تخطى إلى المحتوى

!قصة سعودي? ‬اعتزل? ‬عن العالم ثلاثين سنة?!‬ 2024.

  • بواسطة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذي القصه قريتها من موقع مجلة سيدتي
عن الذي اعتزل عن العالم !!!!
** جازان?: ‬أحمد موسى


من الغريب والنادر جدا أن تجد شخصا? ‬يعتزل العالم ويبتعد عن الناس لما? ‬يزيد على ثلاثين عاما بسبب حبه للابتعاد عن المشاكل?. ‬فطوال حياته لم? ‬يختلط بأحد سوى بضعة مسافرين قادتهم أقدارهم اليه?. ‬وربما كانت حياة حسين الغريبة والمتنوعة هي? ‬ما جعله? ‬يقدم على هذه الخطوة التي? ‬يعتبرها من وجهة نظره افضل عمل قام به?.‬ عاش حسين المخطي? ‬معتزلا عن العالم في? ‬بقعة نائية لا? ‬يمر به سوى المسافرين المارين فيكرمهم كحاتم الطائي? ‬دون أن? ‬ينتظر جزاء ولا شكورا الى الجهة الشمالية من بحيرة سد وادي? ‬جازان في? ‬منطقة سهلية تدعى? (‬أم السلب) نصب حسين كوخه المتهالك منذ ثلاثة عقود? ‬يجدده كل فترة ليقيه حرارة الشمس وزخات المطر?.‬ اتجهت لزيارته للتعرف عليه عن كثب ولسؤاله عن الدوافع وراء قراره بإعتزال الناس?.‬ بعد خمسة كيلومترات من الطريق المزفت انعطفنا? ‬يسارا لنسلك طريقا صخرية ووعرة وشائكة في? ‬نفس الوقت،? ‬عبرنا ثلاثة أودية وبعد نصف ساعة وصلت الى ساحة كوخه الخشبي? ‬المصنوع من أشجار السلام والقفل والعشر والصلق والمض?.‬

ترجلت من سيارتي? ‬وناديت عليه ولكن لم? ‬يجب أحد وبعد انتظار لدقائق اقبل علينا العم حسين من مزرعته المجاورة مهرولا?. ‬رحب بي? ‬قبل أن اعرفه بنفسي? ‬ودخلت معه كوخه الضيق الذي? ‬يتسع لسرير واحد،? ‬جلست على سرير حديدي? ‬عليه بقايا فراش اسفنجي? ‬عشش فيه الغبار والأتربة القادمة من الخارج ثم قام بغسل كأس وصب لي? ‬قليلا من الماء تجرعته على استحياء ليتبعه بكأس شاي?. ‬أثناء ذلك كنا نتبادل التحية والسؤال عن الأحوال والمجاملات المعتادة?.‬ طلبت منه أن? ‬يجلس لأني? ‬أتيت إليه زائرا?. ‬عرفته بنفسي? ‬وبأني? ‬صحافي? ‬أريد الكتابة عن قصته?.‬ استمع اليّ? ‬حتى أنهيت كلامي? ‬ثم اطرق برأسه وقال?: ‬لم أكن ادري? ‬أن قصتي? ‬تعني? ‬للناس كل هذا القدر من الأهمية وأبدى اعتذاره لأنه ليس لديه ما? ‬يقوله وبعد محاولات عدة شارك فيها أخي? ‬الذي? ‬يتمتع بعلاقة طيبة مع العم حسين الذي? ‬شرح له ان هذا الأمر سيكون في? ‬مصلحته وافق على الإجابة عن كل أسئلتنا?.‬ سألته أن التقط له بعض الصور فامتنع في? ‬البداية لان تصويره بتلك الهيئة ليس جيدا له،? ‬حيث أن ملابسه كانت متسخة من جراء عمله وحياته لم تكن تدل على شخص ميسور الحال وخاف أن? ‬يفسر ذلك بأنه رغبة منه للاستجداء من الناس لكني? ‬أقنعته بعد مشقة أن ذلك ليس ضروريا وان هيئة الشخص لم تكن لتدل? ‬يوما على جوهره?. ‬وفعلا التقطت له الصور ثم بدأت أسئله.

‬ما اسمك وكم عمرك؟ ـ اسمي? ‬حسين عبدالله سلطان معشي? ‬مشهور بحسين المخطي? ‬أما عمري? ‬فلا اعرفه وكل ما أتذكره أنني? ‬من مواليد عام الجـدري? ‬الـذي? ‬ذهب بأمي? ‬فـي? ‬اليمـن?. (‬وقام بإحضـار بطاقتـه الشخصية حيث كتب فيها انه من مواليـد? ‬1350? ‬هـ? ‬1930م وفي? ‬تلك السنـين انتشـر بالفعل مرض الجدري? ‬في? ‬الجزيرة العربية وفي? ‬المناطق الجنوبية وحصد أرواحا كثيرة . ‬قلت انك ولدت في? ‬اليمن،? ‬كيف هذا؟ ـ كان أبي? ‬‬ عبدالله سلطان وهو سعودي? ‬الجنسية قد تزوج مرات عديدة وإحدى زوجاته كانت امرأة? ‬يمنية مكث معها لفترة ثم حصل بينهما خلاف وطلقها لتعود الى أسرتها في? ‬مكان? ‬يدعى المحابشة في? ‬اليمن وأنجبتني? ‬هناك،? ‬ثم تزوجت من شخص آخر وعشت سنين عمري? ‬الأولى هناك ولم تخبرني? ‬أمي? ‬أنني? ‬لست ابن ذلك الرجل القاسي? ‬الذي? ‬تزوجته وبعد مدة مرضت أمي? ‬وماتت فعشت بعد ذلك ويلات اليتم والعناء عند زوج أمي? ‬وعندما اشتد عودي? ‬وبلغت الثانية عشرة من العمر نشبت مشادة بيني? ‬وبين أحد الأطفال وقام بمعايرتي? ‬أنني? ‬غريب ويتيم وان الشخص الذي? ‬أعيش معه على انه أبي? ‬ليس سوى زوج أمي? ‬القاسي? ‬الذي? ‬يعاملني? ‬بفظاظة ويضربني? ‬كلما بدر مني? ‬خطأ طفولي?.‬ عندها قررت أن ابحث عن أبي? ‬الحقيقي? ‬وابتعد عن الغربة التي? ‬عشتها رغم أني? ‬كنت لا أزال صغيرا?.‬ سألت بعض أقارب أمي? ‬فاخبروني? ‬أن أمي? ‬كانت متزوجة في? ‬قرية سعودية على الحدود تدعى وعلان وان لي? ‬خالة هناك ستساعدني? ‬في? ‬العثور على أهلي?. ‬ انطلقت في? ‬رحلة البحث وكنت أتدبر أمور أكلي? ‬وشربي? ‬بالعمل وحسنات الناس حتى وصلت الى تلك القرية بعد جهد،? ‬وجدت خالتي? ‬لكن والدي? ‬كان قد توفي? ‬ولم تكن خالتي? ‬تعرف أحدا من أهله،? ‬مكثت هناك لفترة اسأل واسأل دون جدوى وعندها قررت العودة الى اليمن التي? ‬لم أكن اعرف ارضا? ‬غيرها إلى أن جاء ذلك اليوم الذي? ‬وصلنا فيه رسول من إمارة صامطة السعودية? ‬يطلب حضوري? ‬لأخذ نصيبي? ‬من دية ابن أخي? ‬الأكبر من أبي? ‬والذي? ‬لا اعرفه وكان قد قتل في? ‬مشاجرة مع أحد الأشخاص وقبل أهله بدفع الدية وعندما سألوا عن أقاربه دلوهم علي?.‬ صحبني? ‬الرسول الى صامطة حيث التقيت ببعض أقاربي? ‬وبعد مراجعات طويلة انتهت القضية ولكن لم نحصل على شيء لان الشخص الذي? ‬قاموا بتوكيله استولى على النقود?. ‬لم? ‬يكن لي? ‬في? ‬الأمر ناقة ولا جمل،? ‬ولذا احتسبت الأمر ولم? ‬يهمني? ‬بقدر ما فرحت لعودتي? ‬لأهلي استمرّت نظرات الناس في? ‬مطاردتي? ‬وهو احساس ما فتئ? ‬يلازمني?. ‬

وشببت وأنا أجد واجتهد واكافح لاعتمد على نفسي?. ‬كانت القلاقل السياسية والاجتماعية تسود الأجواء في? ‬اليمن?. ‬انتقلت للعيش عند بعض أقاربنا وكنت أرعى أغنامهم واحضر لهم المياه مقابل مكان أبيت فيه?.‬ ? ‬هل تلقيت أي? ‬نوع من التعليم؟ ـ للأسف لم? ‬يكن زمننا زمن تعليم ولم تكن الفرصة متاحة للكثيرين?. ‬الكتاتيب كانت في? ‬المدن الكبرى أما نحن فإن إيجاد ما? ‬يسد الرمق? ‬يعد قمة الإنجاز?.‬ ‬ألم تحاول توثيق صلاتك بالمجتمع الذي? ‬تعيش فيه بالزواج مثلا؟ ـ فعلت ذلك وتزوجت إحدى قريباتي? ‬التي? ‬كانت مطلقة لكن زواجي? ‬لم? ‬يدم سوى ثلاثة اشهر كنا أزواجا بالاسم فقط فلم? ‬يكن? ‬يربط بيننا أي? ‬شيء ولم نمارس حياتنا الزوجية مما دفعني? ‬بعد ثلاثة اشهر الى تخييرها إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان واختارت الثانية وطلقتها?.‬ كنت حاذقا في? ‬أموري? ‬الحرفية واجيد البيع والشراء واعمل بجد مما دفع أحد أعمامي? ‬على الموافقة على تزويجي? ‬من ابنته وعشت معها أياما هنيئة وحملت بطفلها الأول وذات مرة وبينما كانت ذاهبة لحضور أحد الأعراس أصيبت بمرض? ‬غامض?. ‬لم? ‬يكن هناك مستشفيات في? ‬حينها فلجأنا الى الطب الشعبي? ‬والسحرة المشعوذين وبفضل أدويتهم فقدت زوجتي? ‬طفلها وخرجت من المرض بأعجوبة?.‬ اخذت نصيبي مضت سنة ثم حملت زوجتي? ‬مرة أخرى وعندما بلغت شهرها الثامن مرضت بشدة وماتت ومات الطفل معها?. ‬حزنت كثيرا ولكني? ‬علمت أنه قدري? ‬فاطمأنت روحي? ‬وصبرت ولكني? ‬قررت عدم الزواج مرة أخرى فقد أخذت نصيبي? ‬منذ ذلك الوقت والى الآن حيث انتقلت الى العيش وحدي? ‬في? ‬نصيبي? ‬من ارض كانت لأبي?.

‬منذ متى وأنت تقيم هنا وحدك؟ ـ منذ زمن طويل لا اذكره تحديدا،? ‬لكنه? ‬يزيد على ثلاثين عاما
‬ولماذا قررت العيش وحدك كل هذه المدة الطويلة من دون أن? ‬يكون لك جيران أو أنيس في? ‬وحدتك الطويلة؟ ـ أنا لم انتقل للعيش وحدي? ‬إلا للهرب من الناس ومن همومهم ومشاكلهم
? ‬إن الوحدة تكون في? ‬كثير من الاحيان افضل من العيش في? ‬عالم? ‬يسوده الكذب والإضرار بالآخرين من اجل تحقيق مصالحنا الذاتية?. ‬فالطمع وترويج الشائعات? ‬يجلبان الهم لأي? ‬شخص?.‬ ?‬لا تؤاخذني? ‬ولكن بعض الناس? ‬يقولون إنك مجنون،? ‬أو مصاب بمرض نفسي? ‬لذلك تعتزل الناس؟ ـ الناس هم المرضى?. ‬الكل? ‬يلهث وراء المادة وعلاقاتهم تسيطر عليها المصالح،? ‬ولأنني? ‬أرفض الحديث مع المتطفلين على حياتي? ‬قالوا عني? ‬مجنونا،? ‬ولكن هم المساكين وليس أنا?.‬ ‬حدثني? ‬عن حياتك هنا كيف تصورها للناس؟ ـ قمة من الهدوء والاطمئنان تناجي? ‬نفسك وتحاسبها،? ‬تتأمل في? ‬الطبيعة وفي? ‬المخلوقات،? ‬تبعد نفسك عن اخطر الأمراض وهو الهم وتعيش على الفطرة?.‬

أغنام ونحل
‬من? ‬يشاركك في? ‬حياتك المنعزلة؟ ـ كان? ‬يشاركني? ‬هنا قطيع من الأغنام وبعض خلايا النحل وبقرتان ومجموعة من القطط والكلاب كانت تشاركني? ‬حتى عشتي? ‬وسريري،? ‬لكن تقدمي? ‬في? ‬العمر وضعف بصري? ‬جعلاني? ‬اعجز عن تدبير شؤونها واطعامها والإنفاق عليها لتعطيني? ‬فاضطررت لبيعها،? ‬أما الكلاب والقطط فهجرتني? ‬لتجد لقمة عيشها?.‬ ومن أين تكسب لقمة عيشك إذن؟ ـ خيرات الله كثيرة ونحن نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل?. ‬قطعة خبز تكفيني? ‬وجرعة ماء ترويني? ‬فماذا أريد أكثر من ذلك؟?.‬ ألا? ‬يزورك أحد من أقاربك هنا؟ ـ? ‬يزورني? ‬أحد أبناء اخوتي? ‬وهو الوحيد الذي? ‬يحضر اليّ? ‬رغم أن لي? ‬كثيرا من أبناء الاخوة،? ‬لكن حتى أكثر اخوتي? ‬لا اعرفهم ولا? ‬يعرفونني? ‬بسبب زواج أبي? ‬من اكثر من امرأة وتفرق أبنائه?. ‬ابن أخي? ‬هذا? ‬يطمئن علي? ‬أحيانا ويزورني? ‬بعض أصدقاء الشباب وبعض المسافرين الذي? ‬يمرون من عندي? ‬وأنا ارحب بالجميع من حضر فأهلا وسهلا ومن? ‬غاب ففي? ‬أمان الله?.‬ من هم المسافرون الذين? ‬يمرون بك؟ ـ كثير من اليمنيين الذين? ‬يعبرون الحدود الى السعودية للعمل? ‬يمرون ويطلبون الزاد فأشركهم فيما توفر لي? ‬من طعام ويبيتون عندي? ‬وبعضهم? ‬يقيم معي? ‬حتى? ‬يعثر على عمل،? ‬وقد عمل بعض منهم معي? ‬عندما كنت امتلك ماشية أما الآن فيمرون كضيوف أكرمهم ويغادرون?.‬ ‬بين هؤلاء المسافرين ألم? ‬يصادفك مهربون أو لصوص؟ ألا تخاف أن? ‬يعتدي? ‬عليك أحد وأنت شخص كبير في? ‬السن تسكن في? ‬منطقة معزولة؟ ـ أجاب العم حسين بسؤال?: ‬يا ولدي? ‬من الذي? ‬خلق الناس وحدد آجالهم أليس الله هو الحافظ والقابض؟ ولن? ‬يصيب ابن آدم مكروه ليس مكتوبا له ولا? ‬يموت أي? ‬شخص قبل اجله?.‬ صادفت نماذج كثيره من اليمنيين المسافرين معظمهم كان في? ‬حال سبيله?. ‬أما عن المهربين فلم أر مهربين وربما? ‬يخفون ما? ‬يهربونه قبل أن? ‬يأتوا الي? ‬لطلب الزاد،? ‬أما اللصوص فلم? ‬يزرني? ‬أحد منهم الى الآن وان زاروني? ‬فلن? ‬يجدوا لدي? ‬إلا الكفاف وقد جاءني? ‬ذات مره مسافر وكنت احضر طعام الإفطار فطلب مني? ‬أي? ‬شيء? ‬يسد رمقه فقلت له اصبر وبعدما خبزت قسمت نصف خبزتي? ‬فأخذها باشمئزاز وخرج من عندي? ‬ورمى الخبزة وغادر?. ‬وبعضهم مررت معه بمواقف إنسانية،? ‬حيث مر من عندي? ‬أحدهم وكان مريضا جدا بالملاريا مكث عندي? ‬فترة وحاولت أن أداويه بالكمادات وبالأعشاب لكن من دون جدوى،? ‬بحثت عن أحد? ‬ينقله الى المستشفى في? ‬القرى المجاورة فرفضوا بحجة انه مجهول?. ‬لم تطاوعني? ‬نفسي? ‬أن اتركه? ‬يموت من دون أن أفعل شيئا فوضعته بعد جهد على حماري? ‬ومشيت به لأكثر من ثلاث ساعات حتى أوصلته المستشفى،? ‬حيث قاموا بإعطائه العلاج والأدوية وتركته بعد أن اطمأننت عليه وبعد مده شفي? ‬وغادر الى بلده ثم عاد وشكرني? ‬بحرارة على إنقاذي? ‬لحياته وعمل معي? ‬في? ‬رعي? ‬أغنامي? ‬لمدة ثم? ‬غادر?.

الملاريا أرحم
هذا? ‬يجعلني? ‬أسألك كيف تواجه مرضك وأنت شخص معزول عن الناس وهل سبق أن تعرضت لمكروه؟ ـ الحمد لله على كل حال لقد مرضت مرات كثيرة حتى وصل الأمر بي? ‬إلى حالة لم اعد أستطيع أن اقف على اقدامي? ‬واغادر سريري? ‬ولكن كان في? ‬العمر بقية فكنت أقوم كل مرة سالما رغم أن الملاريا لا ترحم أحدا ولكنها كانت ارحم بي? ‬من بعض البشر?.‬ أما الثعابين فقد لدغتني? ‬مرتين المرة الأولى قبل عشر سنوات،? ‬إذ لدغني? ‬ثعبان في? ‬قدمي? ‬وأنا في? ‬مزرعتي? ‬ولم اكن املك مواصلات حتى الحمار لم? ‬يكن لدي? ‬ومشيت رغم ألمي? ‬حتى وصلت بعد ساعة الى أحد المنازل الذي? ‬كنت اعرف صاحبه فقام بنقلي? ‬بسيارته الى المستشفى وتلقيت العلاج هناك?. ‬ بعدها بسنين لدغت مرة أخرى في? ‬يدي? ‬عندما كنت احمل أعلافا ومن حسن حظي? ‬أن حماري? ‬كان موجودا،? ‬حيث ركبته حتى وصلت لمنزل أحد أقاربي? ‬الذي? ‬صحبني? ‬لمستشفى العارضة الذي? ‬اصبح فيما بعد مستشفى الملك فهد بجازان،? ‬حيث نمت هناك ولم تكن لي? ‬النية ورفضت البقاء ولكن اصرار الأطباء واقاربي? ‬جعلني? ‬أبقى بضعة أيام في? ‬المستشفى وعدت بعدها الى منزلي?.‬ كيف تمضي? ‬يومك منذ أن تستيقظ حتى تنام؟ ـ استيقظ عند الفجر عندما اسمع صوت الأذان القادم من بعيد وصياح الديوك التي? ‬تشق سكون الفجر اتوضأ واصلي? ‬الفجر ثم كنت أتفقد أغنامي? ‬وافتح لها السياج لتخرج? ‬الى المرعى القريب بينما أقوم بتحضير طعام افطاري? ‬على موقدي? ‬الحجري? ‬ويكون عادة افطاري? ‬قطعة خبز اخبزها بيدي? ‬مع بعض الخضراوات أو العدس احتسي? ‬عليها اللبن الطازج الذي? ‬أكون حلبته لتوي? ‬من الأغنام بعدها اخذ دابتي? ‬واتجه الى البئر لاعود بالمياه الى المنزل ثم أقوم برعاية أغنامي?.‬ وبعد بيعي? ‬للأغنام صرت اعمل فـي? ‬مزرعتـي? ‬أو في? ‬موقد الفحم الذي? ‬صنعته لصناعة القطران والفحم وبيعها وعند الظهر أعود الى المنزل واغتسل واصلي? ‬ثم أحضر طعام الغداء ويكون في? ‬العادة رزا وقطعة من اللحم أو السمك أو ما توفر ثم اغفو الى العصر اصلي? ‬واتفقد نحلي? ‬الذي? ‬كان موجودا قبل أن? ‬يغادر الى? ‬غير رجعه واحتسي? ‬الشاي? ‬والقهوة في? ‬العراء وأتأمل الغروب والشمس وهي? ‬تغيب خلف الجبل?.‬ بعد صلاة المغرب أحضر طعام العشاء وهو لا? ‬يختلف عن سابقيه ثم أشعل فانوسي? ‬واجلس مع نفسي? ‬حتى العشاء،? ‬إلى أن أنام?.‬ ?> ‬معنى هذا انك لا تتابع التلفاز؟ ـ ضحك?: ‬أي? ‬تلفاز أنا لا املك لا تلفاز ولا راديو أصلا لأنه لا توجد لدي? ‬كهرباء وهذا من حسن حظي? ‬لأنني? ‬أبعدت عن رأسي? ‬هموم البشر?.‬ ‬وكيف تواجه أسراب البعوض أو تحفظ مياهك وشرابك؟ ـ أسراب البعوض تحميني? ‬منها ناموسية صرفتها لي? ‬الدولة?. ‬أما المياه والطعام فهي? ‬طبيعية ولا تحتاج الى وسيلة حفظ فهي? ‬بطبيعتها صحية اكثر من استخدام وسائل الحضارة التي? ‬تجلب المرض?.‬ ?‬عشتك هذه متى بنيت وماذا تحتوي؟ ـ هذه العشة بنيتها منذ سكنت هنا وبنيت معها اثنتين اخريين وقعت احداهما وهي? ‬التي? ‬كانت تنام فيها أغنامي? ‬وبقيت اثنتان تصارعان الطبيعة بنيتهما واجددهما كلما رأيتهما تتهاويان فهذا منزلي? ‬وحياتي? ‬وأسرتي? ‬وأخاف أن? ‬يأتي? ‬يوم تسقط فوق رأسي? ‬لأنني? ‬أصبحت عاجزا عن القيام بكل الأعمال التي? ‬كنت أقوم بها وأنا شاب?.‬ ألم? ‬يعرض عليك احد ترك ارضك النائيه والانتقال للحياة في? ‬القرية المجاورة؟ ـ الكثير من اقاربي? ‬أو ممن مروا بي? ‬اقترحوا عليّ? ‬ذلك،? ‬ولكني? ‬أرفض تماما،? ‬فحياتي? ‬حيث الهدوء والسكينه والتعبد اعتبرها أفضل من حياة الأغنياء في? ‬المدن،? ‬حيث الكثير من الكذب والاحتيال والمصالح،? ‬وأنا سعيد جدا بها ولا أريد تغييرها?.‬ولكنك كبير في? ‬السن وأصبحت بحاجة الى من? ‬يرعاك؟ ـ لا أريد من الناس سوى أن? ‬يتركوني? ‬وشأني? ‬كي? ‬أعيش آخر أيامي? ‬بهدوء وارحل عن الدنيا بهدوء من دون ضغائن أو أحقاد?.‬

يا الله في ناس عايشه كذا والله القصه محزنه صعب الواحد يعيش لحاله بس الله مايخلي احد سبحانه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.