من الغريب والنادر جدا أن تجد شخصا? يعتزل العالم ويبتعد عن الناس لما? يزيد على ثلاثين عاما بسبب حبه للابتعاد عن المشاكل?. فطوال حياته لم? يختلط بأحد سوى بضعة مسافرين قادتهم أقدارهم اليه?. وربما كانت حياة حسين الغريبة والمتنوعة هي? ما جعله? يقدم على هذه الخطوة التي? يعتبرها من وجهة نظره افضل عمل قام به?. عاش حسين المخطي? معتزلا عن العالم في? بقعة نائية لا? يمر به سوى المسافرين المارين فيكرمهم كحاتم الطائي? دون أن? ينتظر جزاء ولا شكورا الى الجهة الشمالية من بحيرة سد وادي? جازان في? منطقة سهلية تدعى? (أم السلب) نصب حسين كوخه المتهالك منذ ثلاثة عقود? يجدده كل فترة ليقيه حرارة الشمس وزخات المطر?. اتجهت لزيارته للتعرف عليه عن كثب ولسؤاله عن الدوافع وراء قراره بإعتزال الناس?. بعد خمسة كيلومترات من الطريق المزفت انعطفنا? يسارا لنسلك طريقا صخرية ووعرة وشائكة في? نفس الوقت،? عبرنا ثلاثة أودية وبعد نصف ساعة وصلت الى ساحة كوخه الخشبي? المصنوع من أشجار السلام والقفل والعشر والصلق والمض?.
ترجلت من سيارتي? وناديت عليه ولكن لم? يجب أحد وبعد انتظار لدقائق اقبل علينا العم حسين من مزرعته المجاورة مهرولا?. رحب بي? قبل أن اعرفه بنفسي? ودخلت معه كوخه الضيق الذي? يتسع لسرير واحد،? جلست على سرير حديدي? عليه بقايا فراش اسفنجي? عشش فيه الغبار والأتربة القادمة من الخارج ثم قام بغسل كأس وصب لي? قليلا من الماء تجرعته على استحياء ليتبعه بكأس شاي?. أثناء ذلك كنا نتبادل التحية والسؤال عن الأحوال والمجاملات المعتادة?. طلبت منه أن? يجلس لأني? أتيت إليه زائرا?. عرفته بنفسي? وبأني? صحافي? أريد الكتابة عن قصته?. استمع اليّ? حتى أنهيت كلامي? ثم اطرق برأسه وقال?: لم أكن ادري? أن قصتي? تعني? للناس كل هذا القدر من الأهمية وأبدى اعتذاره لأنه ليس لديه ما? يقوله وبعد محاولات عدة شارك فيها أخي? الذي? يتمتع بعلاقة طيبة مع العم حسين الذي? شرح له ان هذا الأمر سيكون في? مصلحته وافق على الإجابة عن كل أسئلتنا?. سألته أن التقط له بعض الصور فامتنع في? البداية لان تصويره بتلك الهيئة ليس جيدا له،? حيث أن ملابسه كانت متسخة من جراء عمله وحياته لم تكن تدل على شخص ميسور الحال وخاف أن? يفسر ذلك بأنه رغبة منه للاستجداء من الناس لكني? أقنعته بعد مشقة أن ذلك ليس ضروريا وان هيئة الشخص لم تكن لتدل? يوما على جوهره?. وفعلا التقطت له الصور ثم بدأت أسئله.
ما اسمك وكم عمرك؟ ـ اسمي? حسين عبدالله سلطان معشي? مشهور بحسين المخطي? أما عمري? فلا اعرفه وكل ما أتذكره أنني? من مواليد عام الجـدري? الـذي? ذهب بأمي? فـي? اليمـن?. (وقام بإحضـار بطاقتـه الشخصية حيث كتب فيها انه من مواليـد? 1350? هـ? 1930م وفي? تلك السنـين انتشـر بالفعل مرض الجدري? في? الجزيرة العربية وفي? المناطق الجنوبية وحصد أرواحا كثيرة . قلت انك ولدت في? اليمن،? كيف هذا؟ ـ كان أبي? عبدالله سلطان وهو سعودي? الجنسية قد تزوج مرات عديدة وإحدى زوجاته كانت امرأة? يمنية مكث معها لفترة ثم حصل بينهما خلاف وطلقها لتعود الى أسرتها في? مكان? يدعى المحابشة في? اليمن وأنجبتني? هناك،? ثم تزوجت من شخص آخر وعشت سنين عمري? الأولى هناك ولم تخبرني? أمي? أنني? لست ابن ذلك الرجل القاسي? الذي? تزوجته وبعد مدة مرضت أمي? وماتت فعشت بعد ذلك ويلات اليتم والعناء عند زوج أمي? وعندما اشتد عودي? وبلغت الثانية عشرة من العمر نشبت مشادة بيني? وبين أحد الأطفال وقام بمعايرتي? أنني? غريب ويتيم وان الشخص الذي? أعيش معه على انه أبي? ليس سوى زوج أمي? القاسي? الذي? يعاملني? بفظاظة ويضربني? كلما بدر مني? خطأ طفولي?. عندها قررت أن ابحث عن أبي? الحقيقي? وابتعد عن الغربة التي? عشتها رغم أني? كنت لا أزال صغيرا?. سألت بعض أقارب أمي? فاخبروني? أن أمي? كانت متزوجة في? قرية سعودية على الحدود تدعى وعلان وان لي? خالة هناك ستساعدني? في? العثور على أهلي?. انطلقت في? رحلة البحث وكنت أتدبر أمور أكلي? وشربي? بالعمل وحسنات الناس حتى وصلت الى تلك القرية بعد جهد،? وجدت خالتي? لكن والدي? كان قد توفي? ولم تكن خالتي? تعرف أحدا من أهله،? مكثت هناك لفترة اسأل واسأل دون جدوى وعندها قررت العودة الى اليمن التي? لم أكن اعرف ارضا? غيرها إلى أن جاء ذلك اليوم الذي? وصلنا فيه رسول من إمارة صامطة السعودية? يطلب حضوري? لأخذ نصيبي? من دية ابن أخي? الأكبر من أبي? والذي? لا اعرفه وكان قد قتل في? مشاجرة مع أحد الأشخاص وقبل أهله بدفع الدية وعندما سألوا عن أقاربه دلوهم علي?. صحبني? الرسول الى صامطة حيث التقيت ببعض أقاربي? وبعد مراجعات طويلة انتهت القضية ولكن لم نحصل على شيء لان الشخص الذي? قاموا بتوكيله استولى على النقود?. لم? يكن لي? في? الأمر ناقة ولا جمل،? ولذا احتسبت الأمر ولم? يهمني? بقدر ما فرحت لعودتي? لأهلي استمرّت نظرات الناس في? مطاردتي? وهو احساس ما فتئ? يلازمني?.
وشببت وأنا أجد واجتهد واكافح لاعتمد على نفسي?. كانت القلاقل السياسية والاجتماعية تسود الأجواء في? اليمن?. انتقلت للعيش عند بعض أقاربنا وكنت أرعى أغنامهم واحضر لهم المياه مقابل مكان أبيت فيه?. ? هل تلقيت أي? نوع من التعليم؟ ـ للأسف لم? يكن زمننا زمن تعليم ولم تكن الفرصة متاحة للكثيرين?. الكتاتيب كانت في? المدن الكبرى أما نحن فإن إيجاد ما? يسد الرمق? يعد قمة الإنجاز?. ألم تحاول توثيق صلاتك بالمجتمع الذي? تعيش فيه بالزواج مثلا؟ ـ فعلت ذلك وتزوجت إحدى قريباتي? التي? كانت مطلقة لكن زواجي? لم? يدم سوى ثلاثة اشهر كنا أزواجا بالاسم فقط فلم? يكن? يربط بيننا أي? شيء ولم نمارس حياتنا الزوجية مما دفعني? بعد ثلاثة اشهر الى تخييرها إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان واختارت الثانية وطلقتها?. كنت حاذقا في? أموري? الحرفية واجيد البيع والشراء واعمل بجد مما دفع أحد أعمامي? على الموافقة على تزويجي? من ابنته وعشت معها أياما هنيئة وحملت بطفلها الأول وذات مرة وبينما كانت ذاهبة لحضور أحد الأعراس أصيبت بمرض? غامض?. لم? يكن هناك مستشفيات في? حينها فلجأنا الى الطب الشعبي? والسحرة المشعوذين وبفضل أدويتهم فقدت زوجتي? طفلها وخرجت من المرض بأعجوبة?. اخذت نصيبي مضت سنة ثم حملت زوجتي? مرة أخرى وعندما بلغت شهرها الثامن مرضت بشدة وماتت ومات الطفل معها?. حزنت كثيرا ولكني? علمت أنه قدري? فاطمأنت روحي? وصبرت ولكني? قررت عدم الزواج مرة أخرى فقد أخذت نصيبي? منذ ذلك الوقت والى الآن حيث انتقلت الى العيش وحدي? في? نصيبي? من ارض كانت لأبي?.
منذ متى وأنت تقيم هنا وحدك؟ ـ منذ زمن طويل لا اذكره تحديدا،? لكنه? يزيد على ثلاثين عاما
ولماذا قررت العيش وحدك كل هذه المدة الطويلة من دون أن? يكون لك جيران أو أنيس في? وحدتك الطويلة؟ ـ أنا لم انتقل للعيش وحدي? إلا للهرب من الناس ومن همومهم ومشاكلهم
? إن الوحدة تكون في? كثير من الاحيان افضل من العيش في? عالم? يسوده الكذب والإضرار بالآخرين من اجل تحقيق مصالحنا الذاتية?. فالطمع وترويج الشائعات? يجلبان الهم لأي? شخص?. ?لا تؤاخذني? ولكن بعض الناس? يقولون إنك مجنون،? أو مصاب بمرض نفسي? لذلك تعتزل الناس؟ ـ الناس هم المرضى?. الكل? يلهث وراء المادة وعلاقاتهم تسيطر عليها المصالح،? ولأنني? أرفض الحديث مع المتطفلين على حياتي? قالوا عني? مجنونا،? ولكن هم المساكين وليس أنا?. حدثني? عن حياتك هنا كيف تصورها للناس؟ ـ قمة من الهدوء والاطمئنان تناجي? نفسك وتحاسبها،? تتأمل في? الطبيعة وفي? المخلوقات،? تبعد نفسك عن اخطر الأمراض وهو الهم وتعيش على الفطرة?.
أغنام ونحل
من? يشاركك في? حياتك المنعزلة؟ ـ كان? يشاركني? هنا قطيع من الأغنام وبعض خلايا النحل وبقرتان ومجموعة من القطط والكلاب كانت تشاركني? حتى عشتي? وسريري،? لكن تقدمي? في? العمر وضعف بصري? جعلاني? اعجز عن تدبير شؤونها واطعامها والإنفاق عليها لتعطيني? فاضطررت لبيعها،? أما الكلاب والقطط فهجرتني? لتجد لقمة عيشها?. ومن أين تكسب لقمة عيشك إذن؟ ـ خيرات الله كثيرة ونحن نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل?. قطعة خبز تكفيني? وجرعة ماء ترويني? فماذا أريد أكثر من ذلك؟?. ألا? يزورك أحد من أقاربك هنا؟ ـ? يزورني? أحد أبناء اخوتي? وهو الوحيد الذي? يحضر اليّ? رغم أن لي? كثيرا من أبناء الاخوة،? لكن حتى أكثر اخوتي? لا اعرفهم ولا? يعرفونني? بسبب زواج أبي? من اكثر من امرأة وتفرق أبنائه?. ابن أخي? هذا? يطمئن علي? أحيانا ويزورني? بعض أصدقاء الشباب وبعض المسافرين الذي? يمرون من عندي? وأنا ارحب بالجميع من حضر فأهلا وسهلا ومن? غاب ففي? أمان الله?. من هم المسافرون الذين? يمرون بك؟ ـ كثير من اليمنيين الذين? يعبرون الحدود الى السعودية للعمل? يمرون ويطلبون الزاد فأشركهم فيما توفر لي? من طعام ويبيتون عندي? وبعضهم? يقيم معي? حتى? يعثر على عمل،? وقد عمل بعض منهم معي? عندما كنت امتلك ماشية أما الآن فيمرون كضيوف أكرمهم ويغادرون?. بين هؤلاء المسافرين ألم? يصادفك مهربون أو لصوص؟ ألا تخاف أن? يعتدي? عليك أحد وأنت شخص كبير في? السن تسكن في? منطقة معزولة؟ ـ أجاب العم حسين بسؤال?: يا ولدي? من الذي? خلق الناس وحدد آجالهم أليس الله هو الحافظ والقابض؟ ولن? يصيب ابن آدم مكروه ليس مكتوبا له ولا? يموت أي? شخص قبل اجله?. صادفت نماذج كثيره من اليمنيين المسافرين معظمهم كان في? حال سبيله?. أما عن المهربين فلم أر مهربين وربما? يخفون ما? يهربونه قبل أن? يأتوا الي? لطلب الزاد،? أما اللصوص فلم? يزرني? أحد منهم الى الآن وان زاروني? فلن? يجدوا لدي? إلا الكفاف وقد جاءني? ذات مره مسافر وكنت احضر طعام الإفطار فطلب مني? أي? شيء? يسد رمقه فقلت له اصبر وبعدما خبزت قسمت نصف خبزتي? فأخذها باشمئزاز وخرج من عندي? ورمى الخبزة وغادر?. وبعضهم مررت معه بمواقف إنسانية،? حيث مر من عندي? أحدهم وكان مريضا جدا بالملاريا مكث عندي? فترة وحاولت أن أداويه بالكمادات وبالأعشاب لكن من دون جدوى،? بحثت عن أحد? ينقله الى المستشفى في? القرى المجاورة فرفضوا بحجة انه مجهول?. لم تطاوعني? نفسي? أن اتركه? يموت من دون أن أفعل شيئا فوضعته بعد جهد على حماري? ومشيت به لأكثر من ثلاث ساعات حتى أوصلته المستشفى،? حيث قاموا بإعطائه العلاج والأدوية وتركته بعد أن اطمأننت عليه وبعد مده شفي? وغادر الى بلده ثم عاد وشكرني? بحرارة على إنقاذي? لحياته وعمل معي? في? رعي? أغنامي? لمدة ثم? غادر?.
الملاريا أرحم
هذا? يجعلني? أسألك كيف تواجه مرضك وأنت شخص معزول عن الناس وهل سبق أن تعرضت لمكروه؟ ـ الحمد لله على كل حال لقد مرضت مرات كثيرة حتى وصل الأمر بي? إلى حالة لم اعد أستطيع أن اقف على اقدامي? واغادر سريري? ولكن كان في? العمر بقية فكنت أقوم كل مرة سالما رغم أن الملاريا لا ترحم أحدا ولكنها كانت ارحم بي? من بعض البشر?. أما الثعابين فقد لدغتني? مرتين المرة الأولى قبل عشر سنوات،? إذ لدغني? ثعبان في? قدمي? وأنا في? مزرعتي? ولم اكن املك مواصلات حتى الحمار لم? يكن لدي? ومشيت رغم ألمي? حتى وصلت بعد ساعة الى أحد المنازل الذي? كنت اعرف صاحبه فقام بنقلي? بسيارته الى المستشفى وتلقيت العلاج هناك?. بعدها بسنين لدغت مرة أخرى في? يدي? عندما كنت احمل أعلافا ومن حسن حظي? أن حماري? كان موجودا،? حيث ركبته حتى وصلت لمنزل أحد أقاربي? الذي? صحبني? لمستشفى العارضة الذي? اصبح فيما بعد مستشفى الملك فهد بجازان،? حيث نمت هناك ولم تكن لي? النية ورفضت البقاء ولكن اصرار الأطباء واقاربي? جعلني? أبقى بضعة أيام في? المستشفى وعدت بعدها الى منزلي?. كيف تمضي? يومك منذ أن تستيقظ حتى تنام؟ ـ استيقظ عند الفجر عندما اسمع صوت الأذان القادم من بعيد وصياح الديوك التي? تشق سكون الفجر اتوضأ واصلي? الفجر ثم كنت أتفقد أغنامي? وافتح لها السياج لتخرج? الى المرعى القريب بينما أقوم بتحضير طعام افطاري? على موقدي? الحجري? ويكون عادة افطاري? قطعة خبز اخبزها بيدي? مع بعض الخضراوات أو العدس احتسي? عليها اللبن الطازج الذي? أكون حلبته لتوي? من الأغنام بعدها اخذ دابتي? واتجه الى البئر لاعود بالمياه الى المنزل ثم أقوم برعاية أغنامي?. وبعد بيعي? للأغنام صرت اعمل فـي? مزرعتـي? أو في? موقد الفحم الذي? صنعته لصناعة القطران والفحم وبيعها وعند الظهر أعود الى المنزل واغتسل واصلي? ثم أحضر طعام الغداء ويكون في? العادة رزا وقطعة من اللحم أو السمك أو ما توفر ثم اغفو الى العصر اصلي? واتفقد نحلي? الذي? كان موجودا قبل أن? يغادر الى? غير رجعه واحتسي? الشاي? والقهوة في? العراء وأتأمل الغروب والشمس وهي? تغيب خلف الجبل?. بعد صلاة المغرب أحضر طعام العشاء وهو لا? يختلف عن سابقيه ثم أشعل فانوسي? واجلس مع نفسي? حتى العشاء،? إلى أن أنام?. ?> معنى هذا انك لا تتابع التلفاز؟ ـ ضحك?: أي? تلفاز أنا لا املك لا تلفاز ولا راديو أصلا لأنه لا توجد لدي? كهرباء وهذا من حسن حظي? لأنني? أبعدت عن رأسي? هموم البشر?. وكيف تواجه أسراب البعوض أو تحفظ مياهك وشرابك؟ ـ أسراب البعوض تحميني? منها ناموسية صرفتها لي? الدولة?. أما المياه والطعام فهي? طبيعية ولا تحتاج الى وسيلة حفظ فهي? بطبيعتها صحية اكثر من استخدام وسائل الحضارة التي? تجلب المرض?. ?عشتك هذه متى بنيت وماذا تحتوي؟ ـ هذه العشة بنيتها منذ سكنت هنا وبنيت معها اثنتين اخريين وقعت احداهما وهي? التي? كانت تنام فيها أغنامي? وبقيت اثنتان تصارعان الطبيعة بنيتهما واجددهما كلما رأيتهما تتهاويان فهذا منزلي? وحياتي? وأسرتي? وأخاف أن? يأتي? يوم تسقط فوق رأسي? لأنني? أصبحت عاجزا عن القيام بكل الأعمال التي? كنت أقوم بها وأنا شاب?. ألم? يعرض عليك احد ترك ارضك النائيه والانتقال للحياة في? القرية المجاورة؟ ـ الكثير من اقاربي? أو ممن مروا بي? اقترحوا عليّ? ذلك،? ولكني? أرفض تماما،? فحياتي? حيث الهدوء والسكينه والتعبد اعتبرها أفضل من حياة الأغنياء في? المدن،? حيث الكثير من الكذب والاحتيال والمصالح،? وأنا سعيد جدا بها ولا أريد تغييرها?.ولكنك كبير في? السن وأصبحت بحاجة الى من? يرعاك؟ ـ لا أريد من الناس سوى أن? يتركوني? وشأني? كي? أعيش آخر أيامي? بهدوء وارحل عن الدنيا بهدوء من دون ضغائن أو أحقاد?.