قال الله تعالى ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هآؤم إقرءوا كتابيه @ إني ظننت أني ملاق حسابيه @ فهو في عيشة راضيه @ في جنة عاليه @ قطوفها دانيه @ كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخاليه @ وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه @ ولم أدر ما حسابيه @ يا ليتها كانت القاضيه ) سورة الحاقه 19-27
إن أعظم الفخر أن نأتي يوم القيامه بصحيفة بيضاء نقينه نفاخر فيها ونفرح ونقول هذا ما عملناه فإقرؤه هذا ما قدمنا فأنظروا اليه .. وبالمقابل أعظم فضيحه أن نؤتى كتابنا بالشمال فنقول كما في الايه ( يا ليتني لم أوت كتابيه @ ولم أدر ما حسابيه ) الايآت
ليس العار أو الفضيحه ان نخفق في تجارة الدنيا ومرابحها وما يوصل اليها من سبل الدراسة وغيرها .. ولكن الفضيحه أن نأتي يوم القيامه وتجارتنا بوار عند الله سبحانه عز وجل .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحدهم يأتي يوم القيامه وله من الحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد سب هذا وشتم هذا وسرق مال هذا فتؤخذ من حسناته لهم حتى اذا انتهت حسناته أخذ من سيئاتهم ثم طرحت عليه ثم طرح في النار .. هذا وله من الحسنات أمثال الجبال فكيف بنا اليوم وسيئاتنا ليل نهار ؟؟
قال الله تعالى ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخره ولهم عذاب عظيم @ يوم تشهد عليم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون @ يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين ) النور 23-25
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَات الْغَافِلَات الْمُؤْمِنَات لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَهُمْ عَذَاب عَظِيم } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ } بِالْفَاحِشَةِ { الْمُحْصَنَات } يَعْنِي الْعَفِيفَات { الْغَافِلَات } عَنِ الْفَوَاحِش { الْمُؤْمِنَات } بِاللَّهِ وَرَسُوله * وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه * { لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة } يَقُول : أُبْعِدُوا مِنْ رَحْمَة اللَّه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة . { وَلَهُمْ } فِي الْآخِرَة { عَذَاب عَظِيم } وَذَلِكَ عَذَاب جَهَنَّم .
تفسير الطبري
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وَالْمَعْنَى : يَوْم تَشْهَد أَلْسِنَة بَعْضهمْ عَلَى بَعْض بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ مِنْ الْقَذْف وَالْبُهْتَان . وَقِيلَ : تَشْهَد عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتهمْ ذَلِكَ الْيَوْم بِمَا تَكَلَّمُوا بِهِ . " وَأَيْدِيهمْ وَأَرْجُلهمْ " أَيْ وَتَتَكَلَّم الْجَوَارِح بِمَا عَمِلُوا فِي الدُّنْيَا .
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ
أَيْ حِسَابهمْ وَجَزَاؤُهُمْ .
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ.
أخي الكريم :
يجب ان تعلم وان نعلم ان الله عليم خبير وانه سميع بصير .. فربما كتبنا يوما كلمات نظن اننا نجونا من الناس بحيث لم يعرفونا وغفلنا أن هناك الواحد الديان يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور .. فإن فررنا في الدنيا من محاسبة الناس لنا فماذا سنقول للملك الديان عندما يعرض علينا أعمالنا ؟؟
قال تعالى ( يوم تشهد عليهم السنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )
يأتي العبد يوم القيامه والله سبحانه يعرض عليه كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها فيقول العبد : لا أرضى علي شاهدا الا من نفسي .. عندها يختم على فمه ووتتكلم أيديهم وتشهد أرجلهم بما كان يعمل .. يقول لجوارحه قبحا لكما فعنكما كنت أدافع ..
انت امام الشاشه وتعبث بالاحرف فتكتب ما لا يرضاه الله فتسب هذا وتقذف هذا وتشتم هذا وتلعن هذا لماذا ؟؟
أغرتك خلوتك عن الناس ؟؟ أغرك أن من سببته أو قذفته أو شتمته لا يعرفك ولا يستطيع الوصول اليك ؟؟
إسمع لقصص المتقين :
الامام أحمد رحمه الله سمع أبيات من الشعر فأخذ يبكي في بيته ليلة وهم يسمعون نشيج بكاءه إمام فقيه محدث عالم فما يبكيه من الشعر ؟؟ إقرأ هذا البيت لتعرف :
وإذا ما خلوت بريبة في ظلمة @@@ والنفس داعية الى الطغيان
فإستح من نظر الاله وقل لها @@@ إن الذي خلق الظلام يراني
أخذ يرددها طوال الليل ويبكي ..!
كان الناس في زمن سيطر عليهم الخوف من رجل يقال له الفضيل .. فكانت الام تقول لإبنها إذا لم يستجيب : سآتي لك بالفضيل !!
لقد كان الرعب والخوف منه مسيطر على القوافل والمسافرين .. وذات مرة أتى ليسرق فإذا هو بأحدهم يتلو قول الله ( ألم يأن للذين آمنو أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق )
فقال بلى .. وتاب وصار إمام في الزهد والعلم وصار يلقب بإمام الحرمين فكان يأم الناس في الحرم ..
أخي تذكر قول الشافعي رحمه الله :
وما من كاتب الاسيفنى @@@ ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء @@@ يسرك في القيامة
وتذكر قول الله سبحانه ( وقالوا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ووجودوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا )
ولتعلم أخي :
قال الله تعالى ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون # إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار # مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد اليهم طرفهم وأفئدتهم هواء # وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا الى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكوهنوا أقسم من قبل ما لكم من زوال )
أخي يامن اتهم بالفحشاء والمنكر وقذف بالفواحش والمنكرات تذكر :
لقد أتهم من هو خير مني ومنك وبرأه الله من فوق سبع سموات وقال الله تعالى ( إن الذين جاءو بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل إمريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) سورة النور 11
وإصبر وإحتسب فلن يضيع الله أمرك ولن ينسى لك صبرك وأعلم أنما أتيت من قبل ذنبك ومعصية عصيت بها الله فهذا أحد السلف أتى ليخرج من المسجد فسلط الله عليه من يمنعه فقال ( اللهم إني أستغفرك من ذنب سلطت به علي هذا ) ففرج اله عنه وصدق في توبته .
وكأني بك عندما اتهمت بما لست فاعله تقول :
الى الديان يوم العرض نشكوا @ وعند الله تجتمع الخصوم
فستجتمع انتا وخصمك أمام ملك لا يظلم مثقال ذره وان تكن حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه اجرا عظيما …
وكأني بك من مرارة الظلم ومعانتك معها تقول :
ستعلم يوم الحساب اذ التقينا @ غدا عند المليك من الظلوم
أخيرا الى جميع اخواني واحبابي :
قال اله تعالى : ( وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فإستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما اشركتون من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم… ) إبراهيم 22
فإختر أن تكون ممن إتبعوا أمر الشيطان فقابلهم بما قال لهم في الاخره وجحدهم وقد كانوا طائعين لأمره .. أو أن تكون ممن أطاعوا الله ورسوله فأصبحوا فائزين فرحين بما آتاهم الله من فضله ..
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يرحمني وإياكم انه هو الغفور الرحيم .
منقوووووووووووول للفائده
وجزى الله كاتبه وناقله كل خير
اللهـــــــــــــــــم امين
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون # إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار # مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد اليهم طرفهم وأفئدتهم هواء )
يا الله..هذه الآيات لوحدها كفيلة بأن تردع كل من تسوّل له نفسه بالقذف أو الشتم أو فعل أي سيئة ولكن لمن قلوبهم حية!
نسأل الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
اللهم لا تفضحنا يوم العرض عليك ياارحم الراحمين
بارك الله فيكى يا بنوته تذكره طيبه
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من ظلمنا