ثم طلبت من الفتى بائع المراوح , أن يدخل إلى ما وراء الباب ؛ لترى ما لديه , و تنتقي المروحة المناسبة . و دخل خطوة وراء الباب يحمل بضاعته المزجاة , يعرضها أمام سيدة البيت الغنية ؛ لتنتقي ما تريد . فإذا الباب يغلق , و إذا السيدة تهدده , بأنه إذا صاح أو قام بأي محاولة للخروج , فإنها ستصيح بأعلى صوتها , و سوف تجمع أهل الحي حوله , و تدعي بأنه دخل عليها المنزل بقوة , ليغصبها شرفها ! فبهت الفتى و راح يسأل السيدة عن السبب , الذي جعلها تلجأ إلى مثل هذا التصرف .
و لم يفهم الفتى مرادها , إلا عندما رآها و هي تحاول أن تضمه إليها . فارتعدت فرائضه و علت جسده قشعريرة شديدة و تملكه الغضب الشديد , لأن تمتهن كرامته على هذا الشكل المزري , و الغضب لله , أن تنتهك حرمات الله أمام عينه , و هو الذي ما اعتاد أن يتجرأ على معصيته .
و رفع صوته , معبرا عما جال في نفسه من غضب . فأسرعت تهدده بالاستغاثة بالناس الذين سيصدقونها , و لن يصدقوا ادعاءته الفارغة , مهما أقسم لهم على صحتها . ذلك أنه في موقف حرج , إنه في داخل منزلها , و ليس بوسع إي إنسان أن يفسر ذلك , إلا أنه هو الذي اقتحم المنزل على هذه المرأة الشريفة !
و خفف الفتى من حدة غضبه , و ترك أسلوب الثورة , و لجأ إلى أسلوب الإقناع . و راح يذكرها بالله , و يدعوها إلى الخشية من الله . و تلا عليها الآية الشريفة : { قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله و يعلم ما في السموات و ما في الأرض و الله على كل شيء قدير } .
ولكن محاولاته هذه في الإقناع لم تلقى من الإخفاق أقل مما لقيته تصرفاته الغضبى . فتصور أن الشيطان قد ركب رأس هذه المرأة , و كيف لا يتراءى له ذلك , و الشيطان يسري من الإنسان مسرى الدم , لا يحول دون السيطرة عليه إلا القلب الذاكر .
ووقف الفتى حائرا لا يدري ما يفعل . ووقفت المرأة تبين للفتى أنه قد طال إنتظارها هذه الفرصة السانحة . ثم أخذت تزيل كل ما يمكن أن يعترض طريقه من مخاوف فبينت له أن الدار خالية . ثم ذهبت تعرض عليه المغريات الكثيرة .
و لما لم تفلح , اعتمدت أسلوب الترهيب فلوحت له بالعصا و ذكرته أنه في قبضتها . و لم يجد الفتى و سيلة للخلاص . فراح يعرض الأمر على نفسه , ليرى إمكان الاستجابة لمطلب الفتاة , أملا في النجاة . فسمع نداء الإيمان في أعماق نفسه . غير أن شعور الخوف , ممما هددته به تلك الفتاة لم يلبث أن أخذ يسيطر على مجامع نفسه .
و تخيل نفسه و الناس يقبلون عليه يريدون ضربه و هو يظن أن في ذلك قربة إلى الله تعالى . و لذلك فإنه لم يلبث أن مال إلى الاعتقاد أنه في موقف غير عادي واستظهر لذلك القاعدة المشهورة , من أن الضرورات تبيح المحظورات !
غير أن داعي الإيمان كان يقف له بالمرصاد فراح يوجه إليه اللوم العنيف , على ما خطر بباله . و تذكر الفتى الموقف البطولي , الذي وقفه سيدنا يوسف عليه السلام , عندما دعته زليخا إلى لنفسها , فقال : {معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي , إنه لا يفلح الظالمون }. و أدرك أن إيمان المؤمن لا يتجلى على حقيقته إلا في مثل هذه المواقف الحرجة . ثم راح يخاطب نفسه بقوله :
لقد تعرضت اليوم لامتحان شديد . فإن أنت أثبت فيه تمسكك بحبل الله , كان ذلك دليلا على صحة إيمانك . و إن أنت تخاذلت أمام الشيطان , كان ذلك دليلا على فساد إيمانك , و العياذ بالله ! . و أزمع الفتى أن يصل إلى مرتبة الإحسان .
و أخذ يعرض على سيدة البيت شيئا مما يذكرها بالله , غير أنها لم تدعه يتم حديثه. وراحت تؤكد له حبها إياه. ووضحت له , أنها تهواه منذ أمد بعيد . ولاح له أن لا سبيل له , إلا أن يلجأ إلى القوة , فتذكر موفق ((يوسف)) عليه السلام , حين هم بالبطش زوجة العزيز , وأراد أن يدفعها بالقوة , بعيدا عنه (( لولا أن رأى برهان ربه ))في خطأ اللجوء إلى استعمال القوة في مثل هذا الموقف .
ولما أيقن , أنه في موقف على غاية من الضعف , أدرك أنه لانجاة له من هذا المأزق , إلا أن يستعمل عقله , ويلجأ إلى الحيلة فتظاهر بالرضا التام , بما كانت تطلبه منه . وأخبرها بأنه لم يظهر التردد , بادئ ذي بدء , ولم يذكر ما ذكر من الخوف من الله , إلا ليمتحن صدقها فيما تعرضه عليه .
فطارت فرحا بذلك وتظاهر الفتى بالفرح والإقدام على الحرام . وتناولت زجاجة من العطر الفواح النادر . ووضعت قليلا منه على وجهها وصدرها ونحرها . واقتربت بدلال , من فتى أحلامها , فاعتراه الفزع وتراجع – لهول المفاجأة- خطوه إلى الوراء . غير أن بديهته أسعفته , فتظاهر بأنه يريد قضاء حاجته . وسارعت ترشده إلى منتفعات المنزل , وراحت تعد نفسها . وخلا الفتى بنفسه في المرحاض , وما به حاجة إلى ذلك . وراح يفكر في وسيلة مناسبة , ومضى الوقت , وهو يعلم أن الشيطانه تنتظره . و لم يجد مخرجا إلا أمرا واحدا اشمئزت منه نفسه , فاتجه إلى أعماقه مخاطبا ذاته بقوله :
الويل لك من عذاب الله , إن أنت لم تتخلص من هذا المأزق الذي أوقعت نفسك فيه . أما و الله لا عذر لك اليوم مطلقا .
و أخذ الفتى يجاهد نفسه ؛ في تنفيذ ما أزمع عليه . رفع غطاء المرحاض , المصنوع على الأسلوب القديم . فخرجت ريح نتنة , و بدا منظر قذر. غير أنه لم يبال بذلك كله للنجاة مما يغضب الله رب العالمين . و و مد يده إلى الأقذار , يحمل منها و يضع على ثيابه , حتى لطخ جسمه بها , و هو يقول :
هذا أهون عندي من أن تتلطخ روحي بظلمات المعاصي .
ثم خرج – ملطخا بالأقذار – إلى فناء المنزل , حيث و قفت الشيطانة الغضبى , تنتظر خروجه , و قد أعدت نفسها خير إعداد . و صاح يقول :
أين أنت يا ……..
و قبل أن يتم نداءه , كان تقد أقبلت عليه مسرعة و هي تقول :
ها أنذا يا حب…………
و وقع بصرها عليه , قبل أن تتم كلامها , فرأته في هذا المنظر المروع . فصاحت تقول :
مجنون….. مجنون ……أخرج أيها المجنون !
ففتح الفتى الباب يلوذ بالفرار , و و خرج مسرعا , يريد منزله . و لم يكن له مناص من اجتياز السوق وهو على هذا المنظر الكريه , و مر بين الناس , كل منهم ينظر إليه بازدراء مشوب بالإشفاق على رجل فقد عقله . أما الأطفال فقد تبعوه , و هم يصيحون ببعض العبارات القاسية الجارحة . و وصل الفتى إلى منزله و خلع ثيابه , و تحمم مرات و مرات حتى تطهر جسده , و لبس ثيابا جديدة نظيفة . و جلس بين أهله , شم الحاضرون رائحة المسك , راح من حوله يتفحصون الغرفة , ليعرفوا مصدر الرائحة الزكية التي ملأت المكان . فلم يعرفوا لها مصدرا !
و ما كان يجلس مجلسا , إلا و تفوح فيه رائحة المسك . و يتساءل الناس عن مصدرها , المرة تلو المرة . حتى عرفوا أن رائحة المسك , إنما كانت ترافق هذا الفتى و كأنما كانت تفوح من جسمه ! و غلب لقب المسكي على اسمه , حتى لم يعرف بعد ذلك إلا بهذا اللقب !
إن المسكي قد لقي بين يدي ربه مقاما رفيعا , أقل ما فيه أنه يقف تحت ظل عرش الرحمن !!
إنه رجل ( دعته امرأة ذات منصب و جمال فقال إني أخشى الله ) رب العالمين .
ادعولي الله يرضى عليكم …..
اهى قصة حقيقة ؟
جزاك الله كل خير
دنيا واخر تسلمين عمري يعطيك العافية مشكوووورة
الله يعطيكِ العافيه مبشرة ….
و جزاكِ الله الفردوس الاعلى من الجنه ….
يسلمووووووووووووو على القصه الرائعه … مثلكِ أكيد …
و يلا يا حلوين ردوا على الحلوة بشورة ….
و اكيد ردوا بدعوة … ليا و لها ….
هههههه
و يدخل في قلبكم الفرح و السروووووور يا رب
و يوفقكم دنيا و آخرة
أحــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــ ـكم في الله
يا حبي لك يالبنت الحبيبة
الله يحقق كل أمنياتك قولي آآآآآآآآمين