السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه
الدموع أحدُ مظاهرِ المشاعرِ الإنسانية ، و هي تنجمُ عن سيطرةِ شعورٍ جارفٍ على صاحبها حتى يطغَى هذا الشعورُ على الإرادة ، بل ربما صارَ هو الإرادةُ ذاتُها
مع حروفٍ مدادُها الدّموع
.
أرجو – فضلاً لا أمراً – أن يظلَّ الموضوع للمشاهدة فقط دون ردود ، إذ سأقومُ بتحديثه دورياً إن شاءَ الله
.
نداءٌ من قلبِ غزّة
على الأسِـرّة أنتـم أيهـا العـربُ .. و نحن فـي وهَـجِِ الأحـداثِ نلتهـبُ
على الأسِـرّة أنتـم تنظـرون إلـى .. مأساةِ شعبٍ بها الشاشاتُ تصطخـبُ
شاشاتكم لم تزل تـروي لكـم خبـراً .. عن طفلةٍ قُتلـتْ عـن ظالـم يثـبُ
عن ألفِ طفـلٍ يتيـمٍ فـي مدامعهِ .. متسائـل أيـن منـا الأمُ أيـن الأبُ؟؟
عن أُسرَة هـدمَ الصـاروخُ منزلَهـا .. فكـلُ زاويـةٍ فـي الـدارِ تنتـحـبُ
عن ألفِ ألفِ قتيلٍ فـي مصارعهـم .. أدلـة لـم يلامـِس قولهـا الـكـذبُ
شكراً لكـم حيـن تابعتـمْ مجازرنـا .. على الأثير و قد ضاقـت بنـا الكـربُ
شكـراً لأنّ المـآسـي لا تفارقـكـم .. أخبارهـا فالمآسـي بحرهـا لـجـبُ
لا تغضبوا إن قطعنـا حبـلَ راحتكـم .. أمـام شاشاتكـم فالظالـمُ السـبـبُ
باراكُ أشعل نـارَ الحـربِ فاحترقت .. جميع أوراق من قالوا و مـن كتبـُوا
قولوا لنـا سعـةُ الشدقيـن تزجـرُه .. فربمـا يزجـرُ المستعصـيَ النسـبُ
أخبارنـا أزعجتكـم فهـي دامـيـةٌ .. تبكي العيون لهـا و القلـبُ ينشعـبُ
لو استطعنـا كتمنـا نـارَ حسرتنـا .. عنكم ، و لو نالنا مـن كتمهـا العطـبُ
لكنهـا قنـواتُ الـقـوم تخبـركم .. عن حالنـا فعليهـا اللـوم والعتـبُ
أما فتحتـم لهـا الأبـواب مشرعـةٌ .. تجري إليكم بمـا يشقـى بـه الأدبُ ؟
تقـدّمُ الخبـرَ الـدامـي مراسـلـة ٌ .. بدا لكم صدرُها و السـاقُ و الركـبُ ؟!
لا تقلقـوا فالمآسـي قوتهَـا دمـُنـا .. و لحمُنا فاسمعوا الأخبـار واحتسبـُوا
و إن قسا منظر الأحـداث فانصرفـوا .. إلى قنـاةٍ مـن الأفـلام و انسحبـُوا
هـم ينقلـون لكـم مأسـاة مقدسنـا .. و بعدهـا تُعـرض الأفـلام و الطـربُ
تشابهت صور المأسـاة فـي زمـنٍ .. شمسُ المروءاتِ عن عينيه تحتجـبُ
علـى الأَسِـرّة أنتـم يـا أحبتـنـا .. يا خيرَ من أنكروا يا خيرَ من شجبُوا
يا خيرَ من أسندوا ظهرَ الخضوعِ على .. وسائدَ الذلِّ يا نبـراسَ مـن هربـُوا
نعـمْ بذلتـم لنـا مـالاً و نشكـركـمْ .. لكنـه وحــده لا ينـفـع الـذهـبُ
في مُقلةِ الظلم مـالا تبصـرون و قـد .. أراكـم الظلـمُ ليـلا مالـه شـهـبُ
عـذراً إذا أقسمـتْ أشلاؤنـا قسمـاً .. بأنكـم لـم تكونـوا مثلمـا يـجـبُ
كأنكـم فـي مجـال العصـر ذاكـرةٌ .. مثقوبة وعيهـا بالعصـر مضطـربُ
عذرا لكم أيها الأحبـابُ إن صرخـتْ .. جراحُنا : أين أنتـم أيهـا العـربُ؟!
.
شاعرُ الأمة / عبد الرحمن بن صالح العشماوي
.
رســالـة
أعِيرُونا مدافعَكُمْ ليومٍ .. لا مدامعَكُمْ
أعِيرُونا و ظلُّوا في مواقعكُمْ
بني الإسلام! ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ
مصارعَنا مصارعُكُمْ
إذا ما أغرقَ الطوفانُ شارعَنا
سيغرقُ منه شارعُكُمْ
يشُقُّ صراخُنا الآفاقَ من وجعٍ
فأين تُـرَى مسامعُكُمْ؟!
..
ألسنا إخوةً في الدين قد كنا .. و ما زلنا
فهل هُنتم ، و هل هُنّا؟
أنصرخ نحن من ألمٍ و يصرخ بعضكم : دعنا؟
أيُعجبكم إذا ضِعنا؟
أيُسعدكم إذا جُعنا؟
وما معنى بأن «قلوبَكُم معنا»؟
لنا نسبٌ بكم ـ و الله ـ فوق حدودِ
هذي الأرض يرفعُنا
وإنّ لنا بكم رَحِماً
أنقطعُها و تقطعُنا؟!
معاذَ الله! إن خلائقَ الإسلامِ
تمنعُكم و تمنعُنا
ألسنا يا بني الإسلامِ إخوتُكم؟!
أليسَ مِظَلّةُ التوحيدِ تجمَعُنا؟!
أعِيرُونا مدافعَكُمْ
رأينا الدمعَ لا يَشفِي لنا صدراً
ولا يُبرِي لنا جُرحا
أعِيرُونا رصاصاً يخرقُ الأجسامَ
لا نحتاجُ لا رُزّاً ولا قمحاً
تعيش خيامُنا الأيامَ
لا تقتاتُ إلا الخبزَ و المِلحَ
فليس الجوع يُرهبنا ألاَ مَرْحَى له مَرْحَى
بِكفٍّ من عتيقِ التمرِ ندفعُهُ
ونكبحُ شرّهُ كَبْحَا
أعِيرُونا و كُفوا عن بغيضِ النصحِ بالتسليمِ
نمقُتُ ذلك النُّصحَ
أعِيرُونا و لو شبراً نَمُرُّ عليه للأقصَى
أتنتظرون أن يُمحَى وجودُ المسجدَ الأقصَى؟!
وأن نُمحَى؟!
أعِيرُونا و خَلُّوا الشَّجْبَ و استَحْـيُوا
سئمنا الشجْبَ و (الرّدْحَ)
..
أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتُهِكَتْ محارِمُنا
إذا نُسفَتْ معالمنا و لم تغضبْ
إذا قُتِلَتْ شهامتنا إذا دِيسَتْ كرامتُنا
إذا قامت قيامتُنا و لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهِبت مواردُنا إذا نُكِبت معاهدُنا
إذا هُدِمت مساجدُنا و ظلّ المسجدُ الأقصَى
وظلت قدسُنا تُغصَبْ
و لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
عدوي أو عدوك يهتِكُ الأعراضَ
يعبَث في دَمِي لعباً
و أنت تراقبُ الملعبْ
إذَا لله ، ثمّ للحرمات ، للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟!
رأيتَ هناك أهوالاً
رأيتَ الدم شلالاً
عجائزُ شيَّعت للموتِ أطفالاً
رأيتَ القهرَ ألواناً و أشكالاً
و لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدُّمَى الخرساءَ بطنُك يملأُ المكتبْ
تبيت تُقَدِّسُ الأرقامَ كالأصنامِ فوقَ ملفّها تنكَبْ
رأيتَ الموت فوق رؤوسنا يُنصَبْ
و لم تغضبْ
فصارحني بلا خجلٍ لأيّةِ أمةٍ تُنسَبْ؟!
إذا لم يُحْيِ فيكَ الثأرَ ما نلقى
فلا تتعبْ
فلست لنا و لا مِنّا ولستَ لعالم الإنسان منسوباً
فعش أرنبْ و مُت أرنبْ
ألم يَحزُنكَ ما تلقاهُ أمتنا من الذلِّ
ألم يُخجِلكَ ما تَجنيه من مُستنقَعِ الحلِّ
و ما تلقاه في دَوّامةِ الإرهابِ و القتل ِ
ألم يُغضبكَ هذا الواقعُ المعجونُ بالهول ِ
و تغضب عند نقصِ الملح في الأكلِ!!
..
ألم تنظر إلى الأحجار في كَفَّيَّ تنتفضُ
ألم تنظر إلى الأركانِ في الأقصَى
بفأسِ القهرِ تُنتَقَضُ
ألست تتابع الأخبارَ؟ حيٌّ أنتَ!
أم يشتد في أعماقك المرضُ
أتخشى أن يقال يُشَجِّعُ الإرهابَ
أو يشكو و يعترضُ
و مَنْ تخشى؟!
هو الله الذي يُخشَى
هو الله الذي يُحيِي
هو الله الذي يَحمِي
و ما ترْمِي إذا ترمِي
هو الله الذي يَرْمِي
و أهل الأرض كل الأرض لا و اللهِ
ما ضَرُّوا و لا نَفعُوا ، و لا رَفعُوا و لا خَفضُوا
فما لاقيتَهُ في الله لا تحفِلْ
إذا سَخَطوا له و رَضُوا
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى
عمالقةً قد انتفضُوا
تقول : أرى على مَضَضٍ
وماذا ينفعُ المضَضُ؟!
أتنهض طفلة العامين غاضبةً
وصُنَّاعُ القرارِ اليومَ لا غضَبوا و لا نهضُوا؟!
..
ألم يهْزُزْكَ منظرُ طفلةٍ ملأتْ
مواضعَ جسمِها الحفرُ
و لا أبكاكَ ذاك الطفلُ في هلعٍ
بظهر أبيه يستترُ
فما رحموا استغاثتَه
و لا اكترَثُوا و لا شعَرُوا
فخرّ لوجههِ ميْتاً
و خرّ أبوه يُحتضرُ
متى يُستل هذا الجبنُ من جنبَيْك والخَوَرُ؟
متى التوحيد في جنبَيْك ينتصرُ؟
متى بركانُك الغضبيُّ للإسلام ينفجرُ
فلا يُبقِي و لا يذرُ؟
أتبقى دائماً من أجل لقمةِ عيشكَ
المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟
متى من هذه الأحداث تُعتبرُ؟
و قالوا : الحرب كارثةٌ
تريد الحربُ إعداداً
وأسلحةً و قُوّاداً وأجناداً
وتأييدَ القوَى العُظمَى
فتلك الحربُ ، أنتم تحسبون الحربَ
أحجاراً و أولاداً؟
نقول لهم : و ما أعددْتُمُ للحرب من زمنٍ
أألحاناً وطبّالاً وعوّادا؟
سجوناً تأكل الأوطانَ في نهم
جماعاتٍ وأفرادا؟
حدوداً تحرس المحتَلّ توقِدُ بيننا
الأحقادَ إيقاداً
وما أعددْتُمُ للحربِ من زمنٍ
أما تدعونه فنّـا؟
أأفواجاً من اللاّهين ممن غرّبوا عنّا؟
أأسلحة ، و لا إذنا
بياناتٌ مكررةٌ بلا معنى؟
كأن الخمس و الخمسين لا تكفِي
لنصبر بعدها قرْنا!
أخي في الله! تكفي هذه الكُرَبُ
رأيتَ براءةَ الأطفالِ كيف يهُزها الغضَبُ
و ربّات الخدورِ رأيتَها بالدمّ تختضِبُ
رأيت سَوارِيَ الأقصى كالأطفال تنتحِبُ
وتُهتَكُ حولكَ الأعراضُ في صَلَفٍ
و تجلس أنت ترتقبُ
و يزحفُ نحوك الطاعونُ و الجَرَبُ
أما يكفيك بل يُخزيك هذا اللهوُ و اللعبُ؟
وقالوا : كلنا عربٌ
سلامٌ أيها العربُ!
شعارات مفرغة فأين دعاتُها ذهبوا
وأين سيوفُها الخَشَبُ؟
شعاراتٌ قد اتَّجروا بها دهراً
أما تعبوا؟
و كم رقصت حناجرُهم
فما أغنت حناجرُهم و لا الخُطَبُ
فلا تأبَهْ بما خَطَبُوا
ولا تأبَهْ بما شَجَبُوا
..
متى يا أيها الجنـديُّ تطلق نارُكَ الحِمَمَا؟
متى يا أيها الجنديُّ تروي للصدورِ ظَمَا؟
متى نلقاك في الأقصى لدين الله مُنتقمَا؟
متى يا أيها الإعـلام من غضبٍ تَبُثُّ دماَ؟
عقول الجيل قد سَقَمَتْ
فلم تترك لها قيماً و لا هِمَمَا
أتبقى هذه الأبواقُ يُحشَى سُمُّهَا دسَمَا؟
دعونا من شعاراتٍ مصهينَةٍ
و أحجارٍ من الشطرنجِ تُملِيهَا
لنا و دُمَى
تُتَرْجِمُهَا حروفُ هوانِنَا قِمَمَا
..
أخي في الله قد فَتَكَتْ بنا عِلَلُ
ولكن صرخةُ التكبيرِ تَشفِي هذه العِللاَ
فأصغِ لها تُجَلْجِلُ في نواحي الأرضِ
ما تركتْ بها سهلاً و لا جبلاَ
تجوزُ حدودنا عَجْلَى
و تعبر عُنوةً دولاَ
تقضُّ مضاجعَ الغافينَ
تحرق أعينَ الجهلاَ
فلا نامت عيونُ الجُبْنِ
والدخلاءِ والعُمَلاَ
..
و قالوا : الموتُ يخطِفُكُم ْو ما عرَفُوا
بأن الموتَ أمنيةً بها مولودُنا احتَفَلاَ
وأن الموتَ في شرفٍ نطيرُ له إذا نزلاَ
ونُتبِعُه دموعَ الشوقِ إن رحلاَ
فقل للخائف الرعديدِ إن الجبنَ
لن يُمْدَدْ له أجَلاَ
و ذَرْناَ نحن أهلُ الموتِ ما عَرَفَتْ
لنا الأيامُ من أخطارِهِ وَجَلاَ
«هَلاَ» بالموتِ للإسلام في الأقصَى
و ألْفُ هَلاَ
.
د / عبد الغني بن أحمد التميمي
.
طِـفـلة ٌ من غــــَـزّة
الليلُ أَحْدَقَ بالمكانْ
و قذائفُ الأجواءِ
تختصِرُ الزمانْ
لا العينُ تلتمسُ الكَرَى
أو يستعيدُ القلبُ واحاتِ الأمانْ
.
أنا طفلةٌ تاهَتْ خُطَاهَا
تحتَ زمجرةِ القذائفْ
لا صدرُ أمي عاشَ لِي
ليَضُمَّنِي عندَ المخاوِفْ
أو وجهُ أحبابي إذا اشتدّتْ مواقفْ
.
ما عدتُ أركُضُ في ميادينِ الطفولهْ
و حقيبةُ الألعابِ في كَفِّي
و في الأخرى بقايَا حَلْوَتي
و طفولتي
كالبدرِ لا أخشى أُفُولَهْ
و أنا أنا
بنعومة الخدينِ
و العينِ الكَحِيلهْ
.
ما عدتُ أكْسِرُ دُمْيَتِي
و أصيحُ يا أبتي
سأغضبُ إن بقيتُ بلا دُمَى
فيُقَبِّلُ الخدينِ في عَجَبٍ
و تبتسمُ الشفاهْ
وتُغَرِّدُ الدنيا
و تبتَهجُ الحياهْ
.
و اليومَ أحملُ في يَدِي كَفَنِي
و في قلبي الرَّوَاسِي
تتمزقُ الأحشاءُ من حَدِّ المَوَاسِي
و على رُفَاتِ أبي
أُقَاسِي ما أُقَاسِي
و الليلُ أسْدَلَ جُبَّةً سوداءَ
تَخْتَصِرُ المآسِي
.
يمضي المساءُ و دمعتي
تحفُّ أهْدَابِي الصغيرهْ
و كتائبُ الأعداءِ تقتلُ
دونَ ذنبٍ أو جَرِيرَهْ
و (رجالُ) قومِي أغمَضُوا أجفانَهُم
و تَمَلَّقُوا تلكَ الوزيرهْ
و تمايلُوا طرباً
على أشلائِنا
لا هبَّ مُعْتَصِمٌ
و لا انتفضتْ كَتَائبُهم
بل اغتالوا أمانينا الأسيرهْ
.
أوَّاهُ يا قومي
سيبقى الصوتُ من غزهْ
و لسوف يُعْلِنُ
في صَدَى تاريخنا هَزَّهْ
.
أوَّاهُ يا قومي
و تَاهَ الصوتُ لم نسمع إجابهْ
و كتائبُ الطغيانِ
تفتحُ عندنا للظلمِ بابهْ
ما صدَّهُمْ عَهْدٌ يُسَطَّرْ
أو مَهَابَهْ
.
أوَّاهُ يا قومي
لقد طالتْ مآسينا
صلاحُ الدينِ يا قومي
تَوَارَى ذكرُهُ فينا
متى يا قوم تُنفَخُ فيكم العزهْ
.
تَتَمَلْمَلُ الأحزانُ
في كبِدِي
و عيني تشتكي أرَقاً
و قلبي يرفعُ الشّكوى
إلى الخَلاَّقِ ذِي العِزَّهْ
لن نرتضي ذُلاً
فإما العيشُ في عِزٍ
و إلا الموتُ في غزهْ
.
الشاعر / أحمد بن حسن الصابطي
.