بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وبعد :
سؤال :
أنا أعاني من إقامة الصلاة في أوقاتها وأتأخر في ذلك وفي بعض الأوقات أنسى الصلاة ولا أصلي، وأنا أخاف الله تعالى كثيراً وأدافع عن الدين في مجتمعي وأنا طالب الماجستير في العلوم الشرعية وخريج كلية الشريعة، وادعوا الناس للتمسك بالدين الإسلامي الحنيف، ولا يخفى عليكم بأن في العراق ثورة ضد الدين وملئت ذلك المدن العراقية من شمالها إلى جنوبها، وأنا أجالس المدعوين إلى ذلك وأناقشهم وفي بعض الحالات أقنعهم وادعوهم إلى مقاومة هذه الثورة اللادينية. وأنا اسأل ما الذي افعل بين هذين الحالتين؟
جزاكم الله خيراً.. والحمد لله أولاً وآخراً.
الجواب أولاً: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير وأن يجزيك خير الجزاء على دعوتك الناس للتمسك بالدين الإسلامي الحنيف .
كما أسأله سبحانه أن يجعلك قدوة حسنة لغيرك.
ثانيا: اعلم يا أخي ـ بارك الله فيك ـ أن الشخص لن يكون مؤثراً في دعوته حتى يكون هو قدوة في نفسه للآخرين، خصوصاً في الأمور العظيمة والتي من أعظمها المحافظة على الصلاة، فإن الصلاة عمود الإسلام، والمحافظة على الصلاة يُراد بها أداؤها في أوقاتها التي حددها الله لها مع الجماعة في المساجد التي بُنيت من أجلها، وأن تكون مستوفية لشروطها وأركانها وواجباتها التي شرعها الله فيها، ولقد توعد الله سبحانه وتعالى المضيعين لها بأشد الوعيد، فقال سبحانه: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" فقد توعد الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الغافلين عن الصلاة الذين يؤخرونها عن وقتها.
والصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وقد شرعت في أوقات معينة لا يجوز تأخيرها عنها أو تقديمها عليها من غير عذر شرعي كسفر أو مرض يبيحان الجمع بين الصلاتين.
وأخرج الإمام أحمد بسند جيد وابن حبان في صحيحه أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: "من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف".
فعليك ـ أخي الكريم ـ الاهتمام بأمر الصلاة لأن أمرها عظيم ومكانتها كبيرة، وهي التي تلي الشهادتين وهي الركن الأعظم بعد الشهادتين. والمسلم دائماً قلبه معلق بالصلاة ولا يغفل عنها أو ينساها، ولكن إذا حدث أن نسيها لعارض فعليه المبادرة إلى أدائها إذا ذكر فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك" (متفق عليه صحته
المصدر : شبكة نور الإسلام ، أضغط هنا ..
).