إلى تلك الصور المتميزة و الإشراقات المتلألئة على جبين حفيدة عائشة وفاطمة وأسماء..
إلى الوجوه المضيئة التي تفخر بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم ..
وأمام تلك الأخت العاملة الصامتة
وهي تسارع تتقي بيدها الوهن والضعف وقطرات من العرق تُجمَّل جبينها..
ما كلت قدمها ولا تعبت يدها ولا فتر لسانها..
تحمل هم الأمة قولا وعملا وتلح لها بالدعاء والتمكين..
إنها أمة الله .. علمت أنها ماخلقت عبثا ولا تركت هملا ..
علمت أن هناك موقفا فاستعدت..
وأن هناك سؤالا فأعدت..
مُـنذ وُلدنا و نحن نفخر بالإسلام، فمتى يفخر الإسلام بنا ؟ متـــى ؟!
غاليتي هل سألتي نفسك هذا السؤال !
التي أثنى الله على القائمين عليه
حتى نتشجع سويا.. ونتعاون على الخير .. ونطبق ما أمرنا به الشارع الحكيم .
ومن أجل الأعمال الصالحة " الدعوة إلى اللَّه ".
( أي فللدين القويم والصراط المستقيم الذي أنزل الله به كتبه وأرسل رسله فادع إليه أمتك
وحضهم عليه وجاهد عليه من لم يقبله واستقم بنفسك
فأمره بتكميل نفسه بلزوم الاستقامة وبتكميل غيره بالدعوة إلى ذلك
ومن المعلوم أن أمر الرسول أمر لأمته إذا لم يرد تخصيص له) انتهى.
قالوا يا رسول الله: "وكيف يستعمله؟"، قال: «يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه »
فمن أحبه الله .. أستعمله في طاعته .. وجعله لا يعيش لنفسه فقط ..
بل يعيش لدينه .. داعياً إليه .. آمراً بالمعروف .. ناهياً عن المنكر .. مهتماً بأمر المسلمين .. ناصحاً للمؤمنين.
وأجرها عظيم
لقوله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجور مثل أجور من تبعه
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .."
ونستقي من نبعه
[/CENTER]
والدعاء إلي الشئ الحث علي قصده
والدعوة إلى الله:
هي طلب الإيمان به وعبادته وحده لا شريك له والعمل بعبادته وترك معصيته.
قال تعالى:
"ولْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
أمر الله تعالى عباده المؤمنين بشكره والتمسك بحبله وأمرهم بتتميم هذه الحالة،
والسبب الأقوى الذي يتمكنون به من إقامة دينهم
بأن يتصدى منهم طائفة يحصل فيها الكفاية { يدعون إلى الخير }؛
وهو الدين: أصوله وفروعه وشرائعه {ويأمرون بالمعروف}
؛ وهو ما عرف حسنه شرعاً وعقلاً
{ وينهون عن المنكر }؛ وهو ما عرف قبحه شرعاً وعقلاً
{ وأولئك هم المفلحون }؛ المدركون لكل مطلوب الناجون من كل مرهوب،
ويدخل في هذه الطائفة أهل العلم والتعليم والمتصدون للخطابة ووعظ الناس عموماً وخصوصاً
والمحتسبون، الذين يقومون بإلزام الناس بإقامة الصلوات وإيتاء الزكاة والقيام بشرائع الدين،
وينهونهم عن المنكرات.
فكل من دعا الناس إلى خير على وجه العموم أو على وجه الخصوص،
أو قام بنصيحة عامة أو خاصة فإنه داخل في هذه الآية الكريمة.
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا"( 45/ الأحزاب).
وقد أثنى الله على الدعاة، لكونهم يقومون بأعظم مهمة
ألا وهي تعريف الناس بخالقهم، ومايجب عليهم تجاهه من التقديس والتعظيم والعبادة،
ووجوب الشكر على نعمائه، والصبر على بلوائه.
"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَاإِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"(33/ فصلت).
عندما قال صلى الله عليه وسلم : "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص منأجورهم شيئا"
كما علمنا المشرع العظيم أن أول السبيل صحة الاعتقاد وسلامةالعقيدة وتمام التوحيد الخالي من الشرك
بكل صوره مهما صغرت فالدعاة إلى الله هم أهلالتوحيد الخالص والعقيدة النقية والقلب الشفاف
لأنهم يحملون أعلى راية ويشتغلون بأشرف عمل ..
فكان يصيح بهم قائلاً "بلغوا عني ولو آية .. بلغوا عني ولو آية" ..
فـ ما عذر أحداً في ترك الدعوة إلى الله ..
وفي الحديث الذي رواه مسلم قال صلى الله عليه وسلم لـعلي رضي الله عنه وأرضاه
"فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم"
وحث كل أحد على نشر العلم والنصيحة ..
فقال عليه السلام فيما رواه الترمذي : "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين
حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير"
فكان نشر الدين .. هو القضية الوحيدة التي لأجلها يحيون .. وعليها يموتون.
[CENTER]
وترى تلك تتكلم في أعراض الناس .. وأخرى تغتاب و غيرها و غيرها
ولا تحرك ساكناً
بعذر أستحي .. أخشى أن ترفع صوتها عليَّ .. !
وليس معنى الحياء ألا تشارك الداعية في كلمة طيبة تلقيها على أخواتها المسلمات,
أو نصيحه توقظ بها قلوبهن
فـ احذري أن يصيبك العجز والكسل ..
.. ألا ترين أهل الباطل يتسابقون إلى باطلهم
ويتنافسون فيه !
فهؤلاء الراقصات العاريات يتفانين في عملهن
وهؤلاء الممثلات والمغنيات الداعرات يبذلن الغالي والرخيص في أعمالهن
ولا يستحين من الله ولا من خلقه.
هذا وهن على باطل..!
فـ لماذا نستحي نحن أهل الحق؟!
– وللأسف – من الدعوة إلى الله أو حتى إنكار منكر !
و حجتهن في ذلك أننا نستحى !
ساكنة لا تتكلم و لا تنكر منكراً ! و لا شك أن هذا خطر عظيم ، فإن لم
تنكري المنكر أنتِ و غيرك فمن سينكره ؟
وهذا واجب عليكِ ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من رأى منكم منكراً فليغيره بقلبه, فإن
لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرونبالمعروف وينهون عن المنكر"
ويقيمون الصلاه ويؤتون الزكاه ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم " [التوبة (آية:71)]
انصحيها .. ان لم تستطيعي ان تتكلمي معها .. ناوليها شريط .. مطويه .. أي شئ
ولكن لا تقفي مكتوفة الأيدي .. لابد أن تفعلي شيئاً
حتى لاتسألي عن السكوت يوم القيامة.. يوم تزل الأقدام وتتطاير الصحف وتتعثر الخطوات.!
وان تذمرت وتزمجرت .. فأجرك عند الله أكبر وأعظم
لابد أن تتريثي ..
قال صلى الله عليه وسلم: "لاتحقرن من المعروف
شيئاً ولو ان تلقى أخاك بوجه طلق"
ابتسمي واحتسبي الأجر
إن كل واحدة منا على ثغرة في الإسلام عظيمة
فاحذري أن تؤتى هذه الثغرة من قبلك..
خوضي مجالات الحياة الكثيرة، فإن التفتِ يمنة أو يسرة وجدت عالماً تائها
يمد يديه إليك لكي تخرجيه من الظلمات إلى النور بإذن الله.
كوني داعية أينما حللتي
الدعوة في كل مجال وفي كل وقت
إنهن حفيدات عائشة وفاطمة..
رأين الهمة العالية فطلبنها وسمعن بوعد صادق من
رحمن رحيم فسرن سراعا..
في التجمعات .. وما أكثرها !
أهلك هم أغلى الناس عندك
قال تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].
فلا بد أن يكون نصيبهم منكِ نصيب الأسد.
فعند زيارتك لأهلك تلمسي مواضع ضعف الإيمان في كل فرد حاولي أن تعالجيها
بأساليب مختلفة ومتنوعة.وقد يكون هناك اجتماع دوري أسبوعي مصغر،
وقد يكون هناك اجتماع دوري شهري يضم عدداً أكبر من أفراد العائلة،
بل يضم جميع الأقارب…
فأين أنت من- هذه الاجتماعات؟
هنا والله سوق التجارة الرابحة، فاعرضي بضاعتك وأسعدينا بنشاطك
واجعلي أمة محمد صلى الله عليه وسلم تفخر بوجود مثيلاتك ممن جعلن
الإسلام أكبر همهن، فكن تاجاً على الرأس ونوراً على الجبين
وحياة للغافلين بما يبعثنه من روح الإسلام في قلوب الأموات.
قال تعالى:
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } (122) سورة الأنعام
* مسابقة حفظ القرآن الكريم:
وإليك بعض الأفكار فيها:
1- حفظ السور والآيات التي لها فضائل خاصة مثل سورة الملك، آية الكرسي،
الآيات الأخيرة من سورة البقرة، الآيات العشر من أول سورة الكهف… إلخ.
2-حفظ (جزء عم) مناسب جداً للأمهات كبار السن ولمن تعاني من صعوبة الحفظ
أو كثرة الأشغال والأولاد. وذلك بتحديد عدد معين من قصار السورحسب ترتيب المصحف
3- قد يوجد في الأسرة بعض الأفراد ممن قد من الله عليهم بحفظ جميع الآيات والسور السابقة،
فمثل هؤلاء بإمكانك أن تعملي لهم مسابقة في حفظ سورة البقرة ونحوها،
ففي كل لقاء يتم تسميع وجه أو نصف وجه وهكذا…
حديثها يأتي كنسمة الصباح المشرق.. تدير الحوار ثم تقفز بالحاضرات
من الموديلات والأزياء لتحدثهن عما جرى في مدرستها.. إنها قصة
وفاة ابنة عمها طالبة لديهم.. ترقق بها القلب ثم تعقب بحديث عن الموت
وقصص أخرى.. تحول المجلس إلى مجلس ذكر وخير.
لها أسلوب متميز في الدعوة فهي تبحث في وسط الأسر عن المرأة القوية
المقبولة لدى أسرتها ثم تبدأ بدعوتها شيئاً فشيئاً حتى يستقيم أمرها..
وعندها تقول: أنت مسئوولة عن باقي أسرتك ومعارفك..
عليك حمل ثقيل ولكن أنت أهل لذلك.
مع أبنائك .. أبناء أخوتك .. أخواتك الصغار
لهم نصيب من دعوتك
الأطفال أحباب القلوب، وهنا مربط الفرس
فجاهدي يا أخية على تحفيظ أولادك أو أخوتك كتاب الله واجعلي هذا العمل
من أساسيات أعمالك اليومية، وذلك عن طريق ترديد سورة قصيرة معينة
في مختلف الأوقات فلا يمر الأسبوع بإذن الله إلا وقد أتقن الطفل حفظ
هذه السورة ثم تبدئين بسورة أخرى في الأسبوع المقبل،
:
ودعوني أذكر لكم نموذجاً حياً :
وهي ابنة لأخت في الله عمرها خمس سنوات تحفظ أربعة أجزاء من كتاب الله،
الله أكبر من أين جاء ذلك إلا بتوفيق من الله ثم جهد جهيد وعزم أكيد في تحفيظها
من قبل والديها جزاهما الله خيراً، ولا تنسي يا أخية أن تحفيظك كتاب الله لغيرك
هو من الأعمال الجارية كما قال صلى الله عليه وسلم: "أو مصحفاً ورثه ".
:
فتخيلي يا أخية وأنت في قبرك بين ثنايا الأرض وتحت ركام التراب وأبناؤك ومن
علمتهم كتاب الله أحياء يقرؤون ما حفظوه منك فتأتيك الحسنات ولا ينقطع
عملك في وقت أحوج ما تكونين إليها.
مثال وضّاء~
:
تتحرق شوقاً لرفعة راية الإسلام.. همها منصرف للدعوة.. عيونها تتابع
المحاضرات ومتى موعدها ومن ستلقيها..
أما حفظ القرآن فقد إنصرفت بكليتها نحو حفظه.
حركة لا تهدأ فمن نصيحة رقيقة تهديها إلى إحدى زميلاتها
إلى كلمة حلوة تدعو فيها لحفظ القرآن في مصلى المدرسة..
إلى قوة في إنكار المنكر وعدم الصبرعلى رؤيته.. أما المدرسات
فلهن نصيب من دعوتها..
الله أكبر.. لا تراها إلا تتقلب في أنواع العبادة.
إنها فتاة الإسلام مباركة أينما كانت.. مباركة أينما حلت وارتحلت..
بل وأرقام الهواتف المشبوهة .. ومع ذلك إذا طالبناها بنصيحتهن
قالت : أنا أحتاج إلى من ينصحني .. أنا مقصرة ..عجباً ..
ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات .
ثم وزّعتها في التجمعات ..أو أهدتها لزميلاتها في العمل .. أو طالبات في المدرسة ..
ثم تأصل كل ذلك محبة في الله..
بدأنا في جمع مبلغ بسيط من مرتباتنا في الجامعة به نشتري بعض الكتيبات والأشرطة..
وعلى الرغم من قلة هذا المبلغ إلا أن الله بارك فيه ليشمل ما نوزعه جميع أقاربنا ومعارفنا..
وبدأ ينضم إلينا بعض فتيات العائلة حتى تيسرت أمورنا ولم تعد المادة عائقا نحو شراء تلك الكتب والأشرطة.
ثلاث زميلات في الجامعة تعاهدن على حفظ القرآن كاملا..
وكان بينهن اتصال مستمر مساء كل يوم لتسميع ما حفظن..
دقائق معدودة وفي نهاية الأسبوع يكون التسميع لبعض الآيات..
من أول السورة ووسطها وآخرها ليسترجعن ويتأكدن من حفظهن..
كانت النتيجة من هذا الخير في شهر ونصف حفظن سورة البقرة.
ومضه ~
مدارس كثيرة بها خيرة المعلمات علما ودعوة ونشاطاً..
أما هي عندما عينت فإنها ارسلت إلى مدرسة تزخر بالمعلمات لكنهن نائمات..
فلا توجد محاضرات ولا دروس..
في البداية بدأت في التودد إلى المدرسات
وقالت: هم أهم عندي الآن من الطالبات
لأنهن داعيات خاملات آثرن الكسل والدعة.. فقط يحتجن إلى إيقاظ..
حتى تحولت المدرسة إلى شعلة نشاط ومركز دعوة..
حمدت إحداهن الله وهي تردد كيف ضاعت مني خمس سنوات يومياً
أقف أمام الطالبات ولم أدعهن وأحدثهن وأركز على تربيتهن!!
إنها الغفلة اليوم والحساب غداً.
فمن محاضرات إلى ندوات إلى نصائح. كل عمل خير لها فيه نصيب.
اجتمعت معلمات المدرسة وقررن الدخول في (جمعية) مع بعض..
وكل منهن تتحدث عما ستفعل بالمبلغ عندما تستلمه
أما هي فصامتة تنتظر ذلك اليوم..
حتى إذا استلمت المبلغ دفعت به لبناء مسجد.. لعله يصيبها الأجر والثواب.
حتى تدعوها بمفردها وتثني على علمها وخلقها..
ثم تسألها كم تحفظين من كتاب الله؟!
كيف لا تحفظين إلا القليل وانت قد وهبك الله كل هذا التفوق.
وفي النهاية تقول المدرسة في قوة: سأراجع لك ما تحفظين كل أسبوع..
بثت في نفس طالبتها الهمة وشجعتها وكانت النتيجة أن بدأت الطالبة
تخطو نحو العلا بخطوات سريعة.
فيها وهذه الفرص ماذا استفادت منها..إنها سنوات معدودة وفرص ذهبية..
إذا لم تستثمر فمتى إذا تستثمر؟!
تحولت غرفتها إلى خلية نحل ونشاط متصل.. بدأت بتوزيع كتب على الممرضات
والطبيبات باللغات الأجنبية واتبعتها الأشرطة..
أما المريضات فحدث ولا حرج عن عدد الكتب التي تم توزيعها حتى فاضت وزادت
ووصلت إلى صالة انتظار النساء في الدور الأرضي..
أما تلك المرأة الكبيرة في السن وليس لها نصيب من العلم فقد إشترت لها جهاز
راديو بمبلغ عشرين ريالاً ووضعت المؤشر على إذاعة القرآن الكريم..
ثم تشاورت مع طبيبة داعية وقررن وضع أرفف في ممرات قسم النساء ووضعن
عليه كتباً صغيرة غالبها موجه للنساء. أما مدير المستشفى فقد وصلته قائمة
طويلة بما رأت وما تقترح ودونت جميع ملاحظاتها في تلك الرسالة.
عجبت الطبيبات من همتها ونشاطها فهي تتفقد النساء في غرفهن
وتسأل عن حاجتهن وما يردن..
بدأت كل شهر أو شهرين تشتري كتباً وتوزعها على الخادمات.. فرحن بزيارتها ويعلمنها بإرسال تلك الكتب إلى أهلهن هناك.
اشترطت عليها الحجاب الكامل وعدم التبرج وغشيان مجالس الرجال.
ووجهتها بعدم فتح الباب ورفع سماعة الهاتف.. تذمرت الخادمة في باديء الأمر..
ولكن بعد أن سمعت أشرطة بلغتها وقرأت كتباً عن الحجاب.. حمدت الله.
لم يقف الأمر عند هذا الحد.. فلبيوت الأخيار تميزاً..
بدأت الخادمة تقوم الليل تصلي وتتهجد ولا يفوتها صيام أيام البيض ويومي الخميس والأثنين.
ثم بدأت تركز على تربيتها وتعليمها حتى وهما تعملان..
وقالت في نفسها: ربما تكون هذه الخادمة غداً داعية في بلادها تنكر بعض أنواع الشرك والبدع الموجودة لديهم وتحذر من الإنحرافات
مجموعة من الكتيبات والمطويات.. فأينما ذهبت واستقرت وضعت تلك الكتب..
إنها نبع من ينابيع الخير..
جملها الله بالتقوى وزانها بالإخلاص ولم ينقص من أدوات زينتها شيء..
إنها داعية بعملها هذا.. ورغم أن الجميع يستطيع أن يقوم به لكن
أين أهل الهمة والغيرة والحماس؟!.
فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم عليَّ
قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟
قلت : بلى .. فناولني ظرفاً مغلقاً .. وقال : هذا مال جمعتُه من أمي وأخواتي وبعض المعارف .. ثم ذهب ..
ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال .. وأنفقت تلك الخمسة آلاف في بناء ذلك المسجد ..
واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يقرأ القرآن قارئ .. ولا يصلي مصلٍّ ..
إلا كان في ميزان ذلك الشاب مثل أجره ..
قال : فسألته .. قلت يا شيخ دلني على عمل فاضل نافع ..
قال فرفع الشيخ يده وهزها وهو يقول : عليك بالدعوة إلى الله .. عليك بالدعوة إلى الله ..
وما زال يكررها حتى غاب عني ..
والدعوة إلى الله ليست مهمة صعبة ..
إلا من كان يتوافر فيه بعض الشروط والصفات :
قال تعالى:" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي .." [108 – سورة يوسف]
بإن يميز بين السنة والبدعة والحسنة والسيئة وبين الحلال والحرام
وماهو الكفر والفسوق والعصيان .
على الداعية ان يكون عاملاً بما يدعو الناس اليه ، لان كثير من الناس ينظرون إلى
قال: "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"[44 – سورة البقرة]
( يُجاء بالرجل يوم القيامة فيلقي في النار ، فتندلق اقتابه في النار ، فيدور كما يدور
علي الداعية ان يكون مخلصاً لله في دعوته
لا يريد بها رياء ولا سمعة ولا مدح من الناس
ولا شهرة وان يكون كل همه من دعوته هو اعلاء الحق
واعلاء كلمة الله ونفع المدعوين وهدايتهم إلى الحق .
تقبل الله دعوته، وأعانه على أدائها، وحبس له عليها الأجر الوفير،
فلنعلم أخواتي بـ إن طريق الدعوة ليس مفروشا بالورود وليس طريق صعب إنما يحتاج
ألا نستعجل النتائج وألا نستعجل قطف ثمار
دعوتنا
فان لم يتوفر في الداعية الصبر والحلم صعب عليه الطريق أكثر
بل ربما وقف في منتصف الطريق او حتى في أوله
ولهذا امر الله سبحانه وتعالى نبيه بالصبر
قال عز وجل: "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)
إِنَّ اللَّهَ مَع َالَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ" [سورة النحل]
فإن معرفة الداعية لفضل الدعوة، وأجر الدعاة إلى الله، يكون حافزاً ودافعاً
وإن من أخطر الأمور ألا يعرف الداعية قيمة الجوهرة التي ينقلها،
فكلما كان الداعية محبًّا لهذه الدعوة، راغبا للسير في طريقها، كلما كان عمله متقناً،
فلا يصلح للسير في هذا الطريق إلا من دخله بحب ورغبة، ومن سار فيه بقناعة ووعي.
"وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" [سورة الاعراف آية 164]
أن طريق النصر في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة، مفروش بالأشواك، مضرج بالدماء،
مليء بجثث الشهداء، وأن هذه سُنة أصحاب الدعوات، وحمَلة الرسالات، وقد كان
ابن القيم – رحمه الله – واعيا بهذا مدركا له، حينما بين أن طريق الدعوة طويل
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" [2- 3 /العنكبوت].
لا … بل حتى لا تظني أيتها الداعية الغالية أنه طريق ممهد مفروش بالورود،
دخل عليه بعض المصلحين .. يستعينونه لإزالة منكر وقع من أحد الأشخاص ..
فقال الشيخ : اكتبوا له رسالة .. انصحوه .. فقال : أحدهم : كتبت له يا شيخ .. ولم ينتهِ ..
قال : اكتبوا له أخرى ..
فقال الثاني : أنا كتبت له يا شيخ أيضاً ..
فقال : اكتبوا له ثالثة ..
فقال أحدهم : إلى متى يا شيخ .. هذا معرض لا يتعظ ..
فقال الشيخ : والله إني .. في إحدى المرات .. كتبت إلى صاحب منكر مائة مرة .. حتى أزاله ..
غضب رب الأرض والسماء .. وقرب نزول البلاء ..
بل إن المنكر إذا كثر .. خربت البلاد .. وهلك العباد .. وصار الناس كالبهائم ..
ما بين حائر وهائم .. والمنكر إذا وقع ..لم يضر الفاعلين فقط .. بل عم الصالح والطالح ..
وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ
ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ..
فقال جبريل : يا رب فيهم عبدك فلان .. رجل صالح .. أي بكاء في الأسحار ..
صوام في النهار .. له صدقات وأعمال صالحات .. كيف أهلكه معهم ..
فقال الله : به فابدأ .. فإنه لم يتمعر وجهه فيَّ قط .. أي لم يكن يأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر ..
وصح عند أحمد والترمذي ..
أنه صلى الله عليه وسلم قال :"والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر
أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم "
نعم .. فلا يعذر أحد في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. كل بحسب استطاعته ..
فقد روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ..
وعلى العاقل أن يسلك جميع السبل في سبيل إنكار المنكرات .. ولا يكتفي بسبيل
واحد ثم يرضى بالقعود ..
وبعض الناس ليس بينه وبين ترك منكره .. إلا أن يسمع موعظة صادقة ..
من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. نزع الله هيبته
من قلوب العباد .. حتى لو أمر ابنه أو نهاه لاستخفَّ به ..
فإنه يخشى على بعض العاملين الرياء ومحبة إبراز أعمالهم للناس
والتحدث بها في كل مكان..
وكأنهم يعملوا إلا ليخبروا الناس وما قصدوا بذلك وجه الله والدار الآخرة..
يتسرب إليهم الرياء والعجب من حيث لا يعلمون.. ووالله إنه أشد على الأمة من المسيح الدجال
"ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال "
قالوا: بلى يارسول الله. قال: " الشرك الخفي ".
ومما تذكر به الأخت المسلمة في هذا السعي المتواصل والعمل الدؤوب..
هو أن الاخلاص إذا تمكن من طاعة ما حتى وإن كانت قليلة أو يسيرة
في عين صاحبها ولكنها خالصة لله تعالى
فإن الله يجزي عنها الجزاء الأوفى والعطاء الأتم للمخلص.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: هو أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟
فقال: ان العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً، لم يقبل،
وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً " لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص: أن يكون لله،
والصواب أن يكون على السنة
ثم قرأ: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.
أن لا تنفقيها في بضاعة كاسدة ودماء فاسدة إنها حصائد الألسن..
الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء وغيرها
ولا تكوني ممن يعمل الأعمال العظام وشهر الليل والنهار ثم يضيع تعبه وجهده..
وتكوني من المفلسين.. الذين جمعوا رأس مال ثم أنفقوه.
قال- صلى الله عليه وسلم -: "أتدرون من المفلس "؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع،
فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة،
ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا
من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت قبل أن يقضي ماعليه، أخذ من
خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار". رواه مسلم
ووفقنا جميعا بالأعمال الصالحة, وأرشدنا الى صوابك
وأجعلنا من الآمرين بالمعروف لك والناهين عن المنكر
ثنــاء بملء السماء . .
و إمتنان بحجم الكون . .
و لا يَفِيها وربي ~
لها | الدعاء | .. و عظيم الشكر ~
اسأل الله العلي العظيم أن لا يحرمها الأجر
ويجعله في موازين حسناتها .. ويرزقها الفردوس و والديها وأحبابها ~
موضوع راائع وشامل..
بارك الله فيكِ أختي أمل وفي الغالية رغد وأجزل لكما العطاء..
’,
أمل ..
و إياكِ يا رب .
أسعدكِ الله يا غالية و حفظك و زادكِ من فضله ..
جهد مبارك ’ أسأل الله ألا يحرمك الاجر ..
سعيدة بكِ ..
’,
الغدير
حفظك الله وبارك فيكِ ..