كل عام وأنتم جميعاً بخيـــــــــــــــــر .
المسارعة في الخيراتِ والمبادَرة إلى الطاعاتِ مِن سمات المؤمنين ، والتثاقُل عنها من صفاتِ المنافقين ، وفي الحديث : ((أثقلُ الصّلاة على المنافقين العشاءُ والفجر)) رواه البخاري.
وفّق الله أهلَ الطاعة حيثما كانوا وأينَما حلّوا ، فهم خير الناس ، وحين سئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيُّ الناس خير؟ قال: ((من طالَ عمره وحسُن عمله))، قال : فأيّ الناس شرّ؟ قال : ((من طال عمره وساء عملُه)) أخرجه الترمذي.
منَ الطاعةِ الالتزام بالعباداتِ والدوام على الصلوات وصوم رمضان وحجّ بيت الله الحرام ، أداءُ الزكاة والبعد عن المنكراتِ والمعاصي من الطاعات ، وكذا الأمر بالمعروف والنهيُ عن المنكر والدعوة إلى الله ، وطاعةُ رسول الله هي طاعةٌ للهِ ، قال تَعالى : (مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) [النساء:80].
الطاعةُ أجرُها جزيل وأثرها عظيم ، هي سبَب رحمة الله ، وإذا شملَتِ العبدَ رحمةُ الله سعِد في الدنيا والآخرة ، وكلّما ازدادَ المسلم طاعةً ازداد عِلمًا وعملاً وهدًى ، قال تعالى : (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) [النور:54]، وقال : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ) [محمد:17].
بِطاعةِ الله يكثُر الرّزقُ ونُسقَى من بركات السماء وينبِت لنا الرّبّ من بركاتِ الأرض ويدرُّ لنا الضّرع ، قال تعالى : (وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ) [الجن:16]، قال ابن عباس رضي الله عنهما : (يعني بالاستقامة الطاعة).
في ظلِّ طاعةِ الله يخبِت العبد إلى ربِّه ويشرح صدرَه ويرضَى بقضائه وقدره ويحلّ بقلبِه الأنسُ والاطمِئنان ، قال تعالى:
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) [النحل:97].
المجتَمَع الذي يقبِل أفرادُه على الطاعةِ تضعف فيه نوازِع الشرّ ويحَصَّن من الفساد ؛ ذلك أنَّ طاعة الله تهذّب الأخلاق وتزكِّي النّفوسَ وتقوِّم السلوكَ وتروِّض الجوارِحَ، فيصلح الأفراد وتسمُو المجتمعاتُ وتسودُ الأمّة .
أهلُ الطاعةِ يُؤتِهم الله أجرَهم غيرَ منقوص ، وتُضاعف لهم الحسنات وتكفَّر السيئات .
ثوابُ الطاعة يُرَى أثرُه عند السّكَرات ويومَ العَرَصات وعندَ سُؤال منكرٍ ونكير، قال تعالى : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) [إبراهيم:27].
أهلُ الطاعة يؤمِّنُهم الله يومَ الفزع ويظِلّهم والناسُ في شدّةٍ وخَوف وهلَع ، قال صلى الله عليه وسلم : ((سبعةٌ يظلّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلاّ ظلّه)) ، وذكر صنوفًا من أهل الطاعة.
وفي الجنّةِ دارِ الخُلد يرافِق أهلُ الطاعة النّبيّين والصّدّقين والشهداء والصالحين ، وما أجلَّ هذه المرتبةَ العلِيّة ، وما أعظمَ مرافقةَ النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ) [النساء:69]، وعن ربيعةَ بنِ كَعب الأسلميّ رضي الله عنه قال : كنتُ أبيتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيتُه بوَضوئه وحاجتِه ، فقال لي : ((سل))، فقلتُ: أسألك مرافَقتَك في الجنّة ، قال : (( أوَغيرَ ذلك؟)) قلت : هو ذاك ، قال : ((فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجود)) أخرجه مسلم.
يا أهلَ الطاعةِ ، لا قيمةَ لطاعةٍ تُؤدَّى دون أن يكونَ لها أثرٌ من تقوًى أو خشية .
أين أثر الصيام إذا هجَر المسلم القرآنَ وترك الصلاة مع الجماعةِ وانتهك الحرمات ؟!
أين أثرُ رمضانَ إذا أكلَ المسلم الرّبا وأخذ أموالَ الناس بالباطلِ ؟!
أين أثَر العبادةِ إذا أعرض عن سنّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى العادات والتقاليدِ وحكّم في حياته القوانين الوضعيةَ؟!
أين أثر الطاعةِ إذا تحايَل في بيعه وشرائه وكذَب في ليله ونهارِه؟!
أين أثَر الطاعة إذا لم يقدِّم دعوةً لضالّ ولُقمة إلى جائِع وكسوَة إلى عارٍ مع دعاءٍ صادق بقلبٍ خاشع أن ينصرَ الله الإسلام والمسلمين ويدمِّر أعداء الدين؟!
حرِيّ بنا ـ يا أهلَ الطاعة ـ أن نتأمَّلَ كلامَ ابن القيّم رحمه الله إذ يقول :
"فبَين العمل والقلبِ مسافةٌ ، وفي تلكَ المسافةِ قُطّاع تمنع وصولَ العمل إلى القلب ، فيكون الرجل كثيرَ العمل وما وصَل منه إلى قلبِه محبّة ولا خوفٌ ولا رَجاء ولا زُهد في الدنيا ولا رغبة في الآخرة ولا نُور يفرِّق به بين أولياءِ الله وأعدائه ، فلو وصَل أثر الأعمال إلى قلبِه لاستنَار وأشرَق ورأى الحقَّ والباطل" انتهى كلامه رحمه الله.
يا أهلَ الطاعة ، الله لا يريد من سائرِ عبادَاتِنا الحركاتِ والجهدَ والمشقّة ، بل طلب سبحانَه ما وراءَ ذلك من التّقوى والخشيةِ له .
جعلني الله وإياكم وكل المسلمين من أهل الطاعة ، ورزقنا جميعاً مرافقة المصطفي صلى الله عليه وسلم في الجنة .
؛؛؛
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم آمين
موضوع قيم ,, جزاك الله الجنة ونفع بك
نعم جملة رائعة وياليت كل اويسمعها من يقرأها يستفيد منها يحسها يشعرها ما احواجن إلى هذه الكلمات
وما احواجن إلى خشية الله
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك لنتكفيك اي كلمات المديح اخي
جزاك الله كل خير
جزيتي الجنة بما قدمتي لنا……….
جعلنا الله واياكي ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه…………
السلام عليكم ورحمة الله
شاكر لك مرورك ..
جزاك الله خيراً علي الدعاء الطيب ولك بالمثل
وأكثر .
وفقك الله .
السلام عليكم ورحمة الله
شاكر لك مرورك ..
الخشية من الله عز وجعل تجعلنا في دائرة السعادة بكل تأكيد .
رعاك الله .
السلام عليكم ورحمة الله
شاكر لك مرورك .. والموضوع أعجبني ، لذا وضعته هنا .
حفظك الرحمن .
السلام عليكم ورحمة الله
شاكر لك مرورك وتواجدك ..
جعلنا الله واياكي ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه………… اللهم آميــــــــن .
للمعلومية فقط : قلم صادق ( رجل )
حفظك الرحمن وحفظ كل أهلنا الكرام في غــــــــــــــزه … نصركم الله .