تصور أن ملكا من ملائكة الله هبط عليك وأخذك إلى جولة في جنة الآخرة … ثم عاد بك إلى الأرض!! ماذا سيكون منك بعد ذلك؟ الذي دل عليه القرآن والسنة أن نعيم الجنة فاتن خلاب!!
عندما تهبط إلى الأرض ستجد نفسك مستهينا بنعيم الدنيا، مندفعا إلى عبادة الله، لن تعبده العبادة المعتادة التي تراها من أعبد الناس الآن، بل ستتصدق بكل مال تكسبه إلا مايكفي لقيمات تحيا بها، ستقضي وقتك في المسجد إلا أيسره، لن تفوت تكبيرة الإحرام خلف الإمام، وستحول بيتك إلى مسجد، ولو كان لك قصر وحديقة لبعتهما وتصدقت بثمنهما، ما كنت لتفطر يوما واحدا، ستصوم كل يوم حتى موتك، لن تخرج إلى نزهة في الحدائق، لن تروح عن نفسك، إذا فقدت عزيزا عليك فلن تتألم كثيرا وسوف تنساه بمجرد دفنه، كل هذا لأن نعيم الجنة فتنك وسرق عقلك!! فصغر نعيم الدنيا في نفسك، وأصبحت متطلعا مشتاقا إلى نعيم الآخرة، وانكببت على شعائر العبادة.
في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يدل على هذا المعنى، أذكر لكم قوله – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه الذين رآهم أثناء الصلاة يسقطون لشدة جوعهم: "لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة" – يعنى فقرا.
معنى هذا أنهم لو اطلعوا على ثواب الله وهم في الدنيا لفتنهم وخلب ألبابهم، حتى رغبوا في الجوع والفقرأكثر لينالوا ثوابا أكبر للصبر، بل إنهم ليكادون ينسون ألم الجوع.
والله – سبحانه – أمرنا أن نؤمن بهذا الغيب وشوقنا إليه، فيكفي هذا لدفعنا إلى فعل اليسير الذي أمرنا به، ولم يأمرنا إلا بما نستطيع، لم يأمرنا أن نقضي وقتنا كله في الصلاة أو أن نبيع بيوتنا ونتصدق بكل ما نملك.
والله – سبحانه – أمرنا أن نؤمن بهذا الغيب وشوقنا إليه، فيكفي هذا لدفعنا إلى فعل اليسير الذي أمرنا به، ولم يأمرنا إلا بما نستطيع، لم يأمرنا أن نقضي وقتنا كله في الصلاة أو أن نبيع بيوتنا ونتصدق بكل ما نملك.
وكان بعض الصحابة – رضي الله عنهم – يسألون النبي – صلى الله عليه وسلم – عن نعيم الجنة فيجيبهم، فيشتاقون إليها، وينشطون في طاعة ربهم.
ولا زال الناس الآن يسألون العلماء عن نعيم الجنة، وهذا مشروع، ويزيد الناس نشاطا في الطاعة، وسأل سائل عالما عن المجد في لعب المباريات الكروية والفوز فيها إذا اشتهاه هل يجده في الجنة أم لا، فأجابه العالم بأن كل ما يتطلع إليه المرء في الجنة يجده، لكن ليس معروفا على أي هيئة سيكون.
إلا أن المتعة الدنيوية إذا وجدت في الآخرة فستكون خالية من شوائبها التي كانت في الدنيا، مثلا إذا جرى اللاعب بالكرة في الجنة فلن يجد شيئا من إرهاق، مهما استغرق في الجري.
ويقول العلماء إن الله – سبحانه – سينشئ لأهل الجنة متعا أخرى لا ترتقي عقول البشر لإدراكها الآن، فقال سبحانه في الحديث القدسي: "أعددت لعبادي الطائعين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".
نعيم الجنة فاتن خلاب، الطبيعة هناك ليست كالطبيعة هنا، من العجيب أن المرء فيها لا يجد مللا، ولا يتحسر على ذكريات فائتة، فالزمن يمر ولايشعر به، وكأنه لم يمض عليه منذ دخوله الجنة إلا لحظة.
ذلكم النعيم يحلى برؤية الله – تعالى.
نعيم الجنة فاتن خلاب، الطبيعة هناك ليست كالطبيعة هنا، من العجيب أن المرء فيها لا يجد مللا، ولا يتحسر على ذكريات فائتة، فالزمن يمر ولايشعر به، وكأنه لم يمض عليه منذ دخوله الجنة إلا لحظة.
ذلكم النعيم يحلى برؤية الله – تعالى.
إذا كان الله شوقنا إلى هذا النعيم أفلا نجتهد في طاعته؟!
جزاك الله خير الجزاء،،، شوقتنا للجنة بارك الله فيك.
وبصراحة فكرة المقال جميلة وملفتة، اللهم حبب إلينا الجنة يا رب العالمين وأعنا على العمل الصالح للوصول إليها…
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم