ماأروع ذلك الشاب … همته … تنــــــاطح السحاب … !!!
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعـد :
عجيب أمر ذلك الشاب ، الذي فاجأني في الحرم المكي الشريف ، وأنا أقف في الصف وهو واقف خلفي ، ناداني بصوت متقطع غير مسموع ، سمعته بعد إلحاح منه ، سمعته يقول (( ياشيخ … ياشيخ … !!! ))
إلتفت عليه ، فقال لي (( لو سمحت أنزلني على الأرض )) وقد كان يستقل حينها ذلك الكرسي المتحرك بيديه الضعيفتين ، ردد قائلاً (( دعني أذوق السجود على الأرض ، وأتلذذ به )) … !!!
سبحان الله … !!!
فكرت في قوله (( أتلذذ به )) أنحن في لذة لم نحس بها … !!!
دارت في بنياتي أفكاري وخواطري أمور كثيرة وخواطر جمة عندما رأيت ذلك الشاب .
صليت صلاة العصر بعد أن أنزلناه من على ذلك الكرسي ، وتوجهت إليه مستديراً بظهري …
بدأت بالحديث معه وهو في فرح كبير وعظيم لقاء ماواجهه من حديث مع شخص يمشي بأرجله على الأرض سليماً معافاً .
سقطت دمعةٌ من عينيه وتدحرجت على خده واستقرت أخيراً على ثوبه … !!!
بدأ يحدثني عن ماضيه ، مع رفقاءه ، والذين ولوا للجهاد فارين من عيش الحياة الزائلة الفانية … فروا للنيل بالجنان والرفعة عن الرحمن … ولوا وتركوه على كرسيه … !!!
بدأ يلومني أشد اللوم على عدم اللحاق بأولئك الركب المجاهد … !!!
إرتفع صوته أمام الناس من شدة حماسه …
أوصاني بوصيتين قبل فراقه ووداعه … أتعلمون ماهي تلك الوصيتين … ؟؟؟
الأولى / أن يجمع الله له مابين الأجر والعافية على جلوسه على هذا الكرسي ، وأن يعجل بشفائه والوقوف
على قدميه سليماً معافاً .
الثانية / أن يرزقه الله الشهادة عاجلاً غير آجل ، مقبل غير مدبر . برحمة منه وكرم .
سبحان الله … همة تنــــاطح السحاب … وهو على هذا الكرسي … !!! فماهي همتنا نحن الرجال الأصحاء … !!!
مابال أولئك الرجال ، والذين قد مشوا بتلك الأقدام الصحيحة … يتلذذون بنعيم الدنيا وزخرفها الزائل الفاني .
إما آن لكم أن ترحلوا لنصرة إخوانكم الذين هم في أشد الحاجة إلى نبع شبابكم الفتي … !!!
هناك …
هناك …
هناك …
قد قتل الرجال … ورملت النساء … واغتصبت الفتيات … وإنتهك العرض … ودمرت البيوت … !!!
هناك …
هم يصرخون … ونحن نسمع
هم يستنجدون … ونحن نلهوا ونرتع
هم يأنون … ونحن للمال لمن هم أعدائنا ندفع
هـــــــل حقاً نحن سننفع … ؟
لا ومعـــاذ الله … !!!
أدعوكم نحن الجهــــاد … فثم الجنة …. الجنة … الجنة … !!!
أين الفارس المقدام … الشجاع الهمام … لنصرة إخوانه المسلمين دائماً مقدام …
أين هو ذلك الفارس … أين هو … أين هو … !!!
(( لعله أنت يامن تقرأ هذه الأسطــــــر )) …
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وأختي sss
جزاكم الله كل خير