وتقاسموا فيما بينهم الأعمال..فسعد يملأ الدلو بالماء.. وسلمى تحمل فوق ظهرها كيسا ملأته بالرمال..فهم على الثرى بللته الأمواج..وزيد هيأ لهم المكان.. وفي غمرة انشغالهم..بالبناء..فاجأهم.. رجل لم يعرفوه..ألقى عليهم التحية فأجابوه على وجل لكنه سرعان ما أظهر لهم البشاشة والود. ..فاستأنسوا بالحديث معه.. فقال لهم كل منكم يحدثني عما يريد أن يكون عليه في المستقبل.. صرخت سلمى كعادتها في شغب..أنا من سيبدأ الحديث.. فانا أتمنى أن أكون عندما أكبر..سكتت لحظة ثم نهضت وأخذت شهيقا..ثم زفيرا.. ورفعت عنقها عاليا وأفردت يديها ثم بسطتهما وهي تنظر لذراعها..وتقول انظروا لعضلاتي وهي تشير إلى كم ردائها المزركش.. فضحك منها زيد وسعد.. وقالوا ليس هذا إلا كم ردائك.. فقال الرجل وهو يكتم ضحكاته..أكملي يا سلمى ماذا تتمنين أن تكوني؟؟ قالت: غولا هكذا ثم عادت تبسط يديها وتفردهما من جديد..ثم قاطعها سعد قائلا وأنا أتمنى أن أصبح قزما!!! وأعقبه زيد وأن أتمنى أن أكون غريبا بين من أكون معهم..فكلما يرونني يتهامسون..هو ذا الغريب!!!
تعجب الرجل!! ما هذه الأحلام؟؟؟ غولا..قزما..غريبا..!!!
أين من يتمنى أن يكون المهندس والطبيب!! البحار والضابط!! المعلم والمدير!!
تمتم الرجل عجبا لأحلام هؤلاء الصغار..لم تبدو أحلامهم على النقيض من أحلام أقرانهم؟؟؟؟
ثم عاود النظر إليهم بالسؤال.. لم تمنيتم هذه الأحلام؟؟؟
تصدرت سلمى الحديث باندفاعها المعهود تمنيت أن أكون غولا يا عماه.. لأسافر إلى أرض فلسطين بدون أن يطلبوا مني جواز سفر كما يطلب من بني الإنسان ثم لا يسمح لهم بالدخول..وإذا كنت غولا فسوف أدخلها بأيسر طريق وسأهرع بعدها لشارون وسآخذ الثأر لكل لأطفال فلسطين.. وسأمزقه بين يدي..ثم أدوسه بالأقدام كما مزق أحلام الأطفال.. وداس بقدميه على أجمل معاني الطفولة والبراءة في عمر الزهور..!!!!!!
ثم تناول سعد طرف الحديث بقوله.. تمنيت أن أكون قزما ثم تسألني بعدها يا عماه لم تمنيت هذا..فخذ مني هذا الجواب..
تمنيت ذلك لأبدو قزما.. لا تراني أعين بني الإنسان..فأبدو متواريا عن الأنظار..وأتنقل حينها في كل مكان .. وأجوب البلدان.. وأجول بين الأركان.. لا هم لي سوى أن أكسر القيود..وأحطم السلاسل.. وأحرر أسرى المسلمين.. الذين ما أودعهم السجن.. إلا أن قالوا ربي الله.. وديني الإسلام وذروة سنامه الجهاد.. وقد شغلنا الهوى عنهم.. فنسيناهم في غياهب السجون..
أكمل الحديث من بعده زيد بقوله.. ما أروعه من لقب ((الغريب)) حقا لو وصفت به، فحينها سأكون أسعد إنسان.. بل أخاف أن يحلق بي الجذل على جناحي السعد فأصل ملوحا بيدي إلى هام السحاب.. ثم تسألني بعجب لم تتمنى ذلك
أولم تسمع يا عماه بحديث المصطفى عليه السلام..
(لقد بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)
وقف الرجل متسمرا وهو لم يستوعب أحلام الصغار حتى يستوعب عللهم..
ثم تبسم الأولاد وأكملوا البناء على الطين… وهم ينشدون أنشودة حطين… رفعت سلمى رأسها الصغير ووجهت خطابها نحو الرجل قائلة: ألا تشاركنا البناء يا عماه؟؟؟
تبسم الرجل وأردف قائلا.. ولكنها بيوتكم.. وأحلامكم الجميلة.. فلا يجوز أن أشارككم فيها..
قاطعه سعد قائلا: لا يا عماه.. قد قررنا أن نحيلها بيتا كبيرا يسع جميع أيتام المسلمين..
ثم عاودوا البناء وهو يتمتم من جديد.. يا لهؤلاء الصغار.. ما فعل بهم الزمان.. بدل التفكير في اللعب والهدايا.. يثقلون رؤوسهم الصغيرة بهموم أحق أن ينشغل بها الكبار.. أدار ظهره بصعوبة.. وهو يرقب وجوه الصغار البريئة عند غروب الشمس..
ويحدث نفسه قائلا.. ستشرق شمس النصر على الأمة بكم أيها الأبطال..
ثم مضى بخطى متثاقلة.. وقد ارتسمت على ملامحه سمات الفخر.. وهو يشق ظلال الشفق الأحمر.. هرع الأطفال إليه.. يا عم.. يا عم.. ومن تكون أنت إذن؟؟
فأجاب بعد أن أشاح بوجهه نحو الشفق.. ما أنا إلا المستقبل…
قفزت سلمى نحوه وهي تمد كفها الصغيرة مودعة إياه قبل الرحيل: وماهي أمنيتك يا عم؟؟
ربت على كتفها وقال.. أتمنى أن أرى أحلامكم واقعا على أرض الحقيقة بأن أسمع وقع أقدامكم على ترب فلسطين فاتحين منتصرين محققين ما عجز عنه الكبار..
تعالت أصوات الصغار.. الأقصى حتما ستعود.. حتما ستعود.. والعود أحمد بإذن الله..
عندها سمعوا صدى حداء المستقبل يردد معهم النشيد،،
رفعوا أعناقهم الصغيرة متتبعين صوت الرجل الندي.. فما وجدوا له اثرا…
صرخت سلمى .. ربما أعناقنا قصيرة…ليس بوسعها أن ترى نور المستقبل!!!
أتبعها زيد بقوله: بل هو المستقبل شامخ في برجه لا يصل إليه إلا أصحاب النفوس الطموحة!!
قاطعه سعد..بل هو المستقبل منا قريب..أرأيتم كيف كان بقربنا نحادثه ويحادثنا..
أرأيتم كيف سر بأحلامنا؟؟!!
صرخوا في صوت واحد.. إذن،، لنعمل على تحقيق الحلم!!
بارك الله فيك أخيتي000
مرورك العاطر العذب أسعدني
رزقنا الله الصلاة في المسجد الأقصى قريبا
اللهم آمين
اللهم آمين
اللهم آمين
حلقت بنا في أجواء مفعمة بالطموح والأمل الذي لا يعرف الانكسار
بوركتِ أخيتي
أختي ذات السلاسل …
قصة رائعة.. وأسلوب رائع في سرد القصة ..جذبتني من بدايتها لنهايتها ..وأثرت في نفسي كثيير…اللهم انصر اخواننا في فلسطين وسائر بلاد المسلمين ..ننتظر المزيد يا أخية
ولنزرعه في نفوس أطفالنا
بوركت يداكِ ذات السلاسل …
وأتمنى أن يرافقنا الطموح والأمل
إلى الأبد
شكرا غاليتي على ردك
————–
أختي الغيورة المسلمة
سعدت بردك
وسعدت بأن قصتي نالت استحسانك واعجابك
بارك الله فيك
—————-
أهلا أختي غريبة الروح
وبورك يراعك الذي رد على قصتي
جزاك الله خيرا
——————-
أختكم
ذات السلاسل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كل الشكر والتقدير لك ليس مني فقط بل من كل طفل حمل بيدة حجر او وقف امام دبابة او رفع علم ليثبتوا للعالم انة لن تقف الاحداث مكتوفة الايدي عند استشهاد محمد الضرة ……….فارس عودة………ايمان حجو……….وغيرهم كثير
ولكن ستبقى ارواحهم ترفرف جنب الي جنب مع كل طفل يحمل مشاعر أبطال روايتك الرائعة سلمى سعد,وزيد وها نحن جميعا بانتظار المستقبل الذي بأذن الله سيكون قريب
وفي نهاية ردي اللهم اجمعنا واياكم في رحاب المسجد الاقصى المبارك
فلسطينية
سعدت أيما سعادة بردك وتفاعلك الرائع وسعدت كذلك
لأن قصتي نالت استحسانك
وسأظل أردد معك صبح مساء ليل نهار
اللهم اجمعنا واياكم في رحاب المسجد الاقصى المبارك
اللهم اجمعنا واياكم في رحاب المسجد الاقصى المبارك
اللهم اجمعنا واياكم في رحاب المسجد الاقصى المبارك
جزاك الله عني خير الجزاء
أختك
ذات السلاسل
إن لك قلم قصة تستطيع رسم المشاعر والعواطف ، حبذا لو جعلتيها قصة مصورة وملونة .