تخطى إلى المحتوى

كان و لا يزال محفوظاً فى الصدور 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

—-

عندما اشتد القتال يوم اليمامة واستُشهِدَ كثيرٌ من صحابة رسول الله (صلى الله عليه و سلم) من حفظة القرءان الكريم ، خشىَ عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) أن الأجيال القادمة ربما لا تجد مرجعاً كاملاً للقرءان الكريم فى كتابٍ واحدٍ يرجعون إليه .

فأقنع أبا بكر الصديق (رضى الله عنه) أن يأمر بجمع القرءان ، فأمر أبو بكر زيدَ بن ثابت (رضى الله عنهما) وكان زيد ٌ يكتب الوحىَ لرسول الله (صلى الله عليه و سلم)

فتتبع زيدٌ القرءان الكريم و أخذ يجمعه من العُسُبِ و اللِخافِ و صدورِ الرجال ،و وجد آخر سورة التوبة ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ .. ) مع أبى خزيمة الأنصارى و لم يجدها مكتوبةً مع غيره ،

و لكن كثيراً من الصحابة كانوا يحفظونها .

فجمع زيدٌ القرءان فى كتابٍ واحدٍ و حُفِظَ عند أبى بكر ثم عمر ثم حفصة أم المؤمنين (رضى الله عنهم جميعاً) .

و عندما انتشرت الفتوحات الإسلامية فى عهد عثمان (رضى الله عنه) و دخل الناس فى دين الله أفواجاً ، و نظراً لإختلاف اللغات و اللهجات بدأت الأخطاء تظهر فى تلاواتهم .
فطلب حذيفة بن اليمان من عثمان (رضى الله عنهما) أن يدرك الأمة و أن يقوم بنسخ القرءان الكريم عدة نسخ و توزيعها إلى الأمصار المختلفة .

فشكل عثمان لجنة لهذا الغرض برئاسة زيد بن ثابت ، فأخذ زيد المصحف من عند حفصة و نسخه عدة نسخ طبق الأصل و وزعها عثمان وأعاد لحفصة النسخة الأصلية .

الذى أحب أن ألفت النظر إليه :

القرءان الكريم كان مجمعاً فى صدور المؤمنين حيث أكمل لهم ربهم دينهم و أتم عليهم نعمته و كانت النسخة التى جمعها زيد فى كتابٍ واحدٍ و أعطاها أبا بكر ليست إلا مرجعاً للأجيال القادمة ،

فهل تتصور أن كل صحابى كان يذهب إلى بيت أبى بكر ثم عمر ثم حفصة ليحفظ من هذا المصحف ؟؟؟

بل كان معظم الصحابة حافظين للقرءان كله فى صدورهم و يعلمونه للناس

ربما لم يكن يحتفظ كل واحدٍ منهم إلا ببعض السور المكتوبة

و الذى فعله زيد هو تجميعها فى كتاب واحد بعد التأكد من صحتها تماماً

و أولاً وأخيراً قد تعهد الله الحفيظ بحفظه

" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) "

سورة الحجر
" لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)

إِنَّ عَلَيْنَـــا جَمْعَـــهُ وَقُرْآَنَــــــهُ (17)
فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18)

ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) "

سورة القيامة

اللهم اجعلنا من حفظة كتابك الكريم واجعلنا ممن يحفظ حروفه ولايضيع حدوده

جزاك ربي كل الخير

جزاكم الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.