant ) (1893-1850)م
هل من عبرة ؟؟
كانت هذه القصة في الكتاب الانجليزي للقصص في الثانوية العامه وكنت حافظها عن غيب
وهسه بحكيها لبنتي
شكرا لك
وتسلمين
مشكورة على الرد
بارك الله فيك اختي
جزاك الله الجنة.
بارك الله فيك اختي ام محمد 77